أفق التفاؤل مشهده جميل يشع ضياء ويجعل الإنسان في ابتسامة مشرقة وراحة نفسية تعمل على استقراره ليحقق ما يصبو إليه من تنمية ونمو، فيعيش في أوساط ممتلئة بالسعادة كما يصنع ويعمل على تبديد كل ملامح الاكتئاب والعبوس بمشاهد من التفاؤل والإشراق والابتسامة الدائمة لأن هذه قد تكون قدرة لدى الإنسان أو ملكة وهبها الله إليه فيعمل على الاستمتاع بها ونشرها في الأوساط.
لذلك فإن المجتمع الدولي يحتفل بيوم السعادة العالمي في العشرين من مارس بعد أن اعتمدت الأمم المتحدة في دورتها السادسة والستين هذا اليوم من كل عام يوماً دولياً للسعادة، اعترافاً بأهمية السعي للسعادة أثناء تحديد أطر السياسة العامة لتحقق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وتوفير الرفاهية لجميع الشعوب.
ولم تزل الأمم المتحدة تحتفي باليوم الدولي للسعادة منذ العام 2013 على اعتبار أنه سبيل للاعتراف بأهمية السعادة في حياة الناس في كل أنحاء العالم وتحدد الأمم المتحدة 17 هدفاً للتنمية المستدامة يراد منها: إنهاء الفقر وخفض درجات التفاوت والتباين وحماية الأرض، وهذه تمثل في مجملها جوانب رئيسية يمكنها أن تؤدي إلى الرفاه والسعادة.
هذه سمات جميلة وصفات طيبة إذا أشيعت في الأوساط الإنسانية وعمل الجميع على تطبيقها فإن الدنيا كلها تكون ومضات للسعادة تشرق في كل مكان وتجعل الحقد لا سبيل له والضغينة لاتجد لها مكانا تأوي إليه فتندحر وتهوي في مكان سحيق.
عزيزي القارئ، أين نحن الآن من السعادة؟ والفساد ينخر في أنحاء الدنيا والظلم يسود في أرجائها والاستبداد يحوم بين أوساطها؟
أين نحن والسعادة؟ وملايين الأطفال في أصقاع مختلفة من العالم يئنون ويفتقدون إلى أبسط مقومات الحياة وهي الطعام والشراب والتعليم والصرف الصحي.
عجيب ما نقرأه وما ندرسه وما نفكر به في ماهية السعادة الآن!!
كيف تحقق السعادة ومكائد وأفكار هدامة تعمل على نشر الباطل وإخفاء الحق.
أطفال وشيوخ وشباب يناضلون من أجل التشبث باأرضهم، وهم يحيون يوم الأرض في فلسطين فأمطروا بوابل من الرصاص فاستشهد منهم 15، بالإضافة إلى مئات الجرحى، لا ذنب لهم ولا جريرة اقترفوها إلا أنهم يقولون:
هذه أرضي أنا
وأبي ضحى هنا
وأبي قال لنا
دمروا أعداءنا
أين نحن من السعادة؟ ومشاهد كثيرة في السوشيل ميديا تبعث على الرعب ونشر الرذيلة وفساد الأخلاق.
أمور كثيرة المستقرئ لها يكون في حيرة من أمره ولكن من جعل الله في قلبه الخير دائما يدل عليه ويعمل من أجل نشره حتى يتبدد السوء وتبرز ملامح وضاءة للأمل تدعو إلى ميلاد السعادة التي إذا انتشرت في أي مكان فإنه يشرق بالتنمية والنماء والتقدم والازدهار.
خذ الحياة كما جاءتك مبتسماً
في كفها الغار أو في كفها العدم
واقنع بما تأمر الدنيا بلا مضضٍ
وألجم شعورك فيها إنها صنمُ
هذي سعادة دنيانا فكن رجلاً
إن شئتها أبد الآباد يبتسمُ