كلمات من القلب

ما هي الصفة الجمالية الوحيدة في الرجل؟!

1 يناير 1970 10:53 ص

بعد مقالتي السابقة عن عشر صفات جمالية في المرأة يتمناها الرجل في شريكة حياته، تم توجيه لوم نسائي إليّ ومطالبتي بكتابة عن أجمل صفة بالرجل تحبها النساء وعن أسوأها. فالمرأة لها وجهة نظر أيضا بصفات تجذبها في الرجل وتتمناها فيه كشريك حياتها.
في البداية استعنت بالانترنت للبحث، وللأسف اكتشفت ان الصفات الخارجية في الرجل هي الجاذبة للنساء، كالوسامة والعضلات وتقاسيم الجسم الرياضي. واعتقد ان وسائل التواصل الاجتماعي وظهور فئة المشاهير من الرجال وغالبيتهم تتمتع بجمال وعضلات قد أعطى مفهوما جديدا للنساء في اختيار شريك الحياة.
ولكن في الحقيقة ان مقياس الجمال الخارجي للرجل بالذات ليس مقياس ناجح للاختيار، لأن الجمال الداخلي في كلا الجنسين هو الأصح. فالرجل حتى لو امتلك صفة جمالية داخلية واحدة، فهي جديرة بأن تجذب إليه جميع النساء حتى لو لم يمتلك جمالا خارجيا.
 فمن وجهة نظري المتواضعة، أستطيع أن أرى صفة جمالية داخلية في الرجل، وهي «السمو الأخلاقي».
والسمو هنا ليس لقباً أو مكانة اجتماعية، إنما صفة اخلاقية لرجل متميز، ليس ككل الرجال. رجل يسمو بأخلاقه الراقية في التعامل مع جنس النساء (صاحب السمو الأخلاقي)، الذي يسمو بنفسه عن أن يكون بضاعة في سوق العلاقات العاطفية. رجل لا يقبل بأن يكون عالمه خليطا من كل أجناس النساء. يجد الحب وملاذه الوحيد في امرأة واحدة ولكنها ليست ككل النساء... يراها هي جنس النساء أجمع.
رجل يسمو بكلماته، فلا يختار إلا أطيبها وأجملها، وإن غضب لزم الصمت. وإن شانه أمر أخذه بالعقل والحكمة. وأن خالط النساء، هذه أخت وتلك صديقة ولهن حرمة كحرمة أهل بيته، فلا يقبل أن يكشف سترها أو يستغل حاجتها. رجل «السمو الأخلاقي»، يخالط ويجامل ويلاطف، ولكن لا يوعد ولا يأمّل أحداهن بما لا يوفي... هو أخ وصديق ورفيق عند الحاجة... لا يتباهى بكثرة علاقاته النسائية وإنما بأفكاره وأطروحاته الفكرية وحتى في وسائل التواصل صفحته تضم المثقفين والراقين من المتابعين والمتابعات... لا سخافات واشاعات ومثيرات، لأنه يهتم بنشر مواضيع الطرح، لا مشاهد الرقص. رجل ينشر القيم والأخلاقيات لا النكت والتفاهات... أخلاقه الكرم والعطاء، فلا يبخل بمواقفه الأخلاقية ولا بوقته ولا بمشاعره ولا بكلماته ولا بحبه لشريكة حياته.
صاحب «السمو الأخلاقي»، يعلو على غيره من الرجال بما يمتلك من رزانة وثقل وسمو الأخلاق.
 في الحقيقة أن غالبية النساء تكره صفة الخفة في الرجل أو صاحب العلاقات النسائية المتعددة، أو ما نسميه «الرجل صياد النساء». والسؤال الذي تطرحه النساء: أين رجل «السمو الأخلاقي»؟ هل هو موجود أم فقط في عالم الخيال؟
والحقيقة، لا استطيع أن أجب عن هذا السؤال، لأني معهن ما زلت أبحث عن صاحب«السمو الأخلاقي».

[email protected]