حروف باسمة

ليلة النصف من شعبان

1 يناير 1970 07:59 ص

ليلة مباركة يحتفل بها أهل هذه الديرة الطيبة قديماً مستبشرين بحلول الشهر الفضيل يجهزون ما يحتاجون اليه من غذاء فتقوم ربات البيوت في تلك الليلة في مجاميع وهن يدقن حب الهريس في مناحيزهن* على ابتهالات ودعوات لأمنيات بأن يبلغهن الله الشهر الفضيل ويقويهن على صيامه وقيامه.
والرجال في دواوينهم وفي أماكن تواجدهم يبتهلون ويستبشرون بأن يجعل الله الشهر الفضيل شهراً مباركاً مفعماً بالخير والاقبال، أما الاطفال فيجوبون البرايح والسكك والفرجان والطرق، بنون وبنات، كل له اهزوجته وأغنيته في هذه الليلة.
نعم إنهم يغنون في هدوء واستقرار وسكينة.
ما أجملها من أيام وما أحسنها من ليال.
البشر والتفاؤل والأمل في قلوب ووجوه وألسن الجميع، فأين نحن اليوم من هذه الذكرى الجميلة؟
وأين مراكز الاشعاع المختلفة في هذه الديرة الطيبة من تفعيل هذا التراث العريق؟
وتبصير الأجيال بهذه الذكرى وتوضيح تراث أجدادهم والأيام الجميلة التي سلفت حتى ينهل الجيل الجديد من مناهل صافية لتراث أصيل غائرة جذوره إلى أزمان بعيدة.
فعسى وزارة التربية أن تفعل هذا التراث في مناهجها الدراسية وكتبها المدرسية.
والفرصة سانحة الآن، حيث ان الوزارة تعمل على مسح شامل لمناهجها الدراسية، يوضح كل ما ورد فيها عن النزاهة والشفافية وعدم استخدام النفوذ للمصالح الشخصية لخلق جيل واع نزيه يتمتع بكل القيم التي دعا إليها ديننا الحنيف، ويقتبس جذوات من تراث وطنه الأصيل.
ولا ننسى دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تفعيل هذا التراث والعمل على اظهاره وتبصير الأجيال به.
أما السوشيال ميديا فعلى المهتمين بها مهمة تفعيل هذا التراث عن طريق مقاطع الفيديو المختلفة التي تظهر ماهية هذا التراث وتبصير المجتمع به.
عزيزي القارئ:
وما لنا إلا أن ننشد مع بنات هذه الديرة الحبيبة وهن يرتدين بخانقهن الموشاه بالزري.
سأنشد معهن لجميع اطفال هذه الديرة الطيبة ومعهم ولدي سلطان حسين...

ناصفوه ناصفوه
يا الله سلم سلطان
ناصفوه ناصفوه
يا الله خله لأمه
ناصفوه ناصفوه
عسى البقعه ما تطمه
ناصفوه ناصفوه
ولا توازي على أمه

ولا على أمهات هذه الديرة الطيبة... وعساكم من عواده.
* جمع منحاز وهو إناء من خشب وله يد خشبية يدق فيه حب الهريس.