نسمات

كيف نتقارب مع من غايته احتلالنا؟!

1 يناير 1970 01:32 ص

ليسمح لي الشيخ ناصر صباح الأحمد أن أخالفه في ما صرح به خلال مداخلته الاستراتيجية حول ملامح مشروع الجزر والحرير، والتي ذكر فيها بأننا لن نكون في مأمن إلا إذا تقاربنا مع إيران والعراق.
والحقيقة هي أننا من أشد الناس رغبة في التقارب مع جميع دول العالم وأننا نسعى منذ تأسيس دولتنا إلى مثل ذلك التقارب، ولكن الواقع يبين بأن التقارب بين الدول لا بد أن يتم عن طريق الرغبة المشتركة بين جميع الاطراف، لا عن طريق رغبة طرف واحد ورفض الطرف الآخر!
يعرف الشيخ ناصر جيداً أن الثورة الإيرانية منذ قيامها العام 1979 قد رفعت شعار تصدير الثورة إلى كل مكان في العالم، وقد باشر الخميني تلك السياسة منذ اليوم الأول للثورة، وسارت إيران بسياسة استعمارية واضحة من أجل تقويض الأنظمة العربية والإسلامية المجاورة لها!
استكملت ثورة الخميني ما فعله أسلافها من احتلال وضم منطقة الأحواز الغنية بالنفط منذ عشرينات القرن الماضي وعملت على قمع شعبها وحكمه بالحديد والنار!
كما احتلت إيران جزر الإمارات العربية الثلاث وغيّرت معالمها واعتبرتها ملكاً لها، ولم تكترث لنداءات دولة الإمارات ودول الخليج المطالبة بتحرير جزرها الثلاث ورفع يدها عنها!
كما كررت إيران ادعاءاتها بأن البحرين هي جزء من الدولة الإيرانية، وسعت إلى تقويض الحكم في البحرين مراراً وتكراراً عن طريق إنشاء الشبكات الإرهابية التي يتم اكتشافها وتفكيكها في كل مرة، وعن طريق الجمعيات التي تدين بولائها لإيران!
حتى الكويت لم تسلم من ذلك التدخل وتم اكتشاف العديد من الشبكات الإرهابية التي كانت تخطط لزعزعة الأمن وبث الفوضى في البلاد، وآخرها ما يسمى بـ «شبكة العبدلي»!
أما السعودية، فقد كان لها النصيب الأوفر من المؤامرات الإيرانية ضدها، وقد تابعنا تفجير الحجاج والمعتمرين والعمليات في المنطقة الشرقية من السعودية، وآخرها الهجمة الشرسة في اليمن بأيدٍ إيرانية!
لم يكتف الإيرانيون بتنفيذ مخططاتهم ضد الدول المسلمة وتفجير الأوضاع فيها، ولكنهم سارعوا إلى إذكاء الروح الطائفية بين المسلمين والافتخار باحتلال العواصم المسلمة والتهديد الدائم بإقامة امبراطوريتهم الفارسية!
وللأسف أن الولايات المتحدة الأميركية هي أكثر دولة ساعدتهم على تحقيق مآربهم وسلمتهم العراق طواعية!
إن سياسة الرئيس الأميركي ترامب الحالية بالتهديد بمحاربة التوسعات الإيرانية والتصدي لأطماعهم، حتى وإن كانت خدمة للكيان الصهيوني، هي فرصة لنا لكي نحقق تحجيم إيران ووقف أطماعها ويجب علينا دعمها بكل قوة، فلا أمل يرتجى في ظل بقاء إيران دولة قوية!

إن الأفاعي وإن لانت ملامسها
عند التقلب في أنيابها العطب
(للشاعر عنترة بن شداد).