وجع الحروف

المنهج السقراطي و«التهكم» الكويتي...!

1 يناير 1970 08:12 ص

عرف عن الفيلسوف سقراط، إنه كان يرى السؤال الفلسفي بأنه موجه بهدف معرفة الحقيقة، وأن مهمة المفكر أن يبدأ بوضع السؤال قبل سرد الأفكار والآراء.
واشتهر منهج سقراط بـ «التهكم والتوليد»? وقد نشأ التهكم من اكتشافه لجهل الآخرين وعدم معرفتهم لحقيقة الأشياء التي يتحدثون عنها، أما التوليد فإنه يعني توليد الأفكار من العقول (منقول).
لذلك أرغب في توجيه سؤال لأحبتنا: هل التقارير الدولية عن مستوى أداء مؤسساتنا التعليمية والصحية والممارسة الديموقراطية والسلوك الاجتماعي على خطأ أم إنها مرتبطة بضوابط ووحدة قياس تبين حقيقة الأوضاع والأداء؟
وهل تراجعنا محصلة لأخطاء اقترفتها قيادات في الماضي القريب وإلى وقتنا الحاضر أم إن هناك مؤثرات أخرى لا نعرفها؟
ألا يوجد بيننا «سقراط واحد» يفهم جهل الآخرين الذي أوصلنا إلى مرتبة متأخرة في المؤشرات الدولية ومن ثم يستطيع القياس للخروج بحلول.
وهل نكتفي بإدراك جهل الآخرين ممن سلمناهم «الخيط والمخيط»? أم نبحث عن عقول نستطيع منها توليد الأفكار؟
عندما تضع منهج سقراط وتقرأه جيدا... وتغلق الصفحة بعد وضع الملاحظات وتحاول أن تسقطها على طبيعة منهج «التهكم» الكويتي وأقصد جزئية «السخرية» والتقليل من شأن الآخرين الذين قد يكونون أفضل منا بكثير لربما تخرج بصدمة نفسية!
الشاهد أننا نعيش زمناً تبرز فيه «العجائب» سلوكيا وإداريا وقياديا... فهل نترك منهج «التهكم» السقراطي لسبب بسيط وهو إن الزمن الذي نعيشه اختلطت فيه الحقائق مع «الأشياء المزورة» بما فيها الشهادات تم تزويرها، أم نقف وقفة رجل واحد أمام أوجه الفساد؟!
والثابت? إن حقيقة إدارة مؤسسات الدولة العام منها والخاص معلومة ونعرفها جيدا وإن لم نكن نستطيع فعبر الشبكة العنكبوتية التي احتوت على الآلاف من مصادر المعرفة الموثوقة، وبالتالي نرى أن «التهكم» الذي نشهده هو سلوك «استصغار» للعقول التي جنحت إلى «ترك الجمل بما حمل» وهو منهج مفسد اجتماعيا ومؤسساتيا.

الزبدة:
نتمنى من أصحاب القرار، تطبيق منهج «التوليد» عبر الاستعانة بعقول نيرة تشع منها الروح الوطنية والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية التي تدفع إلى عرض الحقائق على هيئة حلول تنقل مستوى الأداء من متدنٍ إلى مرتفع... إنه الفكر الإستراتيجي الذي يبدأ من توليد الأفكار من العقول.
تختلف مع سين من الناس لا بأس، لكن كل ما أرجوه ألا نصل إلى حد السخرية أو التقليل من شأن أحبتنا.
والاتفاق إذا تم بين الباحثين عن الحقيقة من باب التهكم السقراطي لا بأس به أيضاً، فمصيره يقودهم إلى معرفة الحقائق، يعني إحداث نقلة نوعية في مستوى الثقافة.
المشكلة أن كثيراً من أصحاب القرار يعلم سبب تراجعنا ويعرف حقيقة الأشياء، وهنا نضع نقطة ونبحث عن سطر جديد لعل وعسى أن نستوعب الحاجة الماسة إلى منهج «التوليد» كي ننعم بشعب واع مثقف يفهم حقوقه ويعرف الواجبات التي ينبغي عليه القيام بها.
خلاصة القول: أين نحن الآن؟ وماذا نريد لمستقبل الأجيال المقبلة إذا ظلت العقول تدور في فلك ينتهي معه البحث بعبارة «الله المستعان»؟

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi