في أجواء مفعمة بالفرح، ومزينة بمعاني الفخر والعزة، وكعادته السنوية في شهر الاحتفالات الوطنية، أقام محافظ العاصمة الفريق ثابت محمد المهنا، حفلاً غنائياً وتكريمياً أول من أمس، احتفاءً بالكويت في موسم بهجتها بعيدي استقلالها وتحريرها، اللذين تنطلق عصافيرهما بألوان «قوس قزح» لتعم شهر فبراير في كل عام.
العيد السنوي الذي يقيمه محافظ العاصمة، واحتضنته قاعة الراية في فندق كورت يارد ماريوت، شهد تكريم عدد من أبرز من قدموا للكويت وتفانوا عطاءً لها ولشعبها في مجالات تخصصهم المختلفة، قبل أن تطل قافلة الفرح هاتفةً باسم الكويت غناءً ولحناً، حيث استمتع الجمهور بأداء فرقة التلفزيون والمطربين مطرف المطرف وحمد العماري والمطربة آلاء الهندي.
ووسط فرحة حملت اسم الكويت، وأعلامها المرفرفة في أكف جمهور مشتعل حماساً من الصغار والكبار، حضر الحفل عدد من الشخصيات، ومن مختلف المجالات، والشيوخ والسفراء، وفي القلب منها مشاركات من الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي.
ومن بعد النشيد الوطني لدولة الكويت الذي اهتزت معه القلوب وانتعشت، قدَّم الحفل المذيع عبدالرحمن الدين، قبل أن يعتلي المنصة راعي الحفل الفريق ثابت المهنا، الذي رحب بالحضور، وهنأ حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وسمو ولي العهد الأمين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح، وإلى الشعب الكويتي الكريم بمناسبة الاحتفال بأعيادنا الوطنية، التي حملت هذا العام شعار «قائد حكيم، وشعب وفي»، ويتكامل معه ويحاكيه شعار محافظة العاصمة «فخر... واعتزاز»، تأكيداً على فخر واعتزاز الشعب الكويتي بحكمة وحنكة سمو الأمير... في التعامل مع كل القضايا والمواقف على المستويين الداخلي والخارجي، مما كان له عظيم الأثر في ترسيخ مكانة الكويت دوليا.
وأردف المهنا في كلمته: «بهذه الأجواء من البهجة والفرح والسرور التي تعيشها البلاد خلال فترة الاحتفال بالأعياد الوطنية المجيدة نؤكد للعالم تمسك أهل الكويت بوحدتهم الوطنية الصلبة، ونسيجهم الوطني المتين»، مكملاً: «نشدد على أهمية دعم قيم المواطنة التي يعيشها أهل الكويت في إطار من المحبة والتسامح.... والتمسك بثوابت العمل الوطني الجاد، وإعلاء مصلحة البلاد فوق كل اعتبار تحت ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو»، ومتابعاً: «تأتي هذه المناسبة الوطنية تزامناً مع احتفائنا بشخصيات كويتية مرموقة تركت أثراً حميداً، ووضعت بصماتها دليلاً كي تسترشد بها الأجيال، فتحية إجلال وإكبار للذين حملوا المسؤولية... وبذلوا كل ما لديهم من جهد بكل وفاء وإخلاص»، ومخاطباً المكرَّمين بقوله: «نحن اليوم نتوجه إليكم بالتكريم، وتحية تقدير واحترام لمرحلة من مراحل عطائكم الوظيفي الذي استغرق من عمركم سنوات تميزت بالتضحية ونكران الذات في سبيل أداء الأمانة، وإن أقل عرفان يقدم لكم هو الاحتفال بكم وتكريمكم».
وبعدما فرغ المهنا من إلقاء كلمته جاء وقت التكريم لكوكبة من كتيبة المخلصين للكويت في تخصصاتهم المختلفة، وهم راشد عبدالعزيز الراشد، والدكتور عبدالرحمن عبدالله العوضي ومعالي سعود العسعوسي، واللواء م محمد القبندي، وإبراهيم طاهر البغلي، والدكتورة دانة الحقان، والمهندس جاسم حسين قبازرد، وطارق محمد القلاف، وعادل حسن السعدون، والفنان غنام الديكان، والمربية الفاضلة مريم عبدالملك الصالح المبيض... كما كرَّم محافظ العاصمة ثابت المهنا، محافظ حولي الشيخ أحمد نواف الصباح، وعدداً من السفراء من دول الخليج.
وبعد التكريم عُرض شريط تسجيلي مع أغنية عيد الوطني والتحرير... وما هي إلا دقائق حتى أطلت على المسرح فرقة تلفزيون الكويت لتقدم مختارات من الأغاني الوطنية، من بينها «سلام يا الكويت»، وكذلك باقة من أغانيهم منها «مفتون»، و «من نجد ريح الصبا»، و«حن الخفوق بالسلامة»، والتي تفاعل معها الحضور، كما غنت الفرقة كذلك «صبوحة خطبها نصيب»، وهي من أشهر أعمال تلفزيون الكويت.
ومن بعدهم دخلت الفنانة آلاء الهندي التي قدمت مجموعة من الأغاني منها «غلطانة» و«حياتي» و«حمال أسية» و«مشاعر» و «قاسي زماني».
وحان دور الفنان الشاب حمد العماري وحظى بحفاوة من الجمهور، وغنى «سكوتي»، و«يا عين ماليه»، و«يعاتبني» و «السمر»، وقدم دويتو «اذهب بعيد» مع آلاء الهندي، قبل أن يغنيا معاً للكويت «بلادكم حلوة».
وبعد هتافات وصراخ انطلقا ترحيباً بدخول الفنان مطرف المطرف، الذي بادر بالنزول من المنصة لإلقاء التحية والسلام على الفريق ثابت المهنا، ثم عاد ليبدأ وصلته بادئاً بـ «من لهيب الشوق»، و«قمر هالدنيا نورك»، وتفاعل الجمهور معه من خلال «عال» و«خسارة»، واستعاد مطرف أشهر أغاني والده يوسف المطرف: «يا نور العين» ومن ثم «لبيه»، وغنى أغنية «هذي الكويت»، مختتماً بـ «ولا راح الأمل»، قبل أن يودع الجمهور وسط هتاف وحماس وبهجة كبيرة، ستبقى معهم طويلاً.