ونحن صغار درسنا أن البترول هو الذهب الأسود... وأن في باطن أرض القرية يقع الذهب، وأن قرية خابوخي من القرى التي حباها الله بكميات كبيرة من هذا المعدن.
وأن وجود الذهب الأسود من أهم الأسباب التي دفعت الدول الأجنبية لاحتلال العديد من القرى.
كبرنا وشاهدنا أن أموال الذهب الأسود هي التي يدفع منها معاشات الموظفين في القرية.
كذلك أن أموال الذهب الأسود هي الأموال التي تستخدم لبناء البنية التحية لهذه القرية، وهي التي تستخدم لبناء الشوارع والمدارس والمستشفيات.
وأن أموال الذهب الأسود هي التي تستخدم لإرسال المرضى للعلاج في الخارج وللسياحة الخارجية.
وأن أموال الذهب الأسود هي التي استخدمت لتثمين بيوت القرية!
وأن وجود هذا المعدن يعتبر من أهم الأسباب التي أدت إلى سوء العلاقات بين قرية خابوخي وغيرها...
وأن عائدات بيع الذهب الأسود هي التي تستخدم لتسيير المناقصات، وأمواله هي التي أنشأت ديواناً للمحاسبة لمراقبتها، وهي الأموال التي أنشئت بها هيئة النزاهة من أجل التقليل من سرقتها.
وأن أموال الذهب الأسود هي التي تدفع منها معاشات أعضاء برلمان قرية خابوخي.
وأن في كل انتخابات أهم شعار لكل من رشح نفسه للانتخابات هو تنويع مصادر الدخل، وبعد الانتخابات يختفي هذا الشعار، ويبقى الذهب الأسود هو المصدر الوحيد.
وأن وزير الذهب الأسود هو من سيكون ضيف الشرف للاستجواب المقدم.
وأن جملة الاستجواب حق دستوري للنائب، حفظها جميع من يعيش في هذه القرية، فحتى طلاب رياض الأطفال أصبحوا يرددون هذه الجملة الشهيرة، أما طلاب المرحلة الابتدائية فقد زادوا عليها أن الاستجواب حق دستوري للنائب لا ينازعه عليه أحد.
والموسم المسرحي عاد بقوة، فالمسرحية الأولى درامية بعنوان «الذهب الأسود»، والثانية فكاهية بعنوان «تنويع مصادر الدخل»، أما الثالثة فهي مسرحية رعب بعنوان: «الضحك مع الديموقراطية».
لا أحد من الجمهود يعرف من هم الابطال، لكن الممثلين الكومبارس الغالبية تعرفهم.
المهم أن الدخول مجاني لهذه المسرحيات، لكن تذكر أن التصفيق ممنوع منعاً باتاً، فحتى إن شاهدت الكومبارس بالمسرحية يعلو صوتهم فإياك والتصفيق.
وقيل قديماً... إن الديموقراطية مثل الوردة الجميلة رائحتها زكية، إذا أعطيتها لمن يعرف قيمتها استفاد من رائحتها وتزين بها ورعاها أحسن رعاية وإن أعطيتها لقرد أكلها.