مرض الملاريا هو عبارة عن عدوى ناجمة عن طفيلي أحادي الخلية، يتغلغل لمجرى الدم عن طريق لسعة البعوض من نوع الانوفيليه الذي يؤدي إلى الموت ان لم يعالج الشخص المصاب، وقد أصيب نحو نصف مليار شخص بالمرض نفسه، ويموت نحو مليونين في العالم سنوياً.
وبالتالي يعتبر الملاريا، واحداً من الاسباب الرئيسية التي تؤدي الى الموت. وينتقل المرض على شكل طفيليات تنقلها انثى البعوض وهي تحمل ابواغ (Spores) فيروس الملاريا في غددها اللعابية... فعندما تقوم الانثى بلسع الشخص فإنها تدخل الفيروس الذي يكون في حالة سبات الى مجرى دمه، ثم يدخل الفيروس الى الجسم وينتقل مع مجرى الدم ليصل مباشرة الى الكبد. ونلاحظ بأنه يتغلغل لداخل كريات الدم الحمراء ويؤدي الى تحللها Lysis نتيجة العدد الضخم من الفيروسات التي تتكاثر والتي تحلل الهيموجلوبين الذي تحمله كريات الدم الحمراء، ويتم نتيجة لتدمير الخلايا الحمراء إطلاق مواد سامة الى مجرى الدم وهذه المواد تسبب حدوث «رد فعل مناعي» تؤدي في النهاية لظهور أعراض الملاريا.
وهناك أنواع معينة من الفيروس التي بإمكانها ان تبقى في الكبد بحالة سبات من دون ان تسبب ظهور اعراض فورية، كما ثمة حالات اخرى قد تظهر بها الأعراض في غضون اسابيع معدودة، وقد يصبح الطفيلي في حالات اخرى فعالاً بعد أشهر وحتى سنوات من لسعة البعوض.
ومن أعراض الملاريا انها تظهر بعد 6 - 8 ايام من لحظة التعرض للطفيلي لتشمل أعراضها الحمى والقشعريرة ثم انخفاض مفاجئ بدرجة الحرارة مع فرط التعرق، وايضاً ظهور الصداع والتعب وآلام للعضلات ثم آلام في البطن ناتجة من صعوبة الهضم، وظهور غثيان وتقيؤ والشعور بالاغماء عند الجلوس او الوقوف وحالة من التشنجات وحالات أخرى...
وقد أكدت البحوث ان النساء هن أكثر الاشخاص عرضة للإصابة بالملاريا، وفي حال اذا كانت الحامل مصابة فقد يصاب طفلها بالمرض ايضاً. وبالتالي يمكنننا مقاومة الاصابة بالملاريا المعدية من خلال مراجعة الطبيب المختص مباشرة وتفادي الاصابة عن طريق تناول الدواء بانتظام اي قبل وبعد السفر الى المنطقة الموبوءة. ورغم ذلك، نرى أن ليس بالضرورة ان يكون العلاج المضاد للملاريا ناجعاً، ذلك انه احياناً تكون الطفيليات في مناطق معينة مقاومة لبعض الادوية وهنا تقع الخطورة!
وهناك نوعان للملاريا، وهذا عائد لنوع الطفيل المسبب له، حميد أو خبيث. وقد اجمع العلماء على ان الملاريا هو أحد الأمراض الشائعة في المناطق الاستوائية وتحديداً في القارة الافريقية ثم الآسيوية والاميركيتين، كون معظم بلدان افريقيا (جنوب الصحراء الكبرى) هي المناطق الاوسع انتشاراً لهذا المرض الفتاك.
واليوم تعاني نيجيريا من انتشار مرض مميت يطلق عليه «حمى لاسا»، وهو أحد الامراض الشبيهة بمرض الملاريا وليس له لقاح حتى الآن، وينتشر بسرعة الى مناطق أبعد والنتيجة انه يسبب الوفاة بالحمى النزفية الفيروسية.
ويتشابه هذا المرض مع الحمى النزفية القاتلة (ايبولا)، لذا يعتقد ان نحو 90 شخصاً او اكثر ربما ماتوا حتى الآن جراء الاصابة به، وبالتالي لا يمكننا التفريق بين حمى لاسا وأمراض شائعة مثل الملاريا المنتشرة جداً في نيجيرياً ودول غرب افريقيا، ومنها غانا ومالي وسيراليون... ولاسا ينتقل الى الانسان عن طريق القوارض والجرذان التي تعيش في معظم دول افريقيا هناك، وعلاج الحمى قد يمتد الى ثلاثة اسابيع.
في النهاية، نجد ان هناك تدابير وقائية للأمراض المعدية في المناطق الموبوءة، لكنها تصطدم أيضاً بغياب الفعالية الطبية مع التقدم الملحوظ لهذه الامراض في الدول الاكثر فقراً ووساخة في بقاع العالم.
ولكل حادث حديث...
[email protected]