نسمات

المهم هو ردع العدوان!

1 يناير 1970 01:32 ص

لا نملك إلا الفرح عندما يتولى جنود من الأرض مهمة معاقبة المعتدين على الإنسانية وعلى الطفولة وعلى البراءة، فذلك أفضل ما يمكن أن نحصل عليه وسط تلك الاجواء الصاخبة من الفوضى والجريمة المنظمة والاعتداءات المتكررة التي يتمالأ تحالف شرير مجرم على تنفيذها تحت مسمى إخضاع الخصوم وفرض الواقع!
يقول الله تعالى: «إن الله يدافع عن الذين آمنوا، إن الله لا يحب كلّ خوان كفور».
فالضربة التي اتفقت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون على توجيهها للنظام السوري المجرم رداً على الهجوم الهمجي على أطفال دوما السورية هي رادع مهم نسأل الله تعالى أن يكون عقوبة رادعة لهم على ما ارتكبوه من جريمة نكراء اهتز لها وجدان العالم كله وتسبب بحرج بالغ لبلدان العالم الحر الذي ما زال يتفرج على الأوضاع في سورية أكثر من سبع سنوات ويستنكر من دون أن يحرك عوداً واحداً لردع ذلك النظام الدموي الذي لا يبالي بإبادة العالم كله من أجل عيون بشار الأسد ومن أجل بقائه على عرش سورية!
قد نحتج بأن مثل تلك الضربات الموضعية لا تنفع في إحقاق الحق وردع الظالم، وقد نجادل بأن الغرب له حساباته الخاصة، ولن يتخطى حدوداً معينة لمعاقبة المعتدين، وهذا صحيح، ولكن يجب ان نقرر بأن كثيراً من فصول المسرحية التي نشاهدها يومياً بين ممثلي الدول الكبرى - لا سيما - النقاشات في مجلس الأمن والردود المتبادلة بين مندوبي الدول الكبرى هي جزء من سيناريو يتقنه الجميع ويتبادلون الأدوار بشأنه لإيهامنا بجديتهم في معالجة الأمور وإحقاق الحق، بينما الكل مصرّ على ما عنده ومتمسك بموقفه، فالكيان الصهيوني محمي من الولايات المتحدة مهما ارتكب من انتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، والفيتو جاهز في مجلس الامن لإجهاض أي قرار يدينه، بينما نظام الأسد محمي من روسيا مهما ارتكب من جرائم بحق شعبه، وبين هذين الموقفين تتدرج المواقف، بينما الشعوب الاخرى لا رأي لها ولا قرار وإنما هي كما نسميها «حطب دامة يحركونها كيفما أرادوا!».
إن الحل الحقيقي يكمن في تحرك الدول المسلمة مجتمعة لبناء قوتها وتعزيز دفاعاتها وتطوير الأسلحة الرادعة التي تفرض على الاخرين احترامها والامتناع عن اتخاذ قرارات تتحدى ارادتها وتفرض عليها ما لا ينبغي عليهم فرضه!
وإلى حين تحقيق ذلك الطموح فإن أقصى ما نستطيع عمله هو الدعاء بأن يهيئ الله تعالى لأمتنا النصر على أعدائها، وأن نستغل المنابر الاعلامية المتاحة أمامنا لإحقاق الحق وإبطال الباطل، وأن نكرس علاقاتنا مع الدول الأخرى للضغط من أجل تبني قضايانا المصيرية.
وصدق الشاعر:
دوما تُبادُ ودمعُنا أصفادُ...
وجموعُنا بمذلَّـةٍ رُقَّـادُ
أدهى المصائبِ أنْ يَمُرَّ مصابُنا...
عَبَثاً ومشهدُ قَهْرنا يُعْتادُ!
ماذا تساوي أحرفٌ حَجَرِيَّةٌ...
وهنا اكتوتْ وتَفَطَّرتْ أكبادُ؟!
كل الدماءِ نَفيسةٌ إلا دمي...
هو مسلمٌ حقاً عليه يُبادُ!
كل الأراذلِ ها هنا في شامِنا...
بهوائِها تتنَفَّسُ الأحقادُ
وكأنَّ كلَّ الشرِ مجتمعٌ هنا...
مُزِجَتْ بطينةِ أرضِها الأوغادُ
وأمامَ هذا (الجِروِ) أقزمَ جيْشُنا...
فتفرقوا وتناحَرَتْ آسادُ
صبراً جميلاً أمتي عَظُمَ البِلا...
توبوا فنصرُ اللهِ فيمنْ عادوا