البنوك تعيد
هيكلة علاقتها
بعملائها وبالمشرّعين
والتحديات التي تواجههم
كشفت مصادر مطلعة لـ «الراي»، أن اتحاد مصارف الكويت اجتمع أمس مع شركة «أوليفر ويمان» المتخصصة في تقديم الاستشارات بمجال إدارة الأعمال، حيث كلَّفها بتقييم إستراتيجية عمل «الاتحاد» الحالية، وإعداد إستراتيجية جديدة، تواكب التطورات المالية محلياً وعالمياً.
وبيَّنت المصادر أنه بعد 35 عاماً على تأسيس «الاتحاد» بات ضرورياً تغيير إستراتيجيته، وتبني أخرى تراعي جميع التطورات التي طرأت على القطاع المصرفي، والتوقعات لمستقبل البنوك على جميع الأصعدة.
ولفتت إلى أن الإستراتيجية المطلوب إعدادها من «أوليفر ويمان» ستكون متكاملة، وترتكز على جملة محاور، أبرزها تحديد علاقة البنوك بعملائها، وكذلك مع المشرعين ومقترحاتها لتحسين هذه العلاقة، ومواجهة أي تحديات لانحصار الصناعة المصرفية.
وأشارت المصادر إلى أن الإستراتيجية المرتقبة ستشمل إعادة هيلكة في العلاقة البنكية مع مختلف شرائح المجتمع المحلي وعلاقتها بالبنوك، كما ستراعي أن نمط تركيبة عملاء القطاع المصرفي شهد تغيّراً كبيراً، حيث أصبحوا أكثر تطوراً واستخداماً للتكنولوجيا الرقمية الحديثة، مبينة أنه في الكويت زاد الاعتماد على الخدمات الرقمية بدرجة عالية من خلال تعزيز معدلات انتشار الإنترنت، واستخدام الهواتف الذكية.
وأفادت بأن التقدم التكنولوجي الحاصل في العمل المصرفي، وفي مقدمته التغيرات التي أحدثتها تقنية «بلوك تشين» في سوق التحويلات المالية وصناعة الخدمات المصرفية الرقمية التي من المرتقب أن تشهد استمراراً للقفزات بشكل أسرع بكثير مستقبلاً، يتطلب من البنوك المواكبة بإستراتيجية جديدة تلائم متطلبات العملاء أكثر.
وأوضحت المصادر أن تحرك «الاتحاد» نحو تجديد إستراتيجيته سيتضمن إيجاد حلول عملية تعالج جميع التحديات التي تواجه القطاع المصرفي مع عملائها، وتحديد أفضل طرق التعامل مع جميع الأطراف ذات العلاقة بالمصارف، أو حتى المستهدفة، بما يسهم في زيادة الفرص المصرفية.
وكما سبق وكشفت «الراي» في عددها الصادر أول من أمس، طلب «الاتحاد» من «أوليفر ويمان» أن تتضمن الإستراتيجية المستهدفة تحديد المسائل التي تشكل مصدر قلق للعملاء حالياً مع المصارف المحلية، مع تزويد البنوك بمعلومات وافية ومفصلة حول كيفية إدخال الحلول المناسبة لهذه التحديات، وسبل معالجتها.
ولفتت إلى أن الإستراتيجية الجديدة ستشمل العناصر الرئيسية لعملية تقييم أداء البنوك في المجال المجتمعي والتنمية المستدامة، وتحديد الوسائل الأساسية لرفع مستوى هذا الأداء، علاوة على تحديد كيفية التحفيز داخل البنوك على زيادة التواصل المجتمعي، حيث من المتوقع أن تحض الإستراتيجية الجديدة كل البنوك المحلية على تبني المزيد من المبادرات والمشاريع لتكون من أولوياتها لعام 2018.
وأشارت المصادر إلى أن «الاتحاد» ينتظر من «أوليفر ويمان» تقديم عرضه في خصوص إعداد الإستراتيجية الجديدة التي ستكون معاصرة وتراعي تطورات الصيرفة الإلكترونية للشركات والأفراد، مع تزويدها بأدوات محددة تسهم في فهم ما يطمح إليه العميل تحديداً من البنوك، مع تقديم التصورات المناسبة التي تبرز الدور الحقيقي للبنوك، وأهميته بالنسبة للاقتصاد، وللمجتمع.