ضوء / في كتاب أهداه العميري إلى السعودية قيادةً وشعباً

خادم الحرمين الشريفين... «مسيرة وطن» وإنجازات بلا حدود

1 يناير 1970 04:20 ص
  • بصمات الملك سلمان  واضحة في جميع  المناصب التي شغلها  
  • في مدينة «نيوم»  الطموح يفوق الخيال 
  • النظرة الثاقبة  لخادم الحرمين  مكنته من معالجة  العديد من القضايا  المحلية والخليجية  والعربية بنجاح

الحديث عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حديث ملؤه الأمل والتطلع إلى الغد القريب والبعيد، والنظر إلى الحاضر بعيون الماضي والمستقبل معا، إنه الحديث الذي يأخذك إلى مراحل متطورة لشخصية استثنائية استطاعت أن تؤسس لها مكانة بارزة على مختلف المستويات المحلية والخليجية والعربية والعالمية... شخصية استطاعت ان تؤكد حضورها في كل المحافل العالمية، بفضل تميزها بالصدق في عطاءاتها، والإخلاص في بحثها الدؤوب عن كل ما يوفر الطمأنينة والرفاهية للشعب السعودي.
وعلى هذا الاساس، جاء كتاب الزميل الدكتور عيسى العميري متوافقا تماما مع هذه الرؤية، التي تؤكد أن خادم الحرمين الشريفين يسعى إلى الخير والسلام والرخاء في كل خطوة يخطوها أو قرار يتخذه، أو هدف نبيل يعمل من أجل تحقيقه.
والكتاب عنوانه «مسيرة وطن»، أراده مؤلفه العميري أن يكون هديته إلى الشقيقة المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا، من خلال إضاءته على رمز من الرموز الخليجية والعربية الإسلامية، وشخصية مؤثرة في كل مجريات الأمور، ويد بيضاء تضع بذور السلام والحب في أرض خصبة، وشمس تشع بنورها في مختلف بقاع الأرض.
ويتناول المؤلف في كتابه سيرة حياة الملك سلمان، والذي يبدأ بمقدمة شرح فيه العميري الأسباب التي دعته لتأليف هذا الكتاب، ثم الحديث عن بداية نشأة الملك سلمان وترعرعه على أرض المملكة... وهو سليل أسرة عريقة وأصيلة ولها تاريخ كبير في المملكة، ومن ثم الحديث عن السيرة الذاتية لخادم الحرمين الشريفين ونبذه مختصرة عن نشأته وحياته الاجتماعية.
 وبعد ذلك يسرد العميري الخبرة العملية للملك، وخوضه معترك الحياة بكل أشكالها، وإعطاء نبذه مختصرة عن المرحلة التي تعيشها المنطقة، ووجود خادم الحرمين الشريفين في هذه الفترة ومعايشته للمتغيرات من حوله وفي المحيط الاقليمي، وبعض ملامح وخصال خادم الحرمين أثناء توليه لمسؤولياته العملية في الحكم والمهمات التي أوكلت إليه، والتطرق إلى أهم الإنجازات التي حققها خادم الحرمين... تلك الانجازات المتعددة والمتنوعة والتي ساهم فيها إسهاماً كبيراً، وترك فيها بصمات واضحة، ثم تضمن ذلك الحديث عن بروز بوادر حنكته السياسية وصفاته الديبلوماسية التي أهلته للوصول لجميع مواقع المسؤولية وثقة من أولاه إياها، ثم يتحدث الكتاب عن جهود خادم الحرمين الشريفين في محاربة الإرهاب والتطرف، ومشروع «نيوم» ورؤية المملكة العربية السعودية 2030، ووصول المملكة إلى نهائيات كأس العالم المزمع إقامتها في روسيا العام 2018.
وأشار المؤلف إلى منح الملك سلمان للمرأة حقوقها، بالإضافة إلى التسامح والتعايش السلمي والوسطية والازدهار الاقتصادي في عهده، والأوسمة والجوائز التي حاز عليها، بفضل ما قدمه من إنجازات مهمة، وأفرد المؤلف في كتابه لجهود خادم الحرمين الشريفين في لجنة مكافحة الفساد.
يقول العميري في تقديم كتابه: «... إن ما دعانا للكتابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيّده الله وسدد خطاه - هو رغبتنا نحو تلمس أبرز الانجازات والأعمال التي قام بها... على جميع الأصعدة والتي لا يمكننا حصرها كلها، نظراً لتعدد تلك الإنجازات والبصمات التي تركها والإسهامات التي تمت على يديه وفي عهده وعلى مدار توليه المسؤولية، وهنا لايجب أن ننسى بأننا هنا أمام شخصية زعيم رائدة وقائدة بكل المقاييس، علاوة على أن ما دفعنا أيضاً لرفع القلم وشحذ الفكر للكتابة والإعداد لهذا العمل المتواضع هو إحساسنا بالكثير من الخصال التي يتمتع بها خادم الحرمين وهي بلاشك صفات القائد والزعيم الناجح الذي يعمل على قيادة مملكته وشعبه نحو العلا والتطور والتنمية بعينها وعلى أصولها... وينتقل من نجاح إلى نجاح يستحق الوقوف عنده في نظر جميع المراقبين لأحوال هذه المملكة... والنظر لخادم الحرمين الشريفين أيّده الله وسدد خطاه، ومحاولة الاستفادة من إسهاماته الرائدة في هذا الشأن».
وأضاف «... وهذا بالفعل ماتفتقده الكثير من الشعوب في العالم وإننا في هذا المضمار لانضيف شيئاً جديداً عندما نذكر بأن خادم الحرمين الشريفين يمكننا تصنيفه ضمن القادة الكبار... بل يمكننا وصفه بأنه زعيم الزعماء وقائد القادة في العالم أجمع ويعد  ممن قاموا بترك أثر وبصمات هائلة وواضحة في جميع المناصب التي شغلها، ولنجد أنفسنا ونحن في خضم إعداد هذا العمل المتواضع نجد أنفسنا بأننا أمام شخصية من طراز فريد تعايش الحدث بكل تفاصيله وعلى بينة تامة بكل الأحداث المحيطة، وكيفية التعامل معها بأفضل أداء وبما يحقق المصلحة العامة لشعبه ومملكته».
واسترسل قائلا: «جدير بالذكر بأنه ومنذ بداية تسلم خادم الحرمين الشريفين زمام القيادة السياسة وتدرجه في المناصب - الذي أتى نتيجة لجهد وعزم أوصلت الملك إلى ما وصل إليه... وقام بكل ما قام به خلال سنوات مسيرته الماضية - يدعونا إلى أن ننقله للأجيال القادمة للاستفادة منه بل وتدريسه في مناهج علومهم وخلال حياتهم العلمية... فقيامنا بتنفيذ هذا العمل المتواضع أقل ما يقال عنه إنه كلمة مهمة يجب أن تقال في حق خادم الحرمين الشريفين على الرغم من معرفتنا بتنفيذ ما لا يعد أو يحصى من الاعمال التي تحدثت عنه».
وتناغمت رؤية المؤلف خلال رحلته الشيّقة التي خاضها في السيرة الذاتية العطرة والبناءة لخادم الحرمين كي يتحدث عن بداية دخوله العمل السياسي حينما عيّن أميرا لمنطقة الرياض، وقيامه بجولات خارجية عديدة، مثل الأردن وفرنسا والبوسنة والهرسك والفيلبين وغيرها، ثم توليه منصب وزير الدفاع، ثم وليا للعهد وقيامه بجولات زار خلالها باكستان واليابان والهند لعرض تاريخ ومستقبل العلاقات بين هذه الدول.
وتمت مبايعة جلالته ملكا للسعودية في 3 ربيع الأول عام 1436 هجري الموافق 23 يناير 2015 ميلادي، لتتوالى الإنجازات في المجالات التعليمية والاجتماعية والعسكرية والثقافية والمعرفية ودعم الشباب السعودي لتولي المناصب العليا، والاهتمام بالقطاع الحكومي وتطويره، وتنمية الاقتصاد الوطني وتوسعة الحرمين الشريفين، والحرم النبوي وإنشاء مشروع «خير مكة» وافتتاح المشاريع الإنسانية والتراثية، وغيرها من المنجزات التي لا يمكن حصرها في كتاب واحد.
فيما تطرق المؤلف إلى عملية «عاصفة الحزم» والتي تعد من القرارات التاريخية والاستراتيجية المهمة لتوفير الأمن والأمان لشعب المملكة، وتظل جهود خادم الحرمين في محاربة الإرهاب والتطرف هي من أبرز ما تحدث عنها العميري في كتابه، واصفا تلك الجهود بالصادقة.
وفي مدينة «نيوم» الطموح يفوق الخيال، وهو المشروع الذي أوعز بتنفيذه خادم الحرمين مما يعطي الانطباع بالجهود الجبارة والأفكار التي لا تقف عند حد معين في مخيلة قائد مسيرة المملكة.
وتحمل أهداف رؤية «المملكة 2030»... رؤية مستقبلية لما بعد النفط، وتتزامن مع تسليم 80 مشروعا حكوميا عملاقا، من خلال التركيز على نقاط عدة من أبرزها تحويل صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى صندوق سيادي، والتحرر من النفط، وطرح «أرامكو» في البورصة، والبطاقة الخضراء والصناعة العسكرية وغيرها.
وقال العميري: «النظرة الثاقبة لخادم الحرمين إلى أمور الحياة المعاصرة مكنته من معالجة العديد من القضايا المحلية والخليجية والعربية بنجاح»، كما أشار إلى التبرعات الإنسانية في عهد خادم الحرمين والتي تتجدد وتستمر بزخم كبير وهي التي حققت إسهامات إنسانية كبيرة، بالإضافة إلى منحه المرأة حقها في قيادة السيارة، وجهوده الحثيثة في تطوير القدرات العسكرية لجيش الدفاع السعودي.
وتابع: «كان لنشأة خادم الحرمين الشريفين في مدينة الرياض تأثير خاص، فهذ المدينة تعد أكبر المدن في المملكة، وتشكل قاعدة لكثير من القبائل المحلية، مما وفر لجلالته فرصا واسعة للاحتكاك الميداني بهموم المواطنين، وجعلته قريبا من تطلعاتهم وآمالهم».