مجلس شؤون الأسرة ناقش القضية في ندوة جمعت متخصصين

زواج ذوي الإعاقة راحة نفسية وتكافل اجتماعي

1 يناير 1970 02:17 م

علي البلوشي:
حرمان المعاق من الزواج يكبت عاطفته وحاجاته الشخصية وقد تترتب عليه أنماط سلوكية شاذة




خلصت ندوة متخصصة إلى أن زواج ذوي الاعاقة ضروري لمساعدة الطرف المعاق في العلاقة الزوجية على تلبية امور حياته من خلال الرعاية والتكافل والتراحم بين الزوجين، ووفق ضوابط للزواج منها اخبار الطرف الآخر بالاعاقة، وان يكون مأموناً لا يعرف بالعدوانية والافساد لدفع الضرر عن الطرف الاخر، لتكوين اسرة صالحة متكاملة.
وفي اتجاه تحقيق هذا الهدف، اقامت الامانة العامة للمجلس الاعلى لشؤون الاسرة مساء أول من أمس، ندوة بعنوان «زواج ذوي الاعاقة» بحضور رئيس فريق الارشاد الاسري والاجتماعي الدكتورة خديجة المحميد، ورئيسة جمعية «أمي جنتي» اشواق الخرس، وعدد من اولياء امور المعاقين والمهتمين بقضاياهم، في صالة تنمية المجتمع في الزهراء.
وقال الناشط في شؤون ذوي الاعاقة الدكتور علي البلوشي ان زواج ذوي الاعاقة يعطي الامان والاكتفاء الاجتماعي والدمج المجتمعي والاشباع العاطفي والجنسي والاحساس بالمسؤولية والاتزان النفسي للزوجين.
ودعا البلوشي الى اهمية شغل الفرد المعاق بما هو مفيد في حال لم يستطع الزواج لأي سبب، مثل ممارسة الهوايات والرياضة والعمل التطوعي ومحاربة عزله عن المجتمع، عبر التحاقه بجمعيات النفع العام لما لها من دور تربوي واجتماعي وزيادة في الوعي والادراك.
وطالب البلوشي الاسرة والمجتمع بأن يتفهما حقوق المعاقين وان يمنحاهم الحق في تقرير المصير في مختلف جوانب الحياة، كازواج والتعليم والرياضة والعمل وتوفير كافة الخدمات لهم، بالاضافة الى دور الاعلام في تسخير ما هو مفيد لهم من برامج توفر لهم بيئة مجتمعية ملائمة تحيط بعملية الزواج، وتثقيف المجتمع لتقبل هذا النوع من زواج ذوي الاعاقة ومساندته وزيادة المخصصات الحكومية له وان ينظر اليهم نظرة احترام وكرامة، كما دعانا الاسلام لذلك. وأكد ان المعاقين كغيرهم من البشر لا يجوز ان ينظر اليهم نظرة ازدراء او تقليل من شأنهم، بل ربما يكونون مصدر خير للمجتمع وللاسرة التي فيها هذا المعاق، لافتا الى ان الاعاقة ليست عيباً، فالارادة والعزيمة والثقة بالنفس هي الاهم وكل انسان فيه عيوب، فقد تجد احدهم سليم الجسم لكن بلا عقل، وقد تجد انسانا معاقا لكنه صاحب عقل ومبدع ومنتج.
واوضح ان حرمان المعاق من الزواج سيؤدي به الى كبت عاطفته وحاجاته الشخصية وقد يؤدي الى عقدة نفسية يترتب عليها انماط سلوكية شاذة وقد يتحول الى شخص سلبي وغير متفاعل مع مجتمعه وكاره وحاقد عليه وتدني في مفهومه الذاتي.
واوضح ان عدم تمكن المعوق او المعوقة من الزواج قد يشعرهما بالنقص والالم والضيق النفسي فيميل الى الانطواء والعزلة وعدم ممارسة حياته بشكل طبيعي خصوصا ان كل التشريعات والقوانين المتعلقة بحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة نصت على حقهم بالزواج وتكوين أسرة. ونصح ضرورة الاخذ بعدة امور عند التطرق لزواج الاشخاص ذوي الاعاقة حيث انه من الخطأ التعميم بمسألة جواز زواج الاشخاص المعاقين او عدم زواجهم حيث ان لكل حالة خصوصية لافتاً الى ان حق الشخص المعاق ان يبحث على تحسين نوعية حياته وعلى المجتمع مساعدته.
ولفت الى ان الدراسة الميدانية التي شملت 100 من الافراد ذوي الاعاقة البصرية والحركية والذهنية والسمعية، دلت على ان 80 في المئة‏ منهم يجد في نفسه القدرة على الزواج، ولكن تواجههم صعوبات مادية والحالة الصحية والنظرة السلبية للمجتمع والاسرة، و20 في المئة‏ منهم خائفون من الزواج بالرغم من ان 90 في المئة‏ منهم اكدوا ان فكرة الزواج ناجحة والدولة تشجع على ذلك، مطالبين بان تكون هناك دورات توعية ومحاضرات تثقيفية حول زواج ذوي الاعاقة.