قال لـ «الراي»: الكويت وحدها تساعدنا... مطبوعات ونقابات و... بلا مقابل

الكعكي يحوّل نقابة الصحافة اللبنانية... صرْحاً يليق بالسلطة الرابعة

1 يناير 1970 02:19 م

ما من صحافي كتب يوماً  مهاجِماً دولةً ما بناءً  على طلبٍ من الكويت...  وهذا لم يحصل  حتى أيام محنة الغزو

يمضي نقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي في تحويل نقابة الصحافة «المبنى والمعنى» صرْحاً يليق بالسلطة الرابعة... ها هو بديناميةٍ تعكس شغفاً في الإنجاز والتطوير يعمل على جَعْل بيت «مهنة المتاعب» وأنظمتها أكثر حداثة وجهوزية في ملاقاة روح العصر ومقتضياته.
في المبنى الذي يطلّ على بحر بيروت ويحتضن حبرها، أشياء كثيرة تغيّرتْ. لم يكتفِ النقيب الكعكي وبمؤازرة مجلس النقابة بترميم المبنى الآيل للسقوط لجعْله يصمد على أرضٍ صلبة، بل وبمعونة أحد رجال الخير والإحسان أضاف طبقتيْن، ما حوّل دار النقابة صرحاً آيلاً إلى مزيد من التوسع والرحابة.
في المعنى، تعمل النقابة وعلى رأسها الكعكي على جبهات متوازية للحدّ من مضاعفات أزمة الصحافة الورقية في بيروت عبر مشاريع صارت في مرمى الحكومة، ولتطوير الإطار النقابي بالتعاون مع وزير الإعلام ملحم الرياشي عبر إنشاء اتحاد يضم المقروء والمسموع والمرئي والإلكتروني، لأن في «الاتحاد قوة» في الدفاع عن الحريات وحقوق الصحافيين وحماية المهنة.
الكعكي، الصحافي أباً عن جد، نقيب للصحافة منذ العام 2015 وهو أراد تغيير الواقع الذي كان قائماً على وجود نقيب من دون نقابة، ما يفسر أولويات جدول أعماله الطموح في لحظة تتضاعف المصاعب في وجه الصحافة الورقية لأسباب موضوعية وأخرى ناجمة عن الواقع اللبناني المأزوم على المستوييْن الاقتصادي والمالي.
ويملك النقيب، الذي أطلّ يوم الخميس الماضي عبر برنامج «حديث البلد» على محطة «M.T.V» ذاكرة صحافية عريقة تعود إلى عوني الكعكي الجدّ الذي كان أسّس «دار الشرق» في العام 1926، وخير الدين، الكعكي - الأب، الذي حمل الشعلة في العام 1968 قبل أن يكمل عوني الحفيد المسيرة ويضيف بصماته في مطبوعات متخصصة صدرت عن الدار.
ولفت في إطلالة النقيب الكعكي التلفزيونية، موضوعيته في مقاربة شؤون وشجون الصحافة والسياسة، وحرصه على الإشادة بدور دولة الكويت في الوقوف إلى جانب الصحافة اللبنانية تعزيزاً لصمودها و«مناعتها». تلك الصحافة التي رسمت بحبرها معالم النهضة العربية وجعلت أقلامَها مشاعل في الدفاع عن قضايا العرب.
«الراي» سألت النقيب الكعكي عن مغزى إشادته بدعم الكويت للصحافة اللبنانية، فقال «إنه الواقع والحقيقة. فدولة الكويت هي الوحيدة التي تساعد الصحافة اللبنانية. والأهمّ في هذه المساعدة أنها غير مشروطة ولا تعكس أي مصالح، بل هي تعزيزٌ لرسالة الصحافة»، مضيفاً: «ما من صحافي كتب يوماً مهاجِماً دولةً ما بناءً على طلبٍ من الكويت، وهذا لم يحصل حتى أيام محنة الغزو».
وأشار الكعكي إلى أن «الكويت تساعد الصحافة اللبنانية وتساندها، مطبوعات ونقابات، والجميع سواسية بالنسبة إليها، والجميع يقرّون بأنها لم تطلب يوماً من أي صحافي أن يَكتب ولو كلمة واحدة في هذا الاتجاه أو ذاك... تساعد نقابة الصحافة ونقابة المحررين والجميع من دون أن تطلب شيئاً في المقابل».
ولفت النقيب إلى أن «المال السياسي الذي كان يصل إلى صحف لبنانية من دول عربية في الماضي، إما توقف وإما أصيب بالشح لأسباب مختلفة»، موضحاً «أن المال الإيراني هو السائد الآن ووحدها الصحف المدعومة من إيران لا تشكو مشكلة التمويل حالياً».
وكان الكعكي كشف خلال جلسة انتخاب مجلس جديد لنقابة الصحافة اللبنانية في ديسمبر الماضي عن «بناء طابق ثالث ورابع لمبنى النقابة، إضافة إلى عمليات ترميم في الطابقين الأول والثاني، وذلك تقدمة من المحسن الكبير المهندس ريمون نجار والتنفيذ عن طريقه وليس للنقابة أي علاقة مالية بالمشروع وتنفيذه»، منوهاً بقرار مجلس الوزراء الكويتي بتبرعه «بمبلغ وقدره 350 ألف دولار أميركي لاستكمال المبنى».
 وسبق لنقيب الصحافة اللبنانية أن تحدّث لـ «الراي» عن طبيعة العلاقة اللبنانية - الكويتية، وخصوصاً في ميدان الصحافة حين رأى أنه «في العودة مرة أخرى إلى أواخر الخمسينات وبداية الستينات، نجد أن المؤسسات الإعلامية الكبيرة في لبنان، كان للكويت فضل كبير على المساهمة فيها، فمثلاً، الكويت ساعدتْ دار الصياد التي يملكها سعيد فريحة، وساعدتْ سليم اللوزي، والنقيب الراحل عفيف الطيبي، والنقيب رياض طه... والكويت ساهمت كثيراً في مساعدة الصحافة اللبنانية»، ومضيفاً «علاقتي أنا بالكويت تعود إلى أيام والدي منذ الخمسينات وأنا أحافظ عليها منذ السبعينات وأعتزّ بها».
ويفاخر النقيب بأنه نجح في إنجاز الهدف الأول الذي كان يرمي إليه، وهو إنقاذ مبنى النقابة الذي كان آيلاً للسقوط «الحمدلله الذي أَكْرَمَنا بِمُحْسِن كبير أراد تخليد اسمه عبر تقديمه مليون دولار لمعاودة تأهيل مبنى النقابة وتطويرها. فضّلْنا عدم تسلّم المبلغ وطلبنا منه، وهو المحسن المهندس الكبير ريمون نجار، تولي المهمة بنفسه، فجرى ترميم المبنى وزيادة طبقتين حملتا اسمه».