حدث لم يكن في الحسبان... ولم أتخيل حصوله في وزارة الصحة.
في يوم الخميس الماضي ذهبت إلى مستشفى العدان لإجراء تحليل غير متوافر في المراكز الصحية... وهو كإجراء? يقوم المستشفى بأخذ عينة الدم ويبعثها إلى المستشفى الصدري وتحصل على النتيجة في ثلاثة أسابيع.
عند الوصول إليهم لأخذ العينة... فوجئت بأن التحليل غير متوفر منذ ديسمبر الماضي ويوجد تحليل آخر قيل لي إنه مشابه... وعند الرجوع للاستشاري من القطاع الخاص، ذكر لي بأنه يختلف والمطلوب أكثر دقة.
معلش... قلنا نجرب القطاع الخاص. وفي مساء اليوم ذهبت لأحد المستشفيات وبعد بحث اتضح ان تكلفة التحليل تختلف من مستشفى لآخر (مستشفى يجريه مقابل 100 دينار وآخر 65 دينارا، وكلاهما يبعث التحليل لخارج الكويت والنتيجة تصل خلال 10 أيام).
أعتقد الصورة واضحة الآن لدى أعضاء اللجنة الصحية البرلمانية ووزير الصحة وقياداتها... والأغرب انه في المركز الصحي/المستوصف عندما تذهب لإجراء التحليل وسحب العينة، يطلب منك الذهاب للمحاسبة لختم النموذج... فاستغربت من الإجراء، فكيف طلب مني ختم الورقة من المحاسبة والبطاقة المدنية مذكور فيها الجنسية كويتي!
لم أبحث عن توافر بقية التحاليل، وقد ذكرت من قبل ان بعض مرضى مركز حامد العيسى لزراعة الأعضاء يعانون من عدم توافر بعض الأدوية.
الوزارة لا فض فوه قيادييها، تعلن انها ستنشئ أفضل مركز للعلاج الطبيعي بالعالم ... خفوا علينا شوي: إذا علاج وتحليل غير متوافر وهو أبسط ما يكون في عملية متابعة المخزون من الأدوية وضمان توافر أجهزة طبية مساندة عند تعطل بعضها.
إنه يذكرني كذلك بمستشفى جابر... ويذكرني بوضع عيادات الأسنان في المراكز التي تذهب لها، وعند ملاحظة مشكلة عصب في أحد الأسنان يحولونك إلى المستشفى ومن ثم تعود لعمل الحشوة الموقتة وبعدها الدائمة مع العلم انها يفترض أن تتم في يوم واحد! هذا غير تأخرتنفيذ المشاريع وعدم فك التشابك بين المراكز الصحية والمستشفيات لتخفيف العبء عن المستشفيات.
أما حكاية الحضور إلى أحد مراكز الصحة المدرسية بعد صلاة الفجر للحصول على رقم، فهي ما زالت قائمة!
الزبدة:
الرعاية الصحية تحتاج إلى انتفاضة عاجلة... فما ذكرناه لا يشكل سوى نقطة في بحر من المعلومات التي تتناقلها وسائل التواصل الإجتماعي، ونحن هنا نريد الآتي:
ـ رقابة دورية «تدقيق داخلي»على مخزون الأدوية في المخازن الرئيسية للوزارة والمراكز والمستشفيات لضمان توافر العلاج للمرضى.
ـ توفير كل أنواع التحاليل في المراكز/المستوصفات لتخفيف العبء عن المستشفيات والبحث في مشكلة إرسال العينات لبعض المستشفيات وطول فترة الإنتظار لتسلم النتيجة (إذا كان المستشفى الخاص يأخذ العينة ويرسلها لمختبرات خارج البلاد وتصل خلال عشرة أيام يعني المفروض انها لا تأخذ سوى بضعة أيام بينما في الكويت تنتظر لمدة ثلاثة أسابيع وإذا عندك واسطة ممكن أسبوعين أو عشرة أيام وأنت وواسطتك!).
ـ يجب أن يتم توفير عيادات أسنان للأطفال في المراكز الصحية وأن يكون العلاج كاملا فيها من دون الحاجة للذهاب للمستشفى والعودة مرة آخرى للمركز، ناهيك عن بروتوكول العلاج الذي يأخذ جلسة أو جلستين في الخاص بينما تمتد إلى أسبوعين أو أكثر حسب زحمة المواعيد في المراكز الحكومية.
مختصر القول? نحن نعاني من سوء إدارة ورقابة رغم ضخامة الميزانية المخصصة لوزارة الصحة.
هذا ما نراه وما يعاني منه الكثير، من دون تكلف ننقل نماذج من أوجه الخلل للمعنيين بالأمر لعل وعسى... الله المستعان.
[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi