حوار / «معجب جداً بحجم الانفتاح في الكويت وشرف كبير لأي سفير مقابلة سمو الأمير»

السفير البلجيكي لـ«الراي»: نقدّر الدور الكويتي في الحرص على المنظومة الخليجية

1 يناير 1970 11:26 ص
  • لدى الكويت عدد كبير من محطات الوقود  في بلجيكا 
  • لا شيء يضاهي الحضور للكويت لكسب  الخبرة فيها 
  • من أجمل ما رأيت ود الشعب الكويتي وصراحته وترحيبه الكبير بالديبلوماسيين 
  • حجم التبادل التجاري ارتفع بين بلدينا من 160 مليون يورو في 2015 إلى 191 عام 2016  
  • السفارة أصدرت نحو 3000 تأشيرة للكويتيين العام الماضي 
  • أحد التأثيرات  غير المباشرة للأزمة الخليجية أن مواطنينا لم يعودوا بحاجة لتأشيرة لدخول قطر

كشف سفير مملكة بلجيكا لدى البلاد بيت هيربات عن وجود الكثير من الأمور المشتركة والمتشابهة بين بلاده والكويت، لافتا إلى أن هناك تشابها كبيرا في السياسة الخارجية في كلا البلدان سياسيا، من حيث علاقاتها مع الدول الأخرى ومساهمتها والتزامها بحل جميع القضايا عبر الحوار.
وأبدى هيربات، في حوار مع «الراي»، وهو أول حوار يجريه مع صحيفة محلية منذ تسليم أوراق اعتماده لسمو الأمير، أبدى إعجابه الكبير بحجم الانفتاح في الكويت، مؤكدا أن ما قامت به بلاده سابقا في الاتحاد الأوروبي تقوم به الكويت من خلال منظومة دول مجلس التعاون، «ونحن نقدر هذه المنظومة والدور الكويتي المدافع عنها كما اننا نعتبر الاتحاد الاوروبي بيتا لنا ونحرص على وحدته».
وأضاف أن أجمل ما رأى في الكويت هو ود الشعب وصراحتهم وترحيبهم الكبير بالديبلوماسيين ليس من قبل المسؤولين فحسب بل من كافة أطياف الشعب عبر ديوانياتهم الخاصة. وذكر ان أهم استثمار كويتي في بلجيكا هو في القطاع النفط، حيث لدى الكويت عدد كبير من محطات الوقود في بلجيكا وأيضا في ميناء أنتويرب، ثاني أهم مركز للصناعات الكيماوية في العالم بعد هيوستن، كاشفا عن زيارة لهيئة تشجيع الاستثمار الكويتية قريبا لبلجيكا.
وأشار إلى أن بلاده وضعت منذ عام تقريبا خططا لكيفية التعامل مع المقاتلين العائدين من البؤر الإرهابية كل بحسب نشاطه فمنهم من يكون قد شارك في عمليات ارهابية ومنهم من يكون قد شارك لوجيستيا فقط ومنهم من يكون من أفراد عائلة هؤلاء المقاتلين لذلك هناك طريقة للتعامل مع كل فئة من هؤلاء العائدين. وفي ما يلي نص الحوار:

• كيف تصف لقاءك بسمو الأمير عندما قدمت أوراق اعتمادك كسفير؟
انه لشرف كبير لأي سفير عندما يقابل سمو الأمير ليس لأن سموه أمير الكويت فقط، ولكن لشخصه وخبرته الكبيرة في المجال الديبلوماسي، وكان لقائي مع سموه رائعا وكنت سعيدا بالاستماع من سموه عن التحديات والقضايا المهمة في علاقاتنا الثنائية، كما كنت سعيدا بنقل تحيات جلالة ملك بلجيكا لسموه الذي زار الكويت عندما كان وليا للعهد.
• ما النصيحة التي وجهها لك وزير خارجيتكم قبل الحضور للكويت؟
قال لي احرص على القيام بكل ما هو جيد لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وهي مهمة كل سفير وبالذات العلاقات الاقتصادية، حيث ان هناك الكثير من الأمور المشتركة والمتشابهة بيننا، فسياسيا نحن متشابهون جدا، ولا أعتقد انك تستطيع ايجاد دولة مثلنا في علاقاتها مع الدول الأخرى ومساهمتها والتزامها بحل جميع القضايا عبر الحوار، أما اقتصاديا فهناك الكثير لنطوره أكثر من الحالي.
• ما الذي كنت تعرفه عن الكويت قبل حضورك؟
كنت أعرف عن تاريخ الكويت مما درسته في الجامعة خلال فترة الغزو العراقي للكويت حيث كان حدثا صادما ليس للكويت فقط ولكن لجميع دول العالم بسبب ما حصل لدولة مسالمة والموقف الدولي الذي ساعدها لاسترداد حقها، وعندما علمت انني سوف احضر للكويت بدأت في القراءة عن كل ما يتعلق فيها ولكن لا شيء يضاهي الحضور للكويت لكسب الخبرة فيها، ومن أجمل ما رأيت هنا ود الشعب الكويتي وصراحتهم وترحيبهم الكبير بالديبلوماسيين ليس من قبل المسؤولين فحسب بل من كافة أطياف الشعب عبر ديوانياتهم أيضا
• كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
ارتفع حجم التبادل التجاري بين بلدينا من 160 مليون يورو في عام 2015 إلى 191 مليون يورو في عام 2016. والكويت من أهم الموردين للمشتقات البتروكيماوية لنا أما منتجاتنا فمعظمها تصدر للدول الأوروبية ولذلك يمكننا العمل على رفع التجارة بين بلدينا
• هل هناك استثمارات كويتية في بلجيكا؟
أهم استثمار كويتي لدينا هو في القطاع النفط حيث لدى الكويت عدد كبير من محطات الوقود في بلجيكا وأيضا في ميناء أنتويرب ثاني أهم مركز للصناعات الكيماوية في العالم بعد هيوستن، ونعلم ان الكويت ترغب بالتواجد بشكل أكبر في بلجيكا ونحن نتطلع لزيارات عالية المستوى من الكويتيين، وستكون هناك زيارة لهيئة تشجيع الاستثمار الكويتية قريبا لبلجيكا وهذا ما جعلنا ندعو شركاتنا للنظر للفرص الاستثمارية المتاحة لهم في الكويت أيضا حيث ان هناك الكثير من المشاريع التي تقام في الكويت منها ميناء بوبيان
• ماذا عن الزيارات المتوقعة بين مسؤولي البلدين؟
كانت هناك زيارة مؤخرا لوزير الدفاع لمملكة بلجيكيا ستيفن فاندبيت بمرافقة رئيس أركان القوات المسلحة البلجيكية الفريق مارك كومبيرنول، حيث بحثا التعاون المشترك مع نظرائهم الكويتيين خلال جولتهم في المنطقة لزيارة جنودنا، وهي فرصة تظهر تعاوننا مع التحالف الدولي ضد داعش، وآمل ان تكون هناك زيارة لوزير خارجيتنا للكويت قريبا جدا
• هل هناك اتفاقيات دفاعية بين البلدين؟
هناك العديد من الاتفاقيات الموقعة بين بلدينا في شتى المجالات ونعمل حاليا على المزيد، ولا يوجد لنا معدات عسكرية هنا، ولكن فقط بعض الجنود نظرا لمشاركتنا ضمن التحالف الدولي ضد داعش ولكن لدينا بعض الطائرات في الأردن.
• ما خططك كسفير جديد لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين؟
منذ حضوري للكويت عملت على المشاركة ضمن المعرض التعليمي الأوروبي في أكتوبر الماضي وكانت أول مشاركة لجامعات بلجيكية في الكويت على الرغم من وجود تعاون كبير بين الجامعات الكويتية والبلجيكية في مجال الأبحاث العلمية، وفي التعاون الثقافي نعمل على التجهيز للعديد من الفعاليات منها فرقة الجاز البلجيكية الشهيرة والتي ستحضر للكويت مارس المقبل
• هل هناك لجنة ثنائية مشتركة ما بين البلدين؟
نعم هناك لجنة ثنائية مشتركة بين البلدين وهناك استشارات ديبلوماسية، وسيكون اجتماعهم المقبل في بروكسل ولكن لم يتم تحديد موعده بالضبط نظرا لتسارع الأحداث في كل من الاتحاد الاوروبي والخليج أيضا.
• ماذا عن الجالية البلجيكية في الكويت؟
جاليتنا صغيرة تبلغ بحدود 100 شخص يعملون في العديد من المجالات ومنهم من يمثل شركات بلجيكية في الكويت وأتمنى أن يرتفع هذا العدد
• وماذا عن قطاع السياحة؟
العديد من السياح يزورون بلجيكا سنويا وقد قابلت العديد من الكويتيين الذين كانوا قد زاروا بلجيكا وتحدثوا معي عن جمال المدن والمناطق التاريخية والطبيعة الخلابة التي شاهدوها هناك، والسفارة أصدرت بحدود 3000 تأشيرة العام الماضي ولكن هذا العدد لا يعكس العدد الحقيقي للسياح في بلجيكا كونها عضوا في مجموعة التشنغن والكثير من الكويتيين يحملون تأشيرات تشنغن طويلة المدة
 • هل لنا بمعرفة موقفكم عن مشكلة اللاجئين؟
عانينا من هذه الأزمة في بدايتها ولكن ليس بدرجة معاناة دول الجوار لسورية التي تحملت الكثير، ولهذا استضفنا عددا كبيرا من هؤلاء اللاجئين لظروف انسانية من بعض الدول الأوروبية مثل اليونان وايطاليا، ونحن نعمل مع شركائنا الأوروبيين على مساعدة هؤلاء اللاجئين من أجل حياة اكثر استقرارا وأمنا لهم
• ماذا عن المقاتلين الأوروبيين الفارين من داعش وكيفية التعامل معهم؟
اعتقد ان هذا تحد تواجهه جميع دول العالم، ولهذا كانت لنا اجتماعات مع شركائنا الاوروبيين ولدينا خطة قد وضعت منذ عام تقريبا لكيفية التعامل مع هؤلاء المقاتلين كل بحسب نشاطه. فمنهم من يكون قد شارك في عمليات ارهابية ومنهم من يكون قد شارك لوجيستيا فقط ومنهم من يكون من أفراد عائلة هؤلاء المقاتلين لذلك هناك طريقة للتعامل مع كل فئة من هؤلاء العائدين. ونحن بالطبع قلقون منهم وعلينا العمل عن قرب مع جميع دول التحالف وبالأخص الدول المجاورة لسورية والعراق لمتابعة هؤلاء ومعرفة تحركاتهم قبل الوصول لبلدانهم، وقد تم القاء القبض على بعض من عادوا لبلجيكا من هؤلاء المقاتلين وهم الآن في طور التحقيق معهم.
• هل أثرت الأزمة الخليجية على علاقاتكم مع دول المنطقة؟
أحد التأثيرات غير المباشرة للأزمة الخليجية التي حدثت هي أن مواطنينا لم يعودوا بحاجة لتأشيرة لدخول قطر، على الرغم من عدم وجود اتفاقية مسبقة بين البلدين في هذا الشأن ولكن ما نخشاه أن تطول تلك الأزمة مما قد يؤثر على بيئة الأعمال والتجارة البينية مع دول المنطقة، ونحن نأسف لحدوث هذه الأزمة وندعم الوساطة التي يقوم بها سمو أمير الكويت لحل هذه الأزمة وأعتقد ان اجتماع القمة الخليجية الأخير كان خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح لحل هذه لأزمة، حيث لعبت الكويت دورها دون الانحياز لأي طرف وبدون أن تكون لها أجندة خاصة وهذا هو المطلوب في أي وساطة من هذا القبيل.
• كيف تنظر بلجيكا لملف اعفاء الكويتيين من تأشيرة تشنغن؟
القرار يعود للدول الـ27 الأعضاء في مجموعة تشنغن وأعتقد أن الكويت على رأس القائمة ولا أعتقد أن هناك مشكلة في الموافقة على اعفاء الكويتيين من التأشيرة والأمر يعود لطرح المفوضية الأوروبية لهذا القرار ومن ثم موافقة الأعضاء وهذا يستغرق بعض الوقت.
• كلمة أخيرة؟
أحب أن أشير إلى أن هناك الكثير من الأمور المتشابهة بين بلدينا وأنا معجب جدا بحجم الانفتاح في الكويت، فبلجيكا محاطة بأمم كبيرة لها تاريخ باهتمامها ببلدنا وما قمنا به سابقا في الاتحاد الأوروبي تقوم به الكويت من خلال منظومة دول مجلس التعاون ونحن نقدر هذه المنظومة والدور الكويتي المدافع عنها كما اننا نعتبر الاتحاد الاوروبي بيتا لنا ونحرص على وحدته

عنوان

بريطانيا والاتحاد الأوروبي

بسؤاله عما إذا كان يعتقد أن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي هو بداية تفككه، قال السفير البلجيكي بيت هيربات إنه حتى هذه اللحظة لا توجد أي مؤشرات على رغبة أي عضو آخر من الاتحاد الأوروبي بتركه، وما جرى هو استفتاء بحسب القوانين الأوروبية ونحن نأسف هذا القرار لأننا نقدر شراكتنا مع المملكة المتحدة حيث انها شريك اقتصادي مهم للاتحاد الأوروبي بالاضافة إلى انها دولة جارة لنا أيضا وهذه قضية تهمنا.

بلجيكا والقدس

ردا على سؤاله عن موقف بلجيكا من القرار الأميركي بنقل سفارتهم للقدس، ذكر هيربات أن: موقفنا واضح وقد أعلن عنه وزير خارجيتنا في الاتحاد الأوروبي وهو عدم موافقتنا على هذا القرار حيث نعتقد انه سيصعب من سير عملية السلام في الشرق الأوسط ونأمل بأن يتم التراجع عن هذا القرار، وأعتقد ان المجتمع الدولي بامكانه محاولة اقناع أصدقائنا في الولايات المتحدة في العدول عن قرارهم كون هذه القضية قد تؤثر على استقرار المنطقة وتولد العنف فيها، كما ان الوزراء الأوروبيين قد أعلنوها صراحة انهم لن يقوموا بمثل هذا التصرف حتى لا يؤثر على عملية السلام.

النووي الإيراني

عرج السفير هيربات على الاتفاق النووي مع إيران، وقال: نحن نأمل أن يستمر هذا الاتفاق ونحن كأوروبيين ندعم استمراره على الرغم من اننا غير موافقين على بعض تصرفاتهم ولكن من المهم ان تستمر هذه الاتفاقية حتى نتجنب أزمة نووية في المنطقة

اقتصاد بلجيكا

سألنا السفير عن ماذا يعتمد الاقتصاد البلجيكي، فقال إن اهم روافد الدخل لدينا هو قطاع الخدمات والصناعات البتروكيماوية والشركات الخاصة الكبيرة والمتوسطة والصغيرة بالاضافة لمنتجاتنا من الفواكه والشوكولاتة، كما ان العديد من المؤسسات والشركات العالمية تتواجد في بلجيكا كونها تقع في قلب أوروبا ولا تبعد عن العواصم الأوروبية سوى أقل من ساعة

سيرة ديبلوماسي

حدثنا هيربات عن مسيرته الديبلوماسية، فقال: قبل قدومي للكويت كنت في بروكسل للسنوات الـ8 الماضية وهذا ليس طبيعي بالنسبة للديبلوماسيين، حيث كما تعلمون ان بروكسل هي مركز العديد من المنظمات الدولية وقبلها كنت في واشنطن لـ3 سنوات وقبلها في كوريا الجنوبية وفيتنام والدنمارك. وبدأت في العمل في وزارة الخارجية قبل 20 عاما وقبلها كنت استاذا مساعدا في الجامعة لذلك قضيت معظم حياتي في مجال العلاقات الدولية.