هل تفتح «زيارة» أضخم طائرة في العالم نوع «إيرباص A380» التابعة لـ «طيران الإمارات» الباب أمام عودة السياح الخليجيين إلى لبنان، بعد «غربة» عن وطنهم الثاني بفعل الانتكاسة التي كانت ألمّت بعلاقة بيروت مع دول الخليج عموماً وتُرجمت بتحذيرات من السفر اليها؟
هذا السؤال طُرح بقوة أمس مع استقبال مطار رفيق الحريري الدولي، الطائرة الإماراتية الأضخم في العالم التي كانت انطلقت من مطار دبي الدولي في تمام الساعة 7:25 صباحاً ووصلت الى بيروت عند الـ 10:30 صباحاً، لتعود وتغادر في الساعة 14:15 وتصل إلى دبي عند الـ 19:05 مساءً.
واستقبل الطائرة، التي قادها طاقم ضمّ طياراً لبنانياً وكان على متنها 517 راكباً بينهم وفود رسمية، والتي رُشت لدى وصولها بالماء كما هو الحال لدى استقبال طائرة جديدة على أرض المطار، وزير السياحة أواديس كيدانيان ممثلًا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والنائب علي بزي ممثلًا رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الأشغال يوسف فنيانوس ممثلاً رئيس الحكومة سعد الحريري، وسفير دولة الإمارات حمد بن سعيد الشامسي.
واكتسب هذا الحَدث بُعدين بارزين:
* الأول تقني كونها المرة الأولى يستقبل لبنان هذا الطراز من الطائرات، ما شكّل اختباراً لبنيته التحتية الضرورية للتكيّف مع خدمة مثل هذه الطائرة الاستثنائية.
وقد أضاء فنيانوس في كلمته على هذا البُعد، بإعلانه أن هذه مناسبة تاريخية لأنها للمرة الأولى يستقبل مطار بيروت هذا النوع من الطائرات، مؤكداً أن عملية التوسعة التي تحصل في المطار تؤهله لاستقبال هذه الطائرات، ومعتبراً ان «وصول أضخم طائرة إلى بيروت بمثابة دليل على التعاون بين لبنان والإمارات وبين (طيران الإمارات) والطيران المدني في لبنان».
* اما البُعد الثاني فعبّر عنه موقفا سفير الإمارات، ورئيس البعثة الديبلوماسية السعودية في لبنان الوزير المفوّض وليد البخاري، فالسفير الشامسي، أعلن أن «قيام طيران الإمارات بتشغيل هذا الطراز من الطائرات العملاقة إلى لبنان، إن دل على شيء فعلى عمق العلاقات الاخوية بين لبنان ودولة الإمارات»، موضحاً أنه «رغم مما يعم المنطقة من حالة عدم استقرار فإن هذه العلاقات الاخوية لم تتأثر، إذ شكّلت أرض الامارات دائماً في مختلف الظروف حاضنة للأشقاء اللبنانيين».
ومن على متن الطائرة، أكد الشامسي أن «وصول أكبر طائرة ركاب في العالم إلى بيروت، رسالة محبة وسلام وعلاقة مميزة ليس فقط بين الامارات ولبنان بل أيضاً بين السعودية ولبنان»، لافتاً إلى مساعٍ لعودة السائح الخليجي إلى لبنان.
بدوره، كشف البخاري أن السعودية تدرس رفع حظر عودة السياح السعوديين الى لبنان، وقال: «هناك دراسة لرفع التحذير السعودي من زيارة لبنان، وهذا الأمر يعتمد على المؤشرات الأمنية التي نتلقاها من الحكومة اللبنانية، وقريباً سيتم النظر في هذا الشأن».
يُذكر انه بعيد وصول هذه الطائرة العملاقة، التي تتألف من طبقتين ويبلغ وزنها 550 طناً وطولها 72 متراً واتساع الجناحين 80 متراً، شكر نائب رئيس أول طيران الإمارات لدائرة الاتصالات المشتركة والتسويق والعلامة التجارية بطرس بطرس، الحكومة اللبنانية ووزارة النقل وسلطات المطار التي قدمت جميع التسهيلات التي جعلت الحدث ناجحاً بكافة المقاييس.
وأضاف: «يُعدّ تشغيل هذه الطائرة العملاقة لمرة واحدة إلى بيروت، إنجازاً في مجال عملياتنا إلى لبنان التي نخدمها منذ أكثر من 27 عاماً، ونحن ملتزمون بتحفيز مزيد من النمو في هذه السوق المهمة لنا».