الإخلاص في العمل

1 يناير 1970 01:32 ص

علمونا في المدارس والجامعات أن علاقة الإخلاص في العمل بالولاء للوطن علاقة طردية. فزيادة العطاء دليل على زيادة الولاء، وكلما قل العطاء نُظر في حال هذا الشخص. هل هو كسول؟ أم مريض؟ أم ماذا؟
حقيقة إن من يدعو إلى حب الوطن ولا يلتزم بالعمل من دون عذر صحيح، ينطبق عليه المثل المصري الذي يقول: «أسمع كلامك أصدقك، أشوف أمورك أستعجب». وفي فلسطين: «الكلام كلام سلاطين، والفعل فعل شياطين».
وبعضهم يلتزم بالمواعيد حضورا وانصرافا، وبين الوقتين إما في لعب، أو في سبات عميق، أو ربما خارج مبنى عمله. وهذا ينطبق عليه المثل الذي يقول: «من برا هالله هالله ومن داخل يعلم الله». ولا أعلم الحكمة في وجودهم، فهم في الحقيقة «بغيناه عون طلع فرعون»!
وإذا نصح لا ينتصح، وإنما يصب جام غضبه على إخوانه وأصحابه، وربما بسبب تصرفاته ذكّرنا بقول الشاعر: «أسدٌ علي وفي الحروب نعامة». ومسؤوله إذا قيل له عن ذاك الموظف «لا يغرك شراعة تراه سمّاري». ربما رد: «لا حياة لمن تنادي».
وما يغفل عنه كثير من الناس أننا نكمل بعضنا بعضا. قال الشاعر:
الناسُ للناسِ من بدوٍ وحاضرةٍ
بعضُهم لبعضٍ وإن لم يشعروا خدمُ
فنحن «كلنا في قارب واحد»، وعلينا أن نعين بعضنا بعضا لنرتقي، وعلينا أن نقوّم بعضنا بعضا.
قال أمير الكويت الثاني عشر الشيخ صباح السالم- رحمه الله-:
أنا وشعبي كلبونا جماعة
الدين واحد والهدف أخدم الشعب.