السادة والسيدات نواب الأمة الكرام، نحن لم نصطف طوابير طويلة بالساعة تحت حر الصيف لننتخبكم، ولم تقر لكم الدولة رواتب عالية ومميزات كثيرة ويعطيكم الدستور حصانة برلمانية، لتضيعوا جلسات مجلس الأمة، إما بفقدان النصاب بأوامر عليا، أو بإثارة معارك شخصية بينكم، بسبب مصالح أو مطامع، وتخترعون مفردات عجيبة لم نقرأها لا بالدستور ولا باللوائح المنظمة مثل (قبيض- مندوب- صبي- مطراش- معزب) مستبدلين بها كلمات: الدستور، الاقتراح، السؤال، والمحاسبة.
وما حدث بجلسة يوم الثلاثاء 20 مارس الجاري من شجار وتلاسن واتهامات باستغلال المنصب، للتطاول على المال العام، بل وكاد يصل الأمر إلى التشابك بالأيادي، أمور مرفوضة، خصوصاً أنها تصدر من نواب نعدهم قدوة ورموزاً وطنية. لذا لا تستغربوا إن انتشرت هذه الظواهر السلبية في المدارس والمعاهد والملاعب، فأنتم للشباب المثل الأعلى والقدوة التي تُتبع. وما لم يصدر قانون يعطي رئاسة المجلس الحق في إخراج كل من يحاول تعطيل الجلسة أو الإساءة إلى الزملاء من القاعة، بل وحرمانه من عدد معين من الجلسات، ستسوء الأمور أكثر، فبيت الأمة وقاعة عبد الله السالم ليست ساحة لتسوية الخلافات، والمعاير، بل مكان لإصدار القوانين، والأحق على من يشرع هذه القوانين احترامها قبل الآخرين.
إضاءة:
كثرة المشاكل التي حدثت في مبنى مجلس الأمة في الآونة الأخيرة جعلتني أعتقد أن أحداً قد رمى على السطح «عزيزو فيل».