الدراما اللبنانية تتأثر بالظروف الإنتاجية
في ظل السياسة الجديدة للمحطات
لا انتقاداتِ تمسُّني شخصياً... لأنني أجيد اختيار أعمالي كما أن أدائي جيد
لو تقاضيت مليون دولار في مصر... فسأظل أعمل
في لبنان ولو بأجر متدنٍّ
«دخلتُ الدراما المصرية قوياً، وأشارك بطلاً».
هكذا تحدث الفنان باسم مغنية عن المكانة التي يرى أنه يتبوؤها على ساحة الدراما المصرية، مبيناً في الوقت ذاته أن «النجاح في لبنان يحمل طعماً مختلفاً».
«الراي» تحاورت مع مغنية الذي يبدو سعيداً هذه الأيام بالأصداء والأرقام الإيجابية للغاية التي يحققها المسلسل اللبناني «كل الحب... كل الغرام»، على صعيد المشاهدة ونسب المتابعة، على رغم شراسة حملةٍ تُشنّ على «المواقع الإعلامية» ضد الدراما اللبنانية عموماً.
مغنية تطرق إلى علاقته بكل من الدراما اللبنانية والمصرية، ورؤيته لنقاط قوته في مواجهة «نقد ينتشر في الصحافة» ليس على صواب دائماً... والتفاصيل تأتي هاهنا:
• فلنبدأ من الأخير، حيث يُعرض لكَ حالياً مسلسل «كل الحب... كل الغرام»، كيف تتحدّث عن الأصداء حوله من خلال ما يصلكم من شركات الإحصاء؟
- الأصداء التي وصلتْني من محطة «LBCI» ممتازة جداً. في العادة نسب المشاهدة عند بدء عرض أي مسلسل لبناني تتراوح بين الـ 7 و8 وهي يمكن أن تصل إلى 16 كأقصى حدّ، ولكن نسبة مشاهدة مسلسل «كل الحب... كل الغرام» سجلت عند عرض الحلقة الأولى 16.2 و18.6 عند عرْض الحلقة الثانية. وحتى مسلسل «ياسمينا» الذي بلغتْ نسبة مشاهدته 24 في الحلقة الأخيرة وهو ما لم يتمكن أيّ مسلسل سابقاً من تحقيقه، فإن نسبة مشاهدته عند بداية عرضه كانت 12.5. ولذلك أتمنى أن يحافظ مسلسل «كل الحب... كل الغرام» على نسب المشاهدة نفسها، أو أن تزيد خلال عرض الحلقات المقبلة.
• تزامنت مع عرْض «كل الحب... كل الغرام» وغيره من المسلسلات التي تُعرض في الفترة نفسها، حملةٌ عنيفة شملت الدراما اللبنانية على مواقع التواصل الاجتماعي، هل ترى أن الدراما اللبنانية تتعرّض لهجوم ممنهج؟
- لا أعتقد أنها حملة، بل هي منافَسة بين المحطات. ولأن لكل محطة «حزبها» فإن مشاكل اندلعت في ما بينها على السوشيال ميديا، ولكنني لا أتدخل في كل ما يحصل ولا أردّ. هناك مَن ينتقد مسلسل «كل الحب... كل الغرام»، وبعض الانتقادات فيها وجهة نظر وبعضها الآخر فيها تجنٍّ، حتى إن بعض الصحافيين يكتبون عن العمل بطريقة سيئة جداً ثم يحاولون لفت نظري من خلال «منشن» على صفحتي كي أقرأه، ولكنني أقرأ ولا أعلّق.
• ولماذا تتجنب التعليق سلباً أو إيجاباً؟
- لأنني سعيد بالنجاح العظيم الذي يحققه المسلسل، والذي لم ألمسه في أي عمل سابق لي. وأكثر ما يُسْعِدني أن الناس يقولون لي إنهم يسمحون لبناتهم الصغيرات بمشاهدته، لأنه ليس مبتذلاً. وإذا كانت هناك بعض الأخطاء فيه، فإن هذا الأمر يحصل في كل الأعمال. وكلنا يعرف أن الدراما اللبنانية تتأثر بالظروف الإنتاجية، خصوصاً في ظل السياسة الجديدة التي تعتمدها المحطات.
• بالإضافة إلى المنافسة بين المحطات، هل تشعر بأنك مستهدَف شخصياً، خصوصاً أن هناك مَن يتعمّد أن تصلك الانتقادات مباشرة بسبب نجاح العمل؟
- أنا شخصياً، لا تعليقات تمسني منذ سنوات عدة وحتى اليوم، لأنهم يعرفون أنني أجيد اختيار أعمالي، كما أن أدائي جيد، ولكن هناك مَن يحبون أن أعرف ما الذي يكتبونه، فيرسلونه «منشن». لكنني لا أردّ، وأنا لا أتابع «السوشيال ميديا»، بل إخوتي هم الذين يقرأون ما يُكتب ويرسلونه إلي.
• سبق أن أشرتَ في فترة سابقة إلى أنك لا يمكن أن تشارك في الدراما المصرية إلا بأعمال تليق باسمك كنجم لبناني. فهل أَنْصَفَتْك الدراما المصرية من هذه الناحية؟
- كنتُ بطلاً من أبطال مسلسل «لا تطفئ الشمس» الذي شاركتُ فيه العام الماضي مع ميرفت أمين. كان من المفترض أن أطلّ فيه كضيف لبناني وبدور أساسي، ولكن عند الكتابة تَطوّر دوري وظهرتُ في 20 حلقة. أنا لم أدخل الدراما المصرية ضعيفاً، بل كنتُ أساسيا في المسلسل وواحداً من أبطاله، وهذه السنة صوّرتُ مسلسلاً مؤلفاً من ثنائيات، وكل ثنائية منه من بطولة نجم مصري معين، وووقع عليّ الاختيار كي أكون بطلاً في حلقتين منه، وأديتُ دوري باللهجة المصرية، وهذه كانت التجربة الأولى لي بهذه اللهجة. هناك مجموعة من المشاريع المستقبلية تنتظرني في مصر، وسيكون من الممكن أن نتحدث عنها في حينها، بعد الموسم الرمضاني.
• هذا يعني أنك لن تطلّ في عمل رمضاني في مصر؟
- كان هناك مشروع، ولكن لم يحصل اتفاق بيني وبين الشركة المُنْتِجة.
• وفي لبنان؟
- لم أوقع حتى الآن، ولكن هناك عملاً من المفترض أن يكون ضخماً جداً، وهو مسلسل «بان آراب» من بطولتي وممثل عربي، وقد تسلمتُ مجموعة حلقاتٍ، ومن المفترض أن نباشر التصوير خلال الأيام المقبلة، ولكنني لم أوقّع حتى الآن.
• ولماذا لم توقّع العقد؟
- لأننا لم نكن قد حسمْنا قرار تصويره. كانت هناك مفاوضات تجري مع أكثر من شخص، لها علاقة بإمكانية إنجاز «السكريبت» والتصوير في توقيتٍ يتوافق مع عرض المسلسل في الموسم الرمضاني، ولذلك تأخرنا في اتخاذ قرار التصوير، وفي نهاية المطاف قرّرنا التصوير.
• هل صحيح أن مَن يعمل في الدراما المصرية أو السورية، يبتعد عن الدراما اللبنانية، لأنها لا تعود تُرْضيه من الناحية الإنتاجية على الأقل؟
- بصراحة، مهما ذقتُ طعم نجاحات في أي بلد، لا يوجد أهمّ وأطيب من طعْم النجاحات التي أحصدها في بلدي. لا أزال أشارك في الدراما اللبنانية، و«ثورة الفلاحين» من الأعمال التي أعتزّ بها، وكذلك «كل الحب... كل الغرام» الذي يحلم أي ممثل بالمشاركة فيه، لأنه عمل يحقق نسب مشاهدة عالية، مع أنه لم تُعرض منه سوى بضع حلقات من أصل 80 حلقة، فكيف يمكن أن تكون الحال عند عرض الحلقات المقبلة.
أنا أحب النجاح في بلدي، لأن طعمه مختلف. حتى لو تقاضيتُ مليون دولار في مصر، فإنني سأواظب على المشاركة في الدراما اللبنانية ولو لقاء مبلغ متدنٍّ جداً من أجل دعم المُنْتِج اللبناني والدراما اللبنانية، ولن أطلب أجراً موازياً للأجر الذي أطلبه لقاء أعمالي في الخارج، لأنني أعرف ظروف المُنْتِج اللبناني وأقدّرها، وعندما يتغيّر الوضع سيكون لكل حادث حديث.