تتمتع الكويت ببعض الأسر التي بها اكثر من فرد لديه إبداع فني او ثقافي ومن بينها الاسرة التي تضم الفنان عبد المحسن المهنا والملحن يوسف المهنا والشاعر ماجد المهنا.
وقد بدأ عبدالمحسن المهنا بالغناء في بداية الستينات، وكان يغني بلقب «عبد المحسن الشادي» ثم أكمل باسمه الحقيقي ليحقق قفزات فنية كبيرة استطاع من خلالها ان يجد لنفسه مكانا مرموقا في مسرح الاغنية الكويتية.
وأهم ما يميز صوت المهنا انه صوت رخيم تشعر عندما تسمعه بأنه خليط من الصحراء والبحر بصورة خاصة الامر الذي منح صوته مساحة كبيرة عرفها الملحنون الذين تعاملوا معه بذكاء لذا فانني أؤكد ان عبد المحسن المهنا ليس لديه اغنيات سيئة بل هي حاضرة في ذاكرة الفن الكويتي سواء في الاعراس او في الحفلات الخاصة بل ان الكثير من المطربين الشباب قاموا بغناء اغانيه.
واهم ما يميز اغاني المهنا انها تتناسب مع كل الاعمار وكل الاذواق وقد غنى عبر مسيرته التي استمرت اكثر من نصف قرن من الزمن كافة انواع الغناء سواء كانت الاغنية باللغة العربية الفصحى التي يخشاها الكثير من الفنانين والسامري والاغنية الحديثة كما انه غنى الكثير من الاغنيات الوطنية والرياضية.
ومن الاغنيات الرائعة للفنان المهنا، «محروق» التي كتبها فايق عبدالجليل وأغنية «ابوقذيلة» وأغنية «سعيد الحظ» واغنية «أشكي لي واشكي لك» وأغنية «توافيج» التي كتبها مبارك الحديبي وسرى البارق وعوافي ومتلف الروح، واغنية ديتو مع الفنانة نعيمة سميح حيث غنى معها اغنية بعنوان «يا سلام» وقائمة طويلة من الاغنيات الجميلة التي قدمها له مجموعة من المبدعين من صناع الاغنية شعراء وملحنين منهم عبداللطيف البناي ومرزوق المرزوق واخرون.
ويمتاز المهنا بالذكاء في اختيار ما يناسبه من اغنيات خاصة العاطفية منها اذ انه يختار المفردات التي تتناسب مع شخصيته وعمره ومكانته وبالتالي فهي اغنية عاطفية تخلو من دغدغة الغرائز مما يجعل سماعها من قبل افراد الاسرة شيء مقبول عكس بعض الاغنيات التي يغنيها بعض المطربين ويكون هناك تحفظ من قبل افراد الاسرة.
وكم كان جميلا عندما تم تكريمه بحفل موسيقي كبير غنى فيه المهنا مع الفنان صالح الحريبي وأحمد عبدالكريم ويستحق مع شقيقه يوسف المهنا جائزة الكويت القديرية.
ويأتي شقيقه الملحن يوسف المهنا الذي يعتبر احد اهم الملحنين في الكويت، فما ان تذكر افضل الملحنين المعاصرين فانك حتما ستذكر يوسف المهنا الذي يتمتع بثقافة موسيقية عالية، إضافة الى انه قدم الكثير من الالحان الناجحة خاصة مع فنان العرب محمد عبده. وكلنا نذكر اغاني مثل «ابعاد وفي الجو غيم» والكثير من الالحان التي تغنى بها المطربين من الكويت والخليج وبقية الدول العربية.
ويتميز المهنا بالقدرة على تقديم الجمل الموسيقية الجميلة فكان تعامله مع محمد عبده عبر اغنيات ناجحة عدة وكذلك مع بقية المطربين، بدءا بعبدالكريم عبدالقادر مرورا بفرقة التلفزيون وانتهاء بالمطربة نوال وتلك الاسماء للذكر وليس للحصر.
وللملحن المهنا دور بارز في اكتشاف الكثير من الاصوات الغنائية الجديدة، كما ان له القدرة على التعامل مع مختلف انواع الغناء، إضافة الى ان له القدرة على التواصل وتقديم ألحان معاصرة تتناسب مع مزاج الفنانين الشباب واثبت ذلك عبر تعامله مع الكثير من الاسماء داخل وخارج الكويت.
وكانت هناك اغنيات وطنية نذكرها من ألحان يوسف المهنا، خصوصاً بعد اطفاء حقول النفط بعد التحرير مباشرة، إضافة إلى بعض الاغنيات الرياضية الرائعة مثل «أوه يا الازرق ويا متكتك»، اذ انه يعرف كيف يقدم اغنية وطنية او رياضية تخاطب الجماهير على اختلاف ثقافتهم.
وهناك شقيق أصغر لهما، هو الشاعر ماجد المهنا الذي كتب مجموعة كبيرة من الاغنيات التي تغنى بها مجموعة من المطربين الكويتيين والخليجيين، أمثال فطومة وراشد الماجد.
* كاتب وفنان تشكيلي كويتي