سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / «النباطة»
1 يناير 1970
04:30 ص
هي أداة من أدوات صيد الطيور وكان يستخدمها الفتية قديماً في وقت الربيع عندما تشقشق الطيور وهي فرحة بنور الكويت، وقد يعمل الفتية أيضاً «نباطة» في أيديهم حيث يشدون سيراً بإصبعي الابهام والسبابة من طرف ويضعون في الطرف الآخر ورقة ملفوفة يسددونها على الغير، وهذه طريقة يتمازح بها الفتية، وقد نال المعلمون في المدارس نصباً شديداً في توجيه التلاميذ كي يكفوا عن هذا العمل.
و«النبابيط» في أيامنا هذه كثيرة ولكن من نوع آخر، «نباطة» تسدد إلى القلب، وأخرى للعين، وثالثة في الأذن، إنها «نبابيط» متعددة ترى أحدهم وهو خارج من منزله في الصباح يجد عامل النظافة وهو ينظف تحت قدمية متخذاً السلام «نباطة» كي يقتنص بها شيئاً، ثم يلقي بالقمامة في وسط الطريق ولا من حسيب عليه ولا رقيب.
ساحة سياسية مفعمة بـ «النبابيط» هذا يسدد سهماً للاستجواب وكأنما الاستجواب هو صيحة يتخذها المرء متى شاء ويعدل عنها متى شاء. إن المرء في حيرة من أمره ومما يجري على الساحة، والفقه الديموقراطي أيضاً نجده متحيراً لا يدري ماذا يصنع؟
كل من في الوجود يطلب صيداً
إنما الاختلاف في الشبكات
«نباطة» أخرى في مجال التعديات وقانون طيب اجتثت كثير من التعديات على أملاك الدولة ومنها الدواوين، ويأتي البعض وينادي بوضع شرعة تقضي بأن يتم تأجير أملاك الدولة لتوضع عليها الدواوين، صحيح أن الديموقراطية تحتم أن يكون الرأي حراً، ولكن المصلحة العامة يجب أن تأخذ مجالاً واسعاً من الرأي الديموقراطي، وتراثنا لم يكن فيه أن الدواوين تكون خارج المنازل، فتراث الديوانية أنها ضمن ممتلكات الشخص لا تعدٍ على أملاك الدولة.
كلنا يمشي رويداً
كلنا نطلب صيداً
إنما الصيد الثمين هو في التآلف والتآخي والتراحم والوحدة الوطنية، وانصهار الجميع في بوتقة الكويت. ولنهتف جميعاً: «كلنا للكويت... والكويت لنا».
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي