قبل الجراحة

شكاوى

1 يناير 1970 06:31 م

تستطيع أن تقول إن كثيراً من الأحداث التي نشاهدها قد لا نستطيع أن نجد لها تفسيراً، فمن الأحداث التي نسمعها ونشاهدها يومياً قد نجد تفسيراً مقنعاً لبعضها.
بهذه المقدمة، تعالى معي لنشاهد ماذا يحصل داخل المحال الحرفية في المناطق الصناعية في البلد.
لندخل محال النجارة، فمن يعمل هناك لا يستخدم أدوات الحماية الخاصة به، لا يلبس كماماً ليحميه من نشارة الخشب، لا يلبس واقياً لعيونه، لا يلبس قفازات تحمي يديه. لا يلبس حذاء يحمي قدميه.
أعتقد ليس هناك داع لأكمل، لأن العديد منه يعمل وهم يرتدون الملابس الرياضية!
لنتجه إلى محال الحدادة. الوضع مشابه لمحال النجارة وقد يكون أسوأ، خذ جولة كاملة... ادخل أي محل حرفي وشاهد بعينيك كيف أن الغالبية العظمى لا تستخدم الأجهزة الخاصة للوقاية من الإصابة أو التي تقلل من الضرر إذا حدث.
وإذا حصل الضرر فإن من يتحمل الخسارة الأكبر هو ذلك العامل.
إذاً من الأمور غير المفسرة هو كيف أن الغالبية أصرت على إهمال سبل الوقاية، وأن من يراقب هؤلاء لم يستطع أن يقوم بعمله بسبب عدم وجود تشريع واضح، وأن أعدادهم ليست بالعدد الكافي... أو... أوالمهم أن المراقبة لا تتم، وأن الوضع من أسوأ إلى أسوأ.
العمال بهذه الحرف اعتمادهم الأول والأخيرعلى صحتهم، وهم يعرضون صحتهم للخطر والإصابات الخطيرة بسبب قلة الوعي وضعف الرقابة.
باختصار... أليس الاهتمام بهؤلاء العمال والعمل على وضع تشريعات وقوانين واضحة لحمايتهم والعمل على متابعة تطبيق هذه التشريعات، ومحاسبة الجهات المقصرة... أفضل من توجيه الاتهامات وأفضل من توزيع الشكاوى داخل وخارج البلد!