تحت شعار «من الكويت نبدأ» يواصل «مركز جابر الأحمد الثقافي» تقديم فعاليات الموسم الثقافي الثاني الحافلة بالتنوع من خلال طيف فني يُرضي جميع الأذواق والشرائح، وفي هذا السياق استضاف المركز، مساء أمس الأول، العازف التركي غوكسيل باكتغير وفرقته الموسيقية في القاعة المستديرة على مدى ساعة ونصف الساعة كان الجمهور خلالها على موعد مع باقة متنوعة من المقطوعات الموسيقية جميعها قام بتأليفها باكتغير باستثناء مقطوعتين، الاولى بعنوان «ورد» للمؤلف الموسيقي مراد إشبيلين، والثانية بعنوان «تراكيا» للمؤلف الموسيقي بسام البلوشي.
الحفل الموسيقي انطلق بعزف باكتغير بصحبة أعضاء فرقته السبعة، وهم باقي كمنجي على آلة الكمان، أنور أصلان على آلة العود، أيكوت ستوغلو على آلة الكلارنيت، مراد سونغو على آلة التشيللو، سميح أردوغان على آلة البيانو، وأراي ياي إلى جانب جمدي ديميرجيوغلو على الإيقاعات، ليقدموا أولى المقطوعات وتحمل عنوان «الطيور المهاجرة» على مقام الحجاز، من ثم قدموا بعدها مقطوعة على مقام الكرد بعنوان «ديلدار»، ومع استمتاع الحضور واندماجهم في فضاء موسيقاه جاءت المقطوعتان الثالثة والرابعة على المقام نفسه بعنوان «مثل الماء» و«مرحبا»، لينتقل بالمقطوعة الخامسة إلى مقام الرست، وحملت عنوان «طريق الحرير»، ثم أعقبتها قطعة موسيقية بعنوان «ماهور»، قبل أن يأتي ختام الفترة الأولى من خلال مقطوعتين هما «هزام» و«رقصة هزام».
باكتغير عرف كيفية التنقل كالفراشة بين مقطوعة وأخرى، من دون أن يتسرب إلى الحضور شيء من الملل، فقد انتقى لهم من أجمل ما يملك في أرشيفه الغني والحافل حتى مرّت الفترة الأولى من حفله بسرعة كلمح البصر، وبُعيدَ استراحة قصيرة عاد مجدداً مع أعضاء فريقه لينثر الحب والوداعة في أجواء القاعة كنسمات عطر فواح، والبداية كانت بمقطوعة سماعي حجاز بعنوان «كار كرد» ثم أعقبها بقطعة موسيقية محير كرد بعنوان «رقاقات الثلج» والتي حظيت بتصفيق حار من الحضور، ربما أكثر مما سبقها وما تلاها، حيث انطلق عازفو فرقة «غوكسيل» التركية من دون توقف محلِّقين في عالمهم، فكأنهم امتزجوا مع موسيقاهم فانسابت إبداعاً ليروي عطش الجمهور، ما بين «غريب» على مقام حجاز، و«قصة حب» على مقام النهاوند.
يُذكر أن باكتغير بدأ تعليمه الموسيقي في الثامنة من عمره تحت إشراف والده مظفر باكتغير، وفي العام 1983 انضم إلى معهد الموسيقى التابع لجامعة إسطنبول التقنية، ليتخرّج فيه العام 1988، حيث بدأ دراسته العليا في الجامعة نفسها، وفي تلك السنة بالتوازي مع تعيينه عازفاً للقانون في فرقة إسطنبول الموسيقية الوطنية تحت قيادة عازف الطنبور نجدت يشار. لكن باكتغير بدأ تأليف الموسيقى أثناء مرحلة دراسته في معهد الموسيقى، وله 400 مؤلف باسمه.