تحمّلوا أمانة المسؤولية وتفانوا في سبيل خدمة كويتنا الغالية وأهلها الأوفياء
العازمي:
كونوا محركاً للتفاعل مع حركة التقدم وتحديات العصر
الأنصاري:
أوصيكم بالدعوة إلى الحسنى في القول والعمل والاعتدال واحترام الرأي الآخر
| كتب تركي المغامس |
دعا سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد خريجي جامعة الكويت إلى التفاني في سبيل خدمة كويتنا الغالية وأهلها الأوفياء، مساهمين في تقدمها وتنميتها، داعيا سموه الطلبة إلى أن ينفتحوا على التقنية والعلوم الحديثة على اختلاف مصادرها لتطوير أنفسهم ومجتمعهم والابتعاد عن الأفكار المتطرفة التي تتعارض مع منهجنا الوسطي والمعتدل محافظين على أخلاقنا وتقاليدنا الأصيلة التي ورثناها عن الآباء والأجداد.
وقال سموه، في كلمه لدى رعايته حفل التخرج السنوي الموحد لخريجي جامعة الكويت الدفعة السابعة والأربعين للعام الأكاديمي 2016/ 2017، الذي اقيم مساء أمس في الاستاد الرياضي بالحرم الجامعي بالشويخ، «إنه حقا ليوم ميمون في تاريخ كويتنا الغالية، يوم نحتفي جميعا بنجاحكم وتخرجكم في الجامعة، بعد مسيرة طويلة من الاجتهاد والتحصيل والمثابرة على مدى سنوات عديدة، خلال مرحلتي الطفولة والشباب من أعماركم الزاهرة.
ويسعدني في هذه المناسبة الجليلة، أن أنقل إليكم اعز التهاني وأسمى التبريكات، مصحوبة بخالص تمنيات حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه. كما يطيب لي أن أوجه إليكم أطيب التهاني بهذه المناسبة السعيدة، فأنتم نخبة الشباب المتسلح بالعلم والمعرفة، الحصن المنيع للوطن، كنزه الذي لا ينضب عبر الزمن.
أبناءنا وبناتنا، أنتم اليوم تقفون على أعتاب حياة عملية، فخوضوا غمارها، واثقين بأنفسكم وقدراتكم، متوكلين على الله الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا، انفتحوا على التقنية والعلوم الحديثة على اختلاف مصادرها لتطوير أنفسكم ومجتمعكم والابتعاد عن الأفكار المتطرفة التي تتعارض مع منهجنا الوسطي والمعتدل محافظين على أخلاقنا وتقاليدنا الأصيلة التي ورثناها عن الآباء والأجداد.
أبناءنا وبناتنا الأعزاء، لقد جاء دوركم لحمل أمانة المسؤولية، فاحرصوا على التفاني في سبيل خدمة كويتنا الغالية وأهلها الأوفياء، مساهمين في تقدمها وتنميتها، وإذ كانت هذه مسؤوليتنا جميعا فإن دور الجهات المعنية بالدولة وإن كانت لم تدخر وسعا في تسخير كل الإمكانات في سبيل توفير الرعاية الشاملة لكم، مقدرين لهذه الجهات الرسمية دورها المنوط بها طامحين في بذل المزيد لتوفير فرص عمل في شتى المجالات المتاحة.
كما لا يفوتنا في هذه المناسبة إلا أن نوجه أطيب التهاني مصحوبة بالتقدير والعرفان، إلى الاخوة والأخوات الكرام أولياء أمور الخريجين لما بذلوه من رعاية كريمة لأبنائهم طوال فترات الدراسة، وفقنا الله جميعا ليكون غد الكويت وأهلها الكرام، أكثر أمنا وتقدما وازدهارا وجمع الله القلوب والعقول على الخير دائما، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد المفدى راعي مسيرتنا ونهضتنا، حفظه الله وأبقاه ذخرا للبلاد، وقائدا للعمل الإنساني. «ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير».
وبدوره، رحب وزير التربية وزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة الأستاذ الدكتور حامد العازمي بسمو ولي العهد في الحفل، مثمنا لسموه الرعاية الكريمة، وقال «نحن نعيش في عالم متسارع الخطى في ظل التطور التكنولوجي والعلمي الذي نعيشه اليوم، إن وتيرة هذا التسارع أصبحت مذهلة مما يحتم علينا أن نعي ذلك وأن نضع في الحسبان أن هذا العالم المتسارع الإبداع لن ينتظرنا للحاق به، مما يفرض على الجهات المختصة في بلدنا كلاً في مجال عمله أن يبذل الجهد للتغيير والابتكار والإصلاح بعد أن أصبح ذلك من ضرورات المجتمعات المتحضرة، ولن يكون هذا العمل ممكناً إلا بالاعتماد على الشباب الكويتي الذي نفتخر به وبإنجازاته والذي نتوسم فيه الخير، كما أن على الأساتذة الأفاضل دور رائد في ترسيخ مفاهيم الإبداع والابتكار لدى طلابنا في جامعة الكويت أو في غيرها من المؤسسات التعليمية».
وتوجه إلى الخريجين والخريجات مهنئا إياهم بما حققوه من نجاح، قائلا «الكويت وهي تواصل التطور في مجال التنمية وتمضي قدما نحو إدراك التقدم وبناء اقتصاد قائم على المعرفة كما تهدف لذلك القيادة السياسية الحكيمة في بلدنا لتعول كثيراً على أبنائها المبدعين والمتميزين والمخلصين، وهناك تحديات عدة يتطلب الأمر التصدي لها سواء في أمن الطاقة بمختلف أشكالها وتعزيز الأمن المالي وتحسين الاقتصاد وتنوع مصادره وتعزيز التنمية البشرية لخلق كوادر وطنية قادرة على العطاء في مختلف مجالات العمل، ولذا فنحن نثق في أن تلك التحديات ستكون جزءاً مهماً من عملكم المستقبلي وأنكم ستكونون محركاً للتفاعل مع حركة التقدم وتحديات العصر ومواكبة التطورات المتسارعة في مختلف المجالات العلمية والكويت ستتبوأ بإذن الله مكاناً عالياً بين الدول بسواعد أبنائها وطاقاتهم الخلاقة».
من جانبه، تقدم مدير جامعة الكويت الدكتور حسين الأنصاري بخالص الشكر والتقدير إلى سمو ولي العهد على كريم رعايته للحفل، الذي يأتي حرصاً من سموه على تشجيع أبنائه الخريجين وامتداداً أبويا نبيلاً لاهتمام سموهم بهم، واستكمالاً لاهتمام حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه بأبنائه الذين يكرمهم كل عام.
وقال الأنصاري «إن فرحنا الغامر لنجاح وتفوق أبنائنا، لا يفوقه إلا فخرنا واعتزازنا بوجود سمو ولي العهد حفظه الله في رحاب جامعة الكويت يراقب ويبارك بحنان الأب، كوكبة من شباب هذا البلد، في طريقهم لخدمة الوطن ورفعة شأنه مليئة قلوبهم بحب الكويت. والجامعة تبذل قصارى جهدها لتطوير مناهجها وبرامجها الدراسية، وتسعى إلى الارتقاء بجودة التعليم والبحث العلمي، وإحداث تطوير شامل في مختلف أنشطتها، لتحقيق التميز العلمي، وذلك حرصا منها على تحمل مسؤولياتها، وتأدية رسالتها كاملة لتنمية الثروة البشرية، ورفع ومستواها العلمي والثقافي والحضاري».
وتوجه الأنصاري بكلمة إلى الخريجين والخريجات قائلا:«أيها الأبناء الأعزاء، يسعدني باسم أسرة جامعة الكويت أن أهنئكم وأبارك لكم ولذويكم نجاحكم وتخرجكم، وأرجو أن يكون تخرجكم انطلاقة جديدة في حياتكم العملية، فأنتم أمل الغد المشرق لوطننا الحبيب، لتبادلوه عطاء بعطاء، وتكونوا حملة لمشاعل النور والمعرفة والعلم والعمل والبذل والعطاء لخدمة الكويت ورفعتها ونهضتها. وأوصيكم بالدعوة إلى الحسنى في القول والعمل والاعتدال واحترام الرأي الآخر، والحرص على قيم الصدق والإخلاص والبذل والعطاء التي جبل عليها أهل الكويت، وعليكم مواصلة مسيرة طلب العلم والمعرفة واكتساب الخبرة، إن الجامعة تفخر بكم وتأكدوا بأن أبوابها ستظل مفتوحة أمامكم لتلبي احتياجاتكم المهنية والمهارية أو استكمال دراساتكم العليا، وفقكم الله وأقر بكم عيون أهليكم ونفع بكم وطنكم».