القامس:
فكرة هذا العمل تصاحبني منذ 5 سنوات... والآن صارت واقعاً
باقر:
العمل يجسد فترة مهمة من تاريخ الفن في الكويت
أين تذهب هذا المساء؟
سؤال إعلاني درجت الوسائل الإعلامية على استخدامه للفت أنظار المتلقي إلى الأعمال المهمة التي يمكنه الذهاب إليها والاستمتاع بها!
هذا السؤال تحول فجأةً - على يد مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي - إلى مشروع رحلة ثقافية ممتعة تسير عكس اتجاه الزمن، لتعود بالجمهور إلى أجواء الثمانينات الفنية، على مدى ثلاث حفلات، غداً الأربعاء، والخميس والجمعة، في مهرجان سمعي - بصري يستعيد ألوان الطيف الفنية التي كانت تسطع في سماء الكويت في عقد الثمانينات السخي بالإبداع الدرامي والغنائي والبرامجي، سواء على شاشة التلفاز أو عبر ميكروفون الإذاعة... أما الهدف فهو تحقيق متعة لا نظير لها للجمهور، فالكبار الذين شاهدوا هذه الأعمال وعاشوا تفاصيلها سيستعيدون ذكرياتهم معها، في لحظات ذهبية من الزمن الجميل... أما الصغار الذين لم تسنح لهم رؤيتها من قبل فسيعيشون أوقاتاً استثنائية مع إبداعات نسجت ملامح حقبة بعيدة سمعوا عنها فقط من آبائهم!
«أين تذهب هذا المساء»... يتمثل في عرض بصري يسلط الأضواء على حقبة الثمانينات، ويركز على موسيقات بعضها يتعلق بالبرامج، وبعضها تخلل المسلسلات والألعاب ومناسبات كويتية خاصة، وكلها عناصر فنية ملأت روائحها وجدان الكويتيين والمقيمين على مدى أعوام الثمانينات بكاملها، ومن الصعب أن تغيب عن ذاكرتهم وقلوبهم.
«الراي» زارت مركز جابر الثقافي، تلبيةً لدعوة من القيمين على العمل، لتتفقد الإعدادات الأخيرة للعرض الإبداعي، تمهيداً للحفلات الثلاث المتوالية بدءاً من الأربعاء 25 أبريل، فالخميس 26، وأخيراً الجمعة 27، حيث عشنا وقتاً غنياً وسط التحضيرات، ومتابعة بعض المشاهد الدرامية، وبروفات الفرقة الموسيقية في المركز مع قائدها المايسترو الدكتور محمد باقر، وهم يعزفون موسيقات لأعمال صارت قديمة الآن، وإن كانت لا تزال باقية في الذاكرة، وهي متنوعة بين الرياضة والفن والمنوعات والمناسبات الوطنية والدينية وغيرها الكثير.
في البداية حدثنا المخرج جاسم القامس عن هذه الفعالية قائلاً: «هذه الفكرة تدور في بالي منذ أربع أو خمس سنوات، وكنت أفكر في هذا العمل بيني وبين نفسي، وما تمنيته أصبح واقعاً في مركز الشيخ جابر الثقافي، وهذا شيء أتمنى أن أراه، والعمل ليس به إخراج احترافي»، مردفاً: «إن فترة الثمانينات شهدت تطورات كبيرة في مجالات شتى، إذ تُعتبر حقبة مهمة، ولذا أحببت أن أتذكر وأُذكر الناس من مختلف الأعمار بتلك الأيام الجميلة، ولا أنسى دور الفريق الذي يعمل معي والمخرج كذلك هو أحمد بودهام وهو مبدع جداً، والمركز يساعدنا في دعمه، وللأمانة هناك كثير من المشاهد واللقطات، وسيكون العمل تذكاراً وحافزاً للذاكرة واستعادة المشاعر الجميلة»، ومعتبراً «أن حياتنا مملوءة بالأشياء الهامشية ولكنها في الوقت ذاته مهمة وجميلة، وأتمنى أن يكون العرض ممتعاً للكويتيين وغير الكويتيين، فهذا العرض للجميع، وهو يُبرز أن هناك طفرة فنيةً، وإبداع أعمال وظهور نجوم من بينهم نبيل شعيل ونوال، وأجمل الثنائيات منها حياة الفهد وسعاد عبدالله، وهذا العرض يغطي المعالم الفنية لعشر سنوات كاملة».
بدوره التقط المايسترو الدكتور محمد باقر طرف الحديث، موضحاً لـ «الراي»: «شهدت الكويت تطورات مهمة في الفنون في حقبة الثمانينات، وطفرةً في البرامج سواء الدينية أوالتربوية وغيرها... وأخذنا عدداً من الأعمال ومنها (سلامتك) والإرشادية والكارتون، وحاولنا حصر بعض الأعمال، وهذا العرض تحديداً سنهيئه لكي يستمر مستقبلاً»، متابعاً: «هذا العمل أغلب عناصره على الصعيد الموسيقي من الكورال، وقد بذلنا قصارى جهودنا سعياً إلى أن تكون هذه الأمسيات ناجحة وممتعة للجمهور الذي نرجو أن نحقق له ما يصبو إليه من المتعة النبيلة».