خلّف المنخفض الجوي الذي ضرب لبنان أضراراً فاقمها ذوبان الثلج الذي لم «يصمد» إلا على ارتفاعات عالية جداً، فساهم في تشكيل سيول «عانق» بعضها مياه الأنهر التي فاضت في الشمال والجنوب والبقاع. وكانت المأساة «من نصيب» السوري محمد أحمد الخلف (50 عاماً) الذي «التهمته» مياه نهر الحاصباني، في مشهد كاد يتكرر في مناطق دهمتْها «الأنهر المتفجّرة» كما حصل مع نهر الشلفة شمالاً، في حين سحبتْ المياه سيارة الى مجرى النهر وفي داخلها شخص أنقذ بأعجوبة من دون أن يُحسم إذا كان هو الشخص نفسه الذي بقي «متأبّطاً» العمود على الجسر لنحو ساعتين ونصف الساعة الى أن هبط منسوب النهر الفائض.
وكذلك الأمر مع نهر الاسطوان في عكار الذي «اقتحمت» مياهه الأراضي الزراعية والمنازل، خصوصاً في خراج بلدة القليعات، حيث احتجزت مياه السيول عدداً من الاهالي في المنازل. كما أفضى فيضان مياه نهري الاسطوان والكبير الى غمْر أحد مخيمات اللاجئين السوريين في محلة السمونية في سهل عكار بالمياه التي ارتفعتْ الى حدود المتر ما دفع فرق الصليب الاحمر الى إجلاء 43 عائلة، في حين حوصرت أكثر من 50 عائلة في منطقة المنية.وفي حين ارتفع منسوب المياه في نهر «أبو علي» الى حدّه الأقصى مستحضراً الخشية من تكرار «طوفان» 1955، أدّت غزارة الأمطار إلى فيضان نهر العصفور قبالة منطقة شكا (الشمال) فأغرقت المياه الأراضي والبساتين المجاورة لمجراه ومنتجع سياحي فيما «أبْحرت» سيارة على متن النهر الذي رماها في البحر.