نسمات

أفضل من سويسرا

1 يناير 1970 01:31 ص

ألمّ بي عارضٌ صحي، فقمت بعمل الفحوصات اللازمة وأشعة الرنين المغناطيسي! أخبرني أكثر من طبيب متخصص بأنني بحاجة الى عملية بسيطة. استفدت من زيارتي لابنتي التي تقيم في جنيف مع زوجها الديبلوماسي وراجعت طبيبا مختصا، فكان تشخيصه مطابقا لتشخيص الاطباء في الكويت!
اقتنعت بإجراء العملية ولكن كان السؤال: هل أجريها في الكويت أم في سويسرا؟ نصحني كثير من أهلي ألا أخاطر بإجراء العملية في الكويت وحذروني من المخاطر المترتبة على ذلك بسبب تخلف العلاج الطبي في الكويت ورداءة الخدمات، وحثوني على التقديم على العلاج في الخارج والبحث عن واسطة للسفر أسوة بالآلاف الذين ترسلهم الحكومة على حسابها او بدفع التكاليف من حسابي الخاص!
استخرت الله تعالى كثيرا وترددت لاسيما مع معرفتي بأن الخدمة الصحية في الكويت تعاني نواقص كثيرة، ولكن استقر بي الرأي إلى إجراء العملية في الكويت وقلت لنفسي: لماذا لا أجرب العلاج في الداخل بدلا من ذلك التخويف المتواصل؟
ما إن دخلت مستشفى ابن سينا لاجراء العملية على يد الدكتور الفاضل طارق الشيخ حتى شعرت بالعناية الإلهية تلاحقني، فقد أحاطتني التسهيلات من كل جانب ولله الحمد، فمدير المستشفى الدكتور محمد العويضة- جزاه الله خيرا- قد أمر بتسهيل جميع الإجراءات من أجلي، والدكتور جاسم الهاشل وفر لي غرفة في جناحه، والممرضون لم يتوانوا عن بذل كل جهد لتيسير علاجي وراحتي!
وشاهدت بنفسي العناية الفائقة والنظافة والدقة في المواعيد، وتعجبت كيف يتم تخويفنا سابقا من العلاج في المستشفيات الحكومية وصوروا لنا المآسي التي ستحل على رؤوسنا إن نحن دخلنا المستشفيات الحكومية!
بالطبع فان تجربتي هذه لا تنفي وجود الخلل في العلاج الحكومي، ولكني أشعر بالسعادة الغامرة إن خضت تلك التجربة، ولا شك أن لشخصية الدكتور طارق الشيخ وأخلاقه الطيبة وخبرته المتميزة أعظم الأثر، وأتذكر بأنه نصحني من البداية بوضع ثقتي في الله تعالى وليس في الطبيب المعالج.
أشعر بالفخر بالعلاج الصحي في الكويت وأحث المسؤولين على بذل المزيد من الجهود من أجل تطوير الخدمة الطبية.