نسمات

فرحتان

1 يناير 1970 01:30 ص

إنه شعور لا يوصف وفرحة غامرة أن اطلقت المحكمة سراح جميع المسجونين بتهمة اقتحام المجلس، وهو ما يكمل فرحتنا في احتفالات فبراير!
ويحدونا الأمل في أن يأمر القاضي ببراءة الجميع!
لقد كانت تجربة قاسية عشناها جميعا، ولم نكن ندرك بأن تلك الغلطة التي أقدم عليها بعض الشباب المتحمسين بدافع الوطنية ستكلفهم هذا الثمن الباهظ من العقوبة. ولا يكفي أن يردد البعض بأن ما فعلوه هو قمة الوطنية او المقارنة بينه وبين مظاهر الفساد الأخرى التي لم تحظ بمثل تلك العقوبات، فكما قيل بأن القانون لا يحمي المغفلين!!
لقد كان من الممكن تغيير جميع القوانين التي لا تتلاءم مع الحقوق الاساسية، لاسيما من نواب الشعب الموكل بهم التشريع والمحاسبة، ولكن الحماس الزائد أودى بهم الى القفز خارج القفص والسعي للتغيير السريع أو حتى محاولة ابداء السخط من أوضاع البلد من دون النظر الى عاقبة الامور أو المحاذير القانونية الكثيرة لمثل تلك التصرفات!!
لكنني أعتقد بأن الجميع قد استوعب الدرس وأن تلك التجربة لن تتكرر بإذن الله تعالى.

 متى ينتهي ذلك الليل الطويل؟!
 180 طفلاً وامرأة ورجلاً تم قتلهم بدم بارد في الغوطة الشرقية في سورية خلال يوم واحد، ومليون منهم تم قتلهم خلال سبع سنوات من الحرب في سورية، ما دفع وكالات الانباء العالمية الى وصف ما يحدث في سورية بأنه فصل جديد من البشاعة في الحرب السورية!!
لقد تعبت حناجرنا من اللطم والشجب والبكاء والعويل على ما يحدث في سورية، ونحن نعلم بأن هذه الدول المجرمة التي تهيمن على النظام العالمي اليوم، لا تنفع فيها عاطفة ولا شكوى!!
أليسوا هم من اجتمعوا في «سايكس بيكو» ليوقعوا معاهدة تقسيم الدول العربية الى اكثر من عشرين دولة، وفي الوقت الذي كان الشريف حسين يقود ما سماه بـ «الثورة العربية الكبرى» ضد الدولة العثمانية حيث كانت البلاد العربية يتم تقسيمها، ووعد بلفور يصدر بإعطاء من لا يستحق (اليهود) لمن لا يملك (بريطانيا)؟!
أليسوا هم من استخدموا سياسة الأرض المحروقة ضد شعوبهم في روسيا وافغانستان والشيشان؟!
أليسوا هم من مزقوا بلادنا واستعمروها وقتلوا الكثيرين؟!
أليسوا هم من استخدموا القنبلة الذرية لقتل اكثر من ربع مليون ياباني في ساعات؟!
والقائمة طويلة لا تنتهي، لكن الغريب أنهم يتحدثون اليوم عن استخدام الاسلحة الكيماوية ضد السوريين ويحاولون التحقق من ذلك من عدمه، وكأنما القتل بالبراميل المتفجرة والطائرات والنابالم هو نوع من القتل الرحيم الذي لا مانع منه!!
ان الخطأ يقع علينا، نحن الذين أسلمنا رقابنا لهم وتسابقنا على إرضائهم وشراء السلاح والمعدات منهم وحاربنا بعضنا البعض من أجل إرضاء سواد عيونهم أو (زرقيتها)!! ونحن الذين أهملنا إعداد العدة طمعاً في رضا أعدائنا، والله تعالى يقول «ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار...». ويقول سبحانه «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم».
أعتذر عن التوقف عن الكتابة لأسبوع بإذن الله...