في ثالث عروض «الكويت للمسرح الأكاديمي»

«الحل بالحرب»... خارج الحدود أم داخل النفس البشرية؟

1 يناير 1970 11:49 ص

إنه مغزى ثالث عروض مهرجان الكويت للمسرح الأكاديمي 8، الذي قُدم أول من أمس، بعنوان «الحل بالحرب» في قاعة حمد الرجيب بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
المسرحية، من تأليف محمد الفرج، إعداد وإخراج عبدالله الدرزي، في حين تشارك في بطولتها عبدالرحمن صابر وعبدالله الدرزي، ديكور يوسف سليمان، إضاءة علي الفضلي، وموسيقى ومؤثرات عبدالعزيز القديري. تدور أحداث المسرحية حول رجلين، التقيا في ظرف إنساني شديد التعقيد، أحدهما جندي سابق، والآخر حارس أمن في أحد البنوك. تتصاعد الأحداث خلال هذا اللقاء الاستثنائي، لتحدث تغيرات جذرية في سلوكهما، فهناك حالة من الحرب المعلنة من خلال النص الذي طرحه لنا المؤلف محمد الفرج، ولكنها حرباً غير واضحة الملامح، فهل هي حرب خارج الحدود، أم أنها صراع داخل النفس البشرية؟
الكثير من التساؤلات حاول المخرج الدرزي أن يطرحها من خلال رؤيته الإخراجية التي أشرك بها الجمهور من خلال كسره للإيهام ما بين الحدث الذي كان أسفل الخشبة وستارة المسرح المغلقة، التي كشفت لنا الأحداث الخفية التي يود طرحها.
الأجواء المشحونة بالدماء والخوف كانت هي بمثابة ضحايا الحرب التي أفقدت كل منهما حواسه، وهو ما أعطى لنا دلالة هامة جداً على أن كل منها لا حاجة له بالآخر لكي يعيش، ولكن تكمن المشكلة في خبايا النفس الإنسانية التي أعماها طمع المال، وهو الأمر الذي أدى إلى قتل أحدهما للآخر، ما يعني أنه أيضاً لن يستطيع الحياة.
أضفت السينوغرافيا الشيء الكثير على الأحداث الدامية، كما دعمت المؤثرات الصوتية التي أوضحت لنا الأبعاد النفسية التي يمر بها الممثلون، لناحية قصة الصراع الأزلي على المال، وهو الصراع السائد في العالم أجمع ولم يرتكز على هوية ما، وإن كانت الإضاءة بتدرجاتها اللونية موفقة إلى حد كبير في الكثير من المشاهد التي حملت في طياتها مشاعر الكراهية والدماء والآلام ومعاناة الشخصيات التي أدت إلى تلك الحرب الدامية. أعقبت العرض ندوة تطبيقية، أدارتها الطالبة فاطمة أكبر، وعقّبت عليها الطالبة لطيفة المشموم من الفرقة الرابعة «قسم النقد».
 في البداية، ألمحت المعقبة المشموم إلى أن العرض تناول الحرب والعدوانية والكراهية، سواء كانت بين دول أو مجتمع أو أفراد.
وأردفت قائلة: «كما رأينا أن المسرحية قد تطرقت إلى أمور عدة، منها الطمع والغدر وهذا الأمر قد يكون المحور الأساسي للعرض المسرحي، كذلك دلت الإضاءة الحمراء على الألم والدم والخطر، أما الأزياء السوداء المليئة بالغبار فقد عبّرت بوضوح عن مضمون العمل وأجواء الحرب، ولا نغفل الموسيقى والمؤثرات الصوتية التي أضفت قيمة وجمالية على خشبة المسرح. بعدها، فتح باب الحوار مع الجمهور.