نساء ورجال من الطرفين يكتفون بتبادل الابتسامات رغم تواجدهم معاً في ساحة التحرير

شيعة وشيوعيون حلفاء للمرة الأولى في الانتخابات العراقية لـ... «تغيير الوجوه الكالحة»

1 يناير 1970 02:06 م

بغداد - ا ف ب - للمرة الأولى في تاريخ العراق، تحالف رجل دين شيعي مع حزب شيوعي لخوض الانتخابات التشريعية المقررة في مايو المقبل في البلاد.
وخلافاً لكل رجال الدين الشيعة، اختار رجل الدين مقتدى الصدر خوض حملته الانتخابية جنباً إلى جنب مع أطراف كان يعتبرهم حتى فترة قريبة بعيدين عن الدين ويعملون من أجل دولة علمانية.
وقال ابراهيم الجابري القيادي في التيار الذي يتزعمه الصدر ويشرف على تنظيم التظاهرات فيه إن «هذا التحالف هو الأول في العراق. إنه ثورة العراقيين من أجل الاصلاحات (مع) مدنيين أو تيار إسلامي معتدل».
وبدا الجابري (34 عاما) بعمامته السوداء وعباءته، متحمساً وهو يقف وسط مئات المتظاهرين المعارضين لسياسة الحكومة، الذين يحتشدون كل جمعة في ساحة التحرير بوسط بغداد.
وقال «نحن غير متعجبين من هذا التحالف لأننا نقاتل معا منذ أكثر من عامين ضد الطائفية في جميع المحافظات».
وكان يشير إلى حركة الاحتجاج التي بدأت في يوليو 2015 بمبادرة ناشطين في المجتمع المدني، انضم إليهم بعد ذلك «التيار الصدري»، للمطالبة بإصلاحات ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات.
من جهته، قال سكرتير «الحزب الشيوعي العراقي» رائد فهمي إن «هذه المطالب لا ترتدي طابعاً طائفياً ومن أجل مشروع وطني مدني يهدف لتحقيق العدالة الاجتماعية»، مضيفاً «المهم أنه سمح للناس الذين ينتمون إلى حركة إسلامية وعلمانيين بالعمل معاً».
وأوضح فهمي الذي كان يتحدث من مقره حيث رفع علم «الحزب الشيوعي» الأحمر الى جانب العلم العراقي الذي يحمل عبارة «الله أكبر»، ان «التعاون ولد بين أشخاص لم يكن لديهم في بادئ الأمر أي أيديولوجيا مشتركة وتطور بعدها إلى تحالف سياسي».
يشارك في هذا التحالف الذي يحمل اسم «سائرون نحو الإصلاح» ست كتل بينها «الحزب الشيوعي العراقي» (يشغل حالياً مقعداً واحداً في البرلمان) وحزب «الاستقامة» الذي يضم تكنوقراط مدعومين من مقتدى الصدر الذي علق كتلة الأحرار (33 نائباً) التي تمثله في البرلمان، وطلب من اعضائها عدم الترشح للانتخابات المقبلة التي ستجرى في 12 مايو المقبل.
ورغم تواجدهم معاً في ساحة التحرير، لا تتحدث نسوة يرتدين عباءات سوداء وتكتفين بتبادل بعض الابتسامات مع أخريات من دون حجاب. كما لا يتحدث رجال يرتدون ملابس سوداء مع آخرين يرتدون بدلات ويضعون ربطات عنق.
ويقول قاسم موزان، وهو عامل بأجر يومي (42 عاماً)، ان «هذا التحالف ليس غريباً لأن (التيار الصدري) منفتح على جميع الأحزاب والطوائف سواء كانوا شيوعيين أو مسيحيين أو غيرهم... بالنسبة لي نحن شعب واحد وعلمنا واحد».
من جهتها، تقول نادية ناصر (43 عاماً)، وهي معلمة ترتدي عباءة سوداء، إن «الهدف تغيير الوجوه الكالحة. لا نريد أي وجه حكم العراق منذ 14 عاماً»، مضيفة «مللتُ الفاسدين وأنا مع هذا التحالف لأني أريد وجوهاً جديدة».
ويرى سكرتير «الحزب الشيوعي» أن العمل المشترك «بين مدنيين ورجال دين يعد تجربة ثقافية وسيكون لها تأثيرات على المجتمع» العراقي، مضيفاً ان «هذا طبعاً يثير تساؤلات. البعض يقول إنه من المستحيل».
من جانبها، تعتبر الاحزاب الاسلامية الأخرى في البلاد هذا التحالف «فضيحة».
ورداً على ذلك، قال الجابري: «بدأوا الحرب ضد قائمتنا ويهاجموننا على أجهزة التلفاز. هذا دليل على ضعف الفاسدين وقوتنا».

خطط عسكرية للقضاء
على فلول «داعش» بكركوك

بغداد - وكالات - قتل جندي عراقي وأصيب ستة آخرون بانفجار عبوة ناسفة جنوب غربي مدينة كركوك مساء اول من امس، في حين وضعت السلطات الأمنية «خطة محكمة» للقضاء على بقايا تنظيم «داعش» وجماعة «الرايات البيض» في المنطقة.
وقالت مصادر أمنية إن العبوة من مخلفات التنظيم أثناء سيطرته على قضاء الحويجة، مضيفة ان عجلة عسكرية تابعة للفوج الثاني باللواء 56 أصيبت بأضرار جراء الانفجار.
من جهتها، أفادت صحيفة عراقية رسمية أن السلطات الأمنية والقيادات العسكرية وآمري ألوية بـ«الحشد الشعبي» وضعوا خطة أمنية محكمة للقضاء على بقايا «داعش» وجماعة «الرايات البيض»، في مناطق جنوب وغرب مدينة كركوك.
وذكرت صحيفة «الصباح» الصادرة أمس، أن اجتماعاً موسعاً ضم قيادات قوات العمليات المشتركة وقوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وأمراء ألوية «الحشد الشعبي»، عقد لوضع خطة تتضمن «تطبيق إجراءات جديدة والتركيز على تطورات الملف الأمني في كركوك، خاصة في مناطق الحويجة والرياض والرشاد، التي تتخفى فيها بقايا فلول التنظيم الفارين، وما يسمى بـ(الرايات البيض)».
من جهة أخرى، ‏قضت محكمة عراقية، أمس، بالسجن المؤبد لنجل محافظ النجف لؤي الياسري في قضية تجارة المخدرات، وغرامة 30 مليون دينار عراقي (25 ألف دولار).
ونقلت وسائل إعلام عراقية محلية عن مصدر في القضاء قوله إن «محكمة جنايات الكرخ، قضت بالسجن المؤبد على جواد لؤي الياسري، نجل محافظ النجف العضو البارز في (حزب الدعوة)، بعدما دين بحيازة مواد مخدرة في بغداد، كما تضمن الحكم تغريم الياسري 30 مليون دينار عراقي».