تزامن نشر مقال الجمعة «ذكرى التحرير والنجاحات الوهمية» مع مقال نشر للزميل الأخ العزيز د. مناور الراجحي بعنوان «بيت القرين... يا سادة!» تحدّث فيه عن مفهوم المواطنة الصالحة وقيمة الاخوة في أحلك الظروف وانتهى بقوله «... لكي تعلموا من نحن وتفهموا ما نريد!».
دفعتني تفاصيل مقال الزميل للولوج إلى جزئية ختم بها جُملاً متلاصقة تتزاحم فيها ملامح الحس الوطني الذي نحن أحوج له من أي وقت مضى.
فهل يعلم أصحاب القرار، من نحن ويفهمون ما ننادي به ليل نهار حتى تعبت الحناجر من البوح الشفاف حول ما يدور في خلجات كل مواطن يحلم بغد أفضل... والأقلام حبرها شارف على الجفاف وما زالت القضايا التي ننادي بها «على طمام المرحوم».
الجميع يتساءل: إلى أين نحن سائرون... وبعدين؟
لا إجابة معلومة ولا مجال للتكهن بما ستؤول إليه الأحداث، لأن منظومة اتخاذ القرار مؤسساتياً لا تحيطها حوكمة واجتماعياً حذف الغالبية كل بيضهم في سلة النواب ممثلي الشعب وجمعيات النفع العام على وضع «صامت» و... «تعال دور الحل وابحث عن شعارات وبرامج سمعنا بها ولم نر لها ملامسة لهموم المواطن والوعود (من ورق) التي في جلها للاستهلاك الإعلامي أو لزوم تكتيكات معينة مرسومة مسبقاً.
القيمة المضافة إنسانيا نعني من ورائها مكتسبات يتوقع الإنسان أنه سيحصل عليها و«باح»، ومحصلة هذه القيمة المضافة دفعت الحكماء العقلاء إلى الابتعاد عن المشهد!
حتى على مستوى العلاقات الإنسانية قد ينتابك شعور بأن«فلانا من الناس فيه خير»، ويعجبك قوله، وتحاول أن تتظاهر بالغباء لتصل إلى ما يبرهن تلك الأقوال إلى أفعال أو لمجرد«جس نبض»في موقف معين وتكتشف بعدها أنك لم تجد القيمة المضافة ولو من باب إنساني.
أبتلينا بالحسد وعدم إشراك الكفاءات في صياغة تاريخ الأجيال القادمة... وحتى نعمة النسيان التي وهبها الله للإنسان يستغلها البعض في غير محلها كنوع من المناورة السياسية أو كما يقال عنه«مجاملة»في غير محلها.
لا تستطيع قياس الأداء إنسانياً إلا عن طريق وقائع معينة وبالدليل القاطع، وأعتقد اعتقادا أقرب إلى اليقين إن كل من حولنا لا نحصد منهم سوى«صداقة شكلية»فقط وقلة منهم يحق أن نطلق عليه قول«أخا لم تلده أمك».
التاريخ يقول إننا في أحلك الظروف أثناء الغزو العراقي? عرفنا إخوة لنا: فأين هم الآن من محل التقدير لعطائهم الذي لا يقدر بثمن؟
تساؤلات يبحث عنها الإنسان البسيط. فكل فرد شفاف يصدق القول في النصيحة التي يوجهها لأصحاب القرار تجده أمام تطبيق شاذ لعادة الاستماع الفعالة.
الزبدة:
يقول ستيفن كوفي، إن الاستماع الفعال يتطلب من المتلقي للنصيحة أن يكون«ملماً بموضوع النصيحة (المعرفة)? لديه الاستطاعة للاستماع بطواعية? والأهم أن يكون راغبا في الاستماع».
الشاهد من المجريات، ان الجموع من مثقفي هذا البلد الطيب يتحدثون بحرقة عن قضايا عالقة لمدة عقود. ونعلم ان من يمتلك أدوات التغيير من أصحاب القرار وإن كان لديهم إلمام بالرسائل التي تكتب وتقال وتصور (وهم قلة) وعندهم القدرة للجلوس لساعات كمستمعين... فالحاصل ان الرغبة بالاستماع غير متوافرة وإلا لما كان وضعنا على ما هو عليه!
اقتربوا من أحبابكم ومن يصدقكم القول، وحاولوا أن تفهموا ماذا يريدون لبلوغ التنمية المستدامة، وقبل هذا وذاك نريد أن تضعوا الخطوط العريضة للقيمة المضافة إنسانيا كي ننعم بعيشة رخاء، ونتمكن من نبذ السلوكيات الدخيلة وبعدها نستطيع القول إن الحديث عن التنمية البشرية ممكن... الله المستعان.
[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi