ليس على مستوى الكويت وحسب... والأمر غير مقصور على ترويج الإشاعات؟
ترويج الإشاعات عملية تعرف بالطابور الخامس أو تحت أي صفة يطلق عليها نجدها من منظور اجتماعي وبالأخص الإشاعات المغرضة «الأراجيف» تستهدف التآلف والتكاتف وتفتيت الصف الواحد، وهي نوع من أنواع الحرب النفسية.
أكثر ما يزعجني? تلك الإشاعات التي يطلقها رموز الفساد تجاه أي تحرك إصلاحي وطني و«هات تعليقات» في وسائل التواصل الاجتماعي.
من هم مروجو الإشاعات؟... هم إما مرضى نفسيون أو أفراد في تجمعهم يشكلون أداة ضغط تعمل بشكل مبرمج لإضعاف همة وعزم رجال الدولة الشرفاء ممن نحن أحوج لخدماتهم الجليلة.
هناك إشاعات حميدة... هي ليست إشاعات كما يطلق عليها البعض من محاربي الإصلاح أو من أصحاب المصالح الضيقة، بل هي نقل لصورة عن نماذج الفساد المستشري الذي تغلغل في جسد المنظومة الإدارية وأفسد صفو العلاقة بين المجتمع ومكوناته.
بعضهم يجلس لساعات ويشكل فرقا خاصة فقط لضرب فلان أو جهة معينة بغية الانفراد بقطعة «الكيكة» التي يتحدث عنها الجميع بعضها بشيمة وكثير منها بقيمة... ولم نجد من يردعهم.
إن الإشاعات عندما تأخذ مساحة كافية وحرية في إطلاق سمومها، فإنها تقضي على كل ما هو جميل وتحبط رجال الدولة وتجعلهم في حيرة من أمرهم? فلا أخلاقهم تسمح بالدخول في سجال ولا هم على قدرة في توجيه أصحاب القرار لاتخاذ التدابير اللازمة وإن كان القانون يسمح برفع دعاوى على كل مسيء، لكن أظن المسألة أكبر من رفع قضية تنتظر البت فيها لأشهر قد تمتد لسنوات!
إنها مسؤولية اجتماعية مرتبطة بالأمن الوطني... لكن هل من سائل يبحث في جزئية الإشاعات الحميدة؟ يعني عندما نتحدث عن فساد في المشاريع? نقص أدوية? عدم وجود أسرة في المستشفيات? تأخر إجراء الأشعة المقطعية? بطء الحصول على بعض نتائج التحاليل الطبية والتي يكون بعضها غير متوافر أو يحتاج إلى جهات خارجية? الإفساد في الهوية الوطنية? الفساد في السلوك الاجتماعي تحت ذريعة الحرية? تدهور التعليم? سوء الخدمات... هذه ليست إشاعات يا سيدي... إنها نماذج من واقع الحال!
ما يذكر حول تراجع المؤشرات في دولة يشار لها بالبنان في العمل الإنساني ودعم الدول المحتاجة، إنما هو نتاج تنصيب قيادات عبر «البراشوت» من ترضيات ومبدأ «خذ وهات»!
الزبدة:
إذا كنا نبحث عن القضاء على ملفات الفساد? فان الضرورة تستدعي إيجاد إجراء رادع وفوري لكل مفسد كي يتوقف تغلغل مروجي الإشاعات التي أجبرت كل شريف نزيه على إنهاء برنامجه الإصلاحي بالقول «معذرة... ما أقدر أكمل»... واللي بعده!
اللحمة الوطنية خط أحمر... العادات والقيم خط أحمر... التعليم والصحة خط أحمر... والهوية الإسلامية خط أحمر، فلتكن لدينا الشجاعة في الاعتراف بخطأ اختياراتنا من قيادات ونواب ووزراء ومسؤولين صغار، والبدء في وضع إستراتيجية عمل تقرب الصالح والأكفأ وتحول كل مقصر أو مفسد أو متواطئ مع رموز الفساد إلى الجهات القانونية ليلقى العقاب كي يكون عبرة لغيره.
الفساد للعلم لا يأتي كعمل فردي? إنه منظومة متكاملة ترعاه مجموعة محدودة الأعداد تربطها أجندة خاصة بعيدة كل البعد عن مصلحة الوطن والمواطنين، وهذا يتطلب تتبع خيوط الفساد للوصول إلى المجاميع الراعية له ومن ثم محاسبتهم على الفور... هذا إن كنا بالفعل دعاة إصلاح ونخاف على مستقبل هذا الوطن ومكوناته... الله المستعان.
[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi