وجع الحروف

وجوب حسن النوايا قولاً وعملاً...!

1 يناير 1970 08:13 ص

يقول الله عز شأنه في محكم تنزيله «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين». وفي آية آخرى ذكر عز شأنه «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا».
إذا نحن بين أمرين مهمين «التحقق من أي خبر ينقل لك أو تقرأه» والآخر ينهي عن الترف/السفاهة/الجهالة، وهذان قد وقعا بالفعل ونتابع إفرازاتهما المزعجة.... أحسنوا النوايا أولا وآخرا قولا وعملا!
وقد راق لي «سناب» الدكتور نايف العجمي وزير الأوقاف السابق الذي تحدث فيه عن خطورة التحرر وما تطرحه الفاشينيستات الباحثات عن الشهرة على حساب القيم والمعتقدات.
في إحدى الديوانيات التي زرتها أخيراً استغربت من أحد الحضور وهو يقول لي «أنت محسوب على الليبرال»... يا سلام عليك.
ما أتبعه وكثير من الزملاء الأكارم في العلاقات الإنسانية لا يفرق بين أي تيار أو فئة... فالحكم على الموضوع من الناحية الوطنية الصرفة والوحدة الوطنية خيار لا نقبل المساس بأطره العريضة، ونحن مع أي طرح أو مبادرة وطنية سواء أتت من ليبرالي أو إسلامي أو أي كانت صفة مطلقها.
دع عنك ما يقال... تحقق فضلا لا أمرا من كل قول أو موضوع ولا تحكم بسطحية أو لمجرد إنك سمعت أو قرأت، فإن أكثر ما يدمر العلاقات يعود سببه لكثرة الوشاة ودوافع شخصية، وقليل منا من يحاول أن يجلس مع الطرف المتهم ليعرف حقيقة ما سمع أو قرأ.
هذا النهج يجب أن يتبعه أصحاب القرار بعد أن غدت صفحات التواصل الاجتماعي منقسمة بين المجمعين، وكل يحيك للآخر بقصد التشهير به أو النيل من سمعته أو التقليل من شأنه ولنتذكر قوله تعالى «ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله»... يعني إنك عندما تسيء أو تمكر فإنه يعود عليك.
أما «التمرد» تحت مفهوم الحرية المطلقة، فهو مفسد، سواء بالنسبة للفاشينيستات أو أصحاب حسابات السناب شات أو تويتر، «خاصة الوهمية منها». ولذلك تستدعي الضرورة أن نوقف زحف المترفين على مستوى السلوك الاجتماعي أو التواصل الاجتماعي كي لا تهدم القيم الطيبة التي جبل عليها المجتمع الكويتي.
الزبدة:
الشاهد، إننا نمر بحالة من التيه الاجتماعي وثقافتنا باتت مهشمة من الجوانب ونسعى جاهدين إلى حث أصحاب القرار على استيعاب خطورة هذه المرحلة.
عندما نقول نحن بحاجة ماسة إلى رجال دولة، فنحن نعني كل ما تعني مفاهيم الرجولة من انضباط وخلق ومعرفة وخبرة ورشد.
وعندما ننادي بحسن الاختيار، فنحن نعني حسن اختيار النواب والوزراء والقياديين كي لا نقرأ خبرا عن جودة تعليم وصحة بينما الوضع مختلف تماماً...!
نريد أن تؤدي وزارات الإعلام? والشباب والتربية وكذلك المحافظات وجميعات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني، الدور المنوط بها... فاحذروا الحكم على ظاهر الأمور أو الاستماع إلى الوشاة أو المتصيدين في الماء العكر أو ترك الترف يتمدد في وسائل التواصل الاجتماعي.
تداركوا الصغار قبل الكبار... راجعوا واقع الحال فكل شيء متاح ومباح لدى البعض ونستطيع معرفة الجودة على حقيقتها بعيدا عن المروجين لها ممن يتصور لهم إن «كل شيء تمام يا فندم» وتسلحوا بـ «الأخيار»... الله المستعان.
[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi