وجع الحروف

علامات «الجرب الاجتماعي»!

1 يناير 1970 06:33 ص

الجميع تابع ما نشر حول مرض الجرب الإشاعة، وكل إشاعة في الغالب خلفها أطراف معينة تسعى لبلوغ غايات محددة ويصلنا عبر قروبات «الواتس اب»، أخبار حول إشاعة انتشار مرض الجرب... وما زال الجميع يبحث عن المتسبب.
علامات مرض الجرب عافانا الله وعافاكم منه تبدأ بـ «حكة شديدة» على الجلد... وليسمح لي القراء بتصوير المشاهد والأحداث التي طرأت على السطح في الآونة الأخيرة، أخطر بكثير من مرض الجرب!
إننا نعاني من ظهور علامات «الجرب الاجتماعي» وأصبح يعاني منها كل أفراد المجتمع وفئاته.
يقول علماء الاجتماع في جزئية لغة الجسد، إن الفرد عندما «يحك» جوانب رأسه، فهذا مؤشر على الشعور بالتيه أو الصدمة أو «قلة الحيلة» أو «المراوغة» في حال الطلب الإجابة عن سؤال مصيري.
عندما يوقف وزير الأشغال كل عقود الطرق، فهذا مؤشر على بلوغ «جرب» قد أصاب تلك العقود، وأصبحنا نشعر بحكة شديدة إزاءها كلما رأينا «تعرجات الطرق» وسوء التنفيذ وبطء حركة المرور، وكان آخرها طريق الوفرة الذي حصد أرواح الكثير من أحبابنا، وكان آخرهم المعلم الوافد رحمة الله عليه، ومشروع تطوير النويصيب ناهيك عن حكة تنتابك وأنت تقفز من حفرة إلى اخرى في كثير من الشوارع الداخلية!
وعندما يأتيك ابنك الذي لم يجد لا تربية ولا تعليم والميزانيات تصرف من دون جدوى، فالحكة تكاد تقتلع الطبقة الخارجية من جلدك!!!!
وعندما تقرأ عن حالات الاعتداء على المال العام ولم تجد واحدا قد تمت محاسبته، كما هو معمول به في البلدان الآخرى... أعني واحدا، فاعلم ان الأدوات الرقابية وتطبيق القانون بحاجة إلى علاج من «حكة» اعترته.
وعندما نعلم ان سياسات الغرب تدعو إلى تحرير المرأة والترويج للسفاهة والانسلاخ عن القيم والمعتقدات والعادات التي جبل عليها مجتمع مسلم بالفطرة ولا تتحرك الجهات المنوط بها تنوير المجتمع، فاعلم ان الفضيلة قد أحاطتها خيوط «حكة» عقلانية تحت مسميات مختلفة.
هذه علامات «الجرب الاجتماعي» التي أفقدتنا القدوة وحسن «الدبرة» وضعف الرقابة على كل من تجاوز القانون والأعراف وكل فرد عبث في ملفي التعليم والصحة والمشاريع وملف معالجة الظواهر الدخيلة على المجتمع الكويتي!

الزبدة:
نريد علاجا فوريا وفعالا يوقف كل حالات «الجرب الاجتماعي» الذي نعاني منه اجتماعيا ومؤسساتيا وديموقراطيا ونعيش فصوله وسببه بلا شك يعود لضعف الوازع الديني وانعدام الأخلاق في التعامل مع مختلف المظاهر الدخيلة التي يراد منها أن تكون من ضمن السلوكيات والممارسات المسلم بها.
كل ما نريده لا يخرج من توفير بطانة صالحة وقيادات على قدر من المسؤولية والخبرة وتتصف بالنزاهة، وهذا يتطلب تضافر الجهود اجتماعيا كي نستطيع وضع مصلحة البلد والعباد وفق معيار أخلاقي في مقدمة أي حل مقبل لما نراه من علامات «الجرب الاجتماعي»... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi