مبارك محمد الهاجري / أوراق وحروف / خطاك السوء... يا سلطان بن عبدالعزيز

1 يناير 1970 06:08 م
ما زلت أتذكر القصيدة الجميلة التي قالها الشاعر السعودي الرائع الأمير خالد الفيصل في عمه سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، تلك القصيدة التي ما زالت عالقة في القلوب لصراحة قائلها وصدق كلماته، والتي قيلت في رجل عرف بمساهماته الإنسانية والخيرية، وقبل ذاك رجل دولة مارس السياسة ستين عاماً دون انقطاع، ويعتبر، وكما يصفه المراقبون، صمام الأمان في المملكة العربية السعودية على المستويين الرسمي والشعبي، وما شدني في تلك القصيدة، والتي قيلت منذ أعوام طويلة، روح التجديد، والتي ما زالت تسري في حروفها ومعانيها، والتي يقول فيها الشاعر:
عند الموادع دمع عيني غلبني...
وطاحت بي الدمعة على كف سلطان
أحب يمنى عمي اللي حشمني...
ومن لامني في حب سلطان غلطان
شيخ بالأخلاق الكريمة ملكني...
بالمرجلة فارس وبالرحمة إنسان
ومن يزرع المعروف لابد يجني...
ومن يفعل الإحسان يجزى بالإحسان
واللي يريد المجد لابد يبني...
في قلوب وعقول المخاليق بنيان
أفاخر بعمي على الناس وأثني...
ويستاهل البيضا سلايل كحيلان
له موقف عند الملمات يثني...
سلطان موقف والتجاريب برهان
إلى انتهض يكفي وإلى مد يغني...
وإلى تكلم كل شي معه لان
وإلى وعد يوفي وإلى قال يعني...
وإلى ارتكى للحمل شاله بليهان
بالطيب جاوز كل هقوة وظني...
الله يوفقه السعد وين ما كان
ما أروعها من أبيات صاغها خالد الفيصل ذلك الشاعر الرسام، فارس الشعر والكلمة لم تمنعه مسؤولياته ولا مشاغله من ذكر فضائل عمه عافاه الله، فكان أن رسم هذه الأبيات التي ضربت المثل في سمو العلاقات الأسرية، والتي تجعل سامعها يطرب لها ويعيد سماعها مرات ومرات لما تحويه من معان تدخل القلوب دون استئذان! طرقت هذه القصيدة ذاكرتي وأنا أشاهد الأحد الماضي خبراً متلفزاً عن مغادرة سمو الأمير سلطان بلاده متوجهاً إلى الولايات المتحدة للعلاج، رأيت أبا خالد عند وصوله مطار نيويورك والابتسامة تملأ محياه وهو يصافح مستقبليه ببشاشة وترحيب، متحاملاً على الألم، هذا هو سلطان رجل متفائل دوماً، وما يزيده تفاؤلاً هو الرصيد الهائل الذي يحظى به من الحب الشعبي الجارف، فهو رجل اعتادت يمناه العطاء دونما تردد، يذكر اسمه مقروناً بأعمال الخير والصفات الطيبة، فهل يلام خالد الفيصل عندما ترجم حبه لعمه بأبيات تهز المشاعر والوجدان؟ كيف يلام ونهر العطاء ماض في طريقه دون توقف، سلطان حروف خمس ازدادت بريقاً ووهجاً في النفوس، وحفرت في التاريخ مقاماً قل مثيله بين الرجال... سلطان خطاك السوء، وأجر وعافية، وعودة حميدة بإذن الله إلى ربوع مملكة الخير والعطاء.

مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتي
[email protected]