قبل الجراحة

الشباب يكتب

1 يناير 1970 06:25 م

قررتُ أن أعطي الفرصة للشباب ليكتب مكاني، فيجب أن نستمع جميعاً إليهم.
طلبتُ من محمد الذي ما زال يدرس في الولايات المتحدة الأميركية أن يأخذ مكاني، فأرسل لي هذه المقالة.
قرر جاسم أن يسافر إلى إحدى الدول هو وزوجته وأبناؤه الصغار... عند وصولهم وجدوا استقبالاً رائعاً في المطار يليق بسمعة هذه الدولة. الحقائب وصلت في الوقت المناسب، فلم يتعجب من هذا الأمر فهذا هو المعتاد لمثل هذه الدولة، فهي دوله تُعرف بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
عندما خرج جاسم وأبناؤه من المطار في طريقهم إلى الفندق وجدوا أن الجميع ملتزم بقوانين القيادة والسرعة، والأهم أن الشرطة موجودة في كل مكان ما ساعد على تخفيف الازدحام، لكن لم يتعجب جاسم من هذا الأمر فهو الآن بدولة تعرف بقوانينها العقلانية المدروسة وتطبيقها الصارم.
عند وصولهم إلى الفندق ذهب جاسم ليتسلم الغرف فوجد رجلاً من مواطني هذه الدولة وراء المكتب للاستقبال. لم يستغرب هو وأبناؤه أبداً، فهي من الدول التي تدعم وتشجع الشباب والكبار... رجالاً ونساء على العمل في مختلف المجالات، لذلك أصبح شعبها يحب أن يساهم في تطوير بلدِهم.
عند خروج جاسم وأبناؤه إلى الغداء فوجئوا بأن اليوم هو يوم استقلال هذه الدولة، يوم يحتفل فيه كل مواطني هذه الدولة، ولكن الاحتفالات كلها كانت على حدود الاحترام، والكل كان يعرف ما هو سبب وتاريخ يومهم هذا من أكبرهم إلى أصغرهم... جاسم لم يتعجب من هذا الأمر فهي من الدول التي تُعرف بتعليمها وثقافة شعبها وأدبهم.
رجع جاسم إلى دولته سالماً، عند وصوله إلى المطار وجد أن حقائبه ضاعت، وعند خروجه من المطار، وجد أن الزحمة شديدة جداً فأخذ يمشي على خط الأمان، لأنه لم يجد ما يمنعه عن ذلك، وعند وصوله إلى البيت وجد أن هناك من نظف ورتب بيته عنه، وبعد سفر طويل قرر أولاد جاسم الغياب عن المدرسة لأسبوع للاسترخاء، فقد رجع جاسم سالماً من هذه الرحلة، لكنه للأسف لم يغنم منها شيئاً.
هذا ما كتبه الشباب... هكذا ينظر لنا الشباب.
محمد وليد التنيب: أقدم لك كل شكري عما كتبت، لقد عبّرت عما يدور في داخل عقول الشباب، فمقالك يستحق أن يُقرأ أكثر من مرة فهو يدعو بكل صدق للعمل وترك توافه الأمور... أدعو الجميع ليعيد قراءة جملة «دولة تُعرف بقوانينها العقلانية المدروسة و تطبيقها الصارم»...هذه الجملة تحتاج إلى مقال.
وأدعو كل الكتّاب أن يعطوا الفرصة للشباب أن يكتبوا عنهم ولو لمرة في السنة.