رؤى ثقافية

احتراق! من البوعزيزي إلى عمرو بن هند

1 يناير 1970 11:52 م

I
فَرَاشَةٌ تَدُوْرُ بِـيْ،
في شُرْفَةِ الهَوَى... تَدُوْرُ بِـيْ...
تَدُوْرُ بِيْ... تَدُوْرُ بِيْ... تَدُوْرُ بِيْ... تَدُوْ...
......
مِلْءُ دَمِيْ رَفِيْفُها،
بِلا انْتِهَاءٍ تَبْتَدِيْ،
بِلا ابْتِدَاءٍ تَنْتَهِيْ... لتَبْتَدِيْ...
ورِمْشُ نَارِهَا يَدُوْرُ بِيْ...
يَدُوْرُ بِيْ... يَدُوْرُ بِيْ.. يَدُوْرُ بِيْ... يَدُوْ...
......
فَرَاشَةٌ، أَلْوَانُها...
لا، لا تَسَلْ!
يَغَارُ مِنْ جَنَاحِها زَهْرُ العَسَلْ!
......
بِكُلِّ فِتْنَةِ السَّماءِ
يَصْطَلِي بجَمْرِها دَمِي،
لتَسْتَرِدَّ مُقْلَـتَايَ تاريخَ المُقَلْ!
......
- أَ ضَوْءُ مِصْبَاحٍ أَنَا؟
(سَأَلْتُنِي)...
- أَجَلْ!
وه?ذهِ فَرَاشَتِيْ هنا
تَزَنَّرَتْ عُمْرَ الرَّبِيْعِ بالنَّجِيْعِ والبُرُوْقِ والمَطَرْ...

- تُرَى، إِذَنْ،
ما لي أُحِسُّ أَنَّنِيْ أَنَا الَّذِي سَيَحْتَرِقْ؟!

I I
البُوْعَزِيْزِيُّ الَّذِي بِدَاخِليْ
«يُتَوْنِسُ» الثَّوْرَاتِ في دَمِيْ،
ويَسْتَعِيْدُ رُؤْيَتِيْ إِلَيَّ آخِرَ النَّفَقْ!
.....
فَلْيَرْحَلِ الغِرْبَانُ،
ولْتَصْحُوْ الشُّمُوْسُ مِنْ كُهُوْفِها!
ويا عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ، لم تَعُدْ مُحَرِّقًا،
ولم تَعُدْ (مَعَدُّ) تَنْتَخِيْكَ فيها سَيِّدَا!
.....
هَبَّ العَبِيْدُ مِنْ دُمَى أَجْدَاثِهِمْ،
داسُوا اللِّحَى،
داسُوا الدَّيَاجِيْ والرَّدَى!
وأُمُّكَ الحَصَانُ صَكَّتْ لَيْلَها،
تَخِيْطُ دُوْنَ «فِلْمِهَا» فَمَ الشَّفَقْ!
......
فَرَاشَتِيْ تَدُوْرُ بِيْ
في شُرْفَةِ الهَوَى، تَدُوْرُ بِيْ...
على شِفَاهِ كَوْكَبَيْنِ في مَدَارِهَا،
مِنَ الحُقُوْلِ والخُيُوْلِ، غَازَلَتْ هِلالَها،
ليَسْتَحِمَّ كالنَّهَارِ في قَنَادِيْلِ الحَدَقْ!
* الأستاذ في جامعة الملك سعود - الرِّياض
[email protected]
twitter.com/‏‏‏Prof_A_Alfaify
www.facebook.com/‏‏‏p.alfaify
khayma.com/‏‏‏faify