انحراف «شايب»!

1 يناير 1970 07:22 م

تعد مرحلة «كبار السن» - او كما يطلق عليها الشيخوخة - من المراحل الحرجة في حياة الفرد والانحراف يعتبر ظاهرة سيسيولوجيا... وموضوعنا يتناول «انحراف كبار السن»، الذين يقومون بأفعال غريبة عجيبة تفقدهم احترام المحيطين بهم. وكما يقال بالأمثال الكويتية كلما كبر «دبر» سواء في الكلام أو بإلقاء العبارات الخادشة للحياء أو التحرش بالنساء وخلافه.
ويعتقد علماء النفس ان هذه التصرفات تصدر من بعض الرجال بعد الستين حيث يبدأ المخ في الضمور، ما أدى إلى فقدان الحكمة الاجتماعية والوقار والالتزام وتسمّى «أزمة نصف العمر» باعتبارها سلوكا متكرر الحدوث لدى افراد هذه المرحلة العمرية.
 لهذا نجد بعضهم «يطلق زوجته» او يهملها مع ابنائها الكبار وقد يستقل بمسكن مستقل والاخر يتزوج بأخرى «صغيرة»... والمسن الاخر يجري عمليات التجميل والتنحيف، والاخر يرتدي افخم البدل واشهر الساعات وافضل العطور، والثالث تجده في اماكن الطرب والغزل وبعضهم دائما معلق في الطائرات والسفرات بل البعض يتعلم اللغات والمهارات من اجل تنمية نفسه وذاته رغم المثل القائل: «رِجل برا ورِجل جوا».
وعند الاقتراب منهم اكثر ومعايشتهم تجدهم قد اتصفوا بسمات «الصراع النفسي الداخلي»، فالاغتراب النفسي والنرجسية والتمسك بالآراء الشخصية وبأحلام اليقظة وبثورة انفعالية تتمثل بحالة الهيام والعشق المفاجئ والتمسك اكثر بالحياة.
لهذا عزيزي القارئ لا تتفاجأ بأن جاركم «بوسعود» تزوج من الشغال، وابو سالم خلع الثوب ولبس البدلة، وصبغ الشعر واللحية، وبومنصور حول معاشه الى تايلند، وجاركم الاخر اشترى سيارة «فيراري»، أو ام ناصر خلعت الحجاب ولبست الباروكة وصبغت وجهها بالألوان «الميك اب».
كما لا تتحسر على اخرين لهم «ثقل» مجتمعي بدأت تظهر عليهم «الصبيانية»، واقترنت اسماؤهم في سجلات المخافر والمحاكم، بل انقل لكم حديث مختص اكد ان العديد من المواقع المشبوهة (وسائل التواصل الاجتماعي) تجد خلفها رجالا كبار السن يدعون الى الانجراف والانحراف والشذوذ.
لهذا يدعونا الواجب المجتمعي الى تسليط الضوء على هذه التصرفات والسلوكيات واتخاذ التدابير العلاجية والوقائية نحو معالجة من انحرف وانجرف وراء هذه السلوكيات، كما ندعو اهل الذكر اهل الاختصاص الى وضع البرامج العلمية المناسبة من اجل حماية النشء واستمرارية الامن الاجتماعي.

 * كاتب ومستشار اجتماعي كويتي
[email protected]