نسمات

ويلك ياللي تعادينا... وياللي تصادقنا!

1 يناير 1970 01:32 ص

عندما نشر أرنود فاندور، نائب رئيس الحزب الهولندي الحاكم المتطرف، فيلمه الذي أطلق عليه «الفتنة» والذي طعن فيه بالإسلام وحاول تشويه ذلك الدين العظيم، كانت ردات فعل المسلمين لذلك الفيلم كبيرة، وطالب المسلمون بالتصدي لصاحب الفيلم والرد عليه وفضحه أمام العالم، وطالبوا بالرد عليه لصيانة الإسلام من ذلك الافتراء!
وبقدرة قادر، فقد قرأ فاندور عن الإسلام ثم تحول إلى مسلم، وتكفيراً عن خطاياه فقد أخذ يجوب العالم الإسلامي ليشرح للمسلمين ما ارتكبه من أخطاء وليعتذر عما فعله من هجوم على دينهم وليمتدح الدين الإسلامي ويثني عليه وليبين افتخاره بالتحول إلى الاسلام وبأنه بصدد إنتاج فيلم عن الإسلام لبيان عظمته!
العجيب هو أن أولئك المسلمين الذين ثاروا غضباً ضد فاندور عندما هاجم دينهم، قد نسوا كل شيء ولم يكترثوا لتحوله إلى الدين الإسلامي ومدحه رسول الله صلى الله عليه وسلم!
أرسل لي أحد الأصدقاء الأسبوع الماضي تسجيلاً للندوة التي نظمتها لجنة التعريف بالإسلام واستضافت فيها فاندور ليتحدث عن رحلة تحوله إلى الإسلام، وأعتذر عن عدم علمي بزيارته إلى الكويت - ربما لسفري إلى الخارج - وربما لإهمالي متابعة الصحف المحلية! (قامت قناة الراي بتغطية شاملة لزيارته للكويت).
إنها هدية جاءتنا من السماء أن يتولى من طعن في الإسلام وشكك فيه مهمة الدفاع عنه والرد على المشككين فيه، وكان الواجب أن نعتز بكلامه وأن ننشره في كل مكان، ولو كان عند أعداء الدين من يدافع عن عقيدتهم وينشر كلامهم ضد الدين الإسلامي، لما ترددوا بطبع الكتب وإنتاج الأفلام الكثيرة لنشر عقيدتهم، ولكن المسلمين - وللأسف - هم آخر من يغتنم الفرص للدفاع عن عقيدتهم ونشر دين الله تعالى، ولهذا نجد جميع أمم العالم تتجرأ على مهاجمة دين الإسلام ومحاولة تشويهه، وهم يدركون أن ردة فعل المسلمين ليست إلا موقتة وغير جادة!
عندما ألّف الكاتب الهندي سلمان رشدي كتابه الشرير «آيات شيطانية»، هاج المسلمون في جميع أقطار العالم وطالبوا بالتصدي له وإيقافه، فاستغل الخميني ذلك الغضب وأصدر فتواه بوجوب قتل الكاتب، وقد علّقت حينها على ذلك بأنها زوبعة في فنجان وانتقدني البعض بأني أدافع عمن يجدفون ضد الدين.
ولكننا نرى الآن أن ذلك الكاتب لم يتم التعرض له أو قتله، وإنما ازدادت شعبيته وانتشر كتابه، وبيع منه ملايين النسخ، وأصبح يتصدر جميع المناسبات المهمة في بريطانيا!
كذلك الكاتبة البنغلاديشية تسليمة نسرين، التي ألّفت كتباً سخيفة ضد الدين الإسلامي وتسببت في خروج آلاف المسلمين في مظاهرات غاضبة ضدها، سافرت إلى ألمانيا حيث احتضنتها المؤسسات المعادية للإسلام ومنحتها ألمانيا أعلى وسام أدبي!
لقد تعلم هؤلاء أن أقرب وسيلة للشهرة هي الطعن في الدين الإسلامي والتشكيك فيه، وأن غضب المسلمين ضد هؤلاء ما هو إلا زوبعة في فنجان سريعاً ما تنتهي، بينما يحصدون الشهرة والجوائز. لكن الذين يتوبون إلى الله ويعلنون إسلامهم أمثال فاندور، فمصيرهم الإهمال من جماهير المسلمين! حسبنا الله ونعم الوكيل!