«نادي الخجل»... اشتغل على الكوميديا...
فقد عرضت، مساء أول من أمس، مسرحية «نادي الخجل» في قاعة حمد الرجيب بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ضمن فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الكويت الدولي للمسرح الأكاديمي.
المسرحية للكاتب ماكس رينيه، إعداد وإخراج يعقوب حيات، ومن تمثيل: عبدالحميد الحسيني وآية الغمري ومحمد الأنصاري ومحمد المنصوري وعبدالله الهويدي وإسماعيل كمال ومشاري السعيدان، ومهدي هيثم وعدنان بلعيس، في حين تولى أسامة البلوشي مهمة الديكور، مكياج وأزياء لين الأطرش ومساعد مخرج موسى بارون.
من النقاط المضيئة في المهرجان الأكاديمي أنه يفتح الباب على مصراعيه أمام الطلاب ليعبروا عن أنفسهم بجرأة وإقدام، ولعل عرض «نادي الخجل» أبلغ دليل على ذلك، إذ لم يتوقف دور الطلاب عند حدود ترجمته بصرياً، وإنما بادر المخرج حيات إلى إعداد النص مع الحفاظ على روح العمل الأصلي.
تدور أحداث المسرحية، حول شاب خجول يجد صعوبة بالغة في التواصل مع من حوله رغم وظيفته في دليل الهاتف، التي تحتم عليه التعامل مع جميع أنماط البشر، وتتفاقم هذه المعاناة لاسيما عندما يرتبط بطل المسرحية «بيير» مع فتاة تحاول بدورها أن تحطم هذا القيد عن خطيبها. وهنا نتابع من خلال مجموعة مواقف ساخرة قدمها المخرج بصورة فانتازية، معتمداً على أداء الممثلين الشباب الذين أضفوا البهجة بأدائهم المتزن وتناغمهم وخفة دمهم، حيث بدا واضحا الاشتغال على كوميديا الموقف بالتوازي مع بعض الافيهات التي لاقت استحسان الحضور، ولعل المجهود الذي بذله الممثلون على المسرح طوال العرض يعكس استغلال المخرج لأحد أهم أدواته بذكاء وتوظيفهم في المواقع المناسبة لكل منهم.
ومنذ الوهلة الأولى أشركنا المخرج في لعبته المسرحية، خصوصاً عندما كسر الجدار الرابع، ووضع بعض ديكوراته في الصالة وجعل منها مسرحاً للأحداث، ليمد جسور التواصل مع الجمهور ويؤكد على أن الموضوع الذي طرحه الكاتب يلامس الواقع.
على مستوى السينوغرافيا، فقد اعتمد المخرج على قطع بسيطة من الديكور خدمت فكرة المسرحية، وتعامل مع الممثلون بذكاء، كما ساهم التوزيع الجيد للديكور على الخشبة في استغلال فضاء المسرح بأريحية فكانت حركة الممثلين سهلة.
أما الإضاءة، فإنها عبّرت عن الحالة النفسية لكل مشهد، وأعطت الدلالات المطلوبة إلى جانب الموسيقى والمؤثرات، وأخيرا فإن الايقاع السريع للعمل بشكل عام لم يأتِ من فراغ، وإنما كان نتيجة تضافر جميع العناصر التي كانت متناغمة لأبعد مدى.
أعقب العرض ندوة نقاشية، في قاعة أحمد عبدالحليم بالمعهد العالي للفنون المسرحية، أدارتها الطالبة رقية حسن، وشاركت فيها المعقبة الطالبة شهد طارق من الفرقة الرابعة «قسم النقد».
في البداية، أثنت المُعقبة شهد طارق على العرض بمجمله، لكنها ألمحت إلى بعض العيوب في عدد من المشاهد، قائلةً: «كان هناك خلل في بعض المشاهد، لكننّي أود أن أشيد بحركة الممثلين، التي تماشت بشكل رائع مع الحوار، عطفاً على أن استخدام قطع الديكور على خشبة المسرح كان له أكثر من مغزى، إضافة إلى استعانة العرض بالعديد من الرموز من خلال الألوان، فكان لكل رمز أو لون دلالة معينة، كما أن وضع بعض المفردات الفرنسية في الحوار، دل على أمور بعينها في المسرحية، في حين أن المؤثرات الصوتية كانت متناغمة مع ايقاع وحركة الممثلين على خشبة المسرح».
إلى ذلك، تباينت آراء عدد من الطلاب والضيوف، الذين حضروا للتعقيب على العرض المسرحي، وكانت البداية مع حسين الفيلكاوي الذي شكر في مستهل حديثه القائمين على العمل، وقال: «إنه عرض جميل للغاية، غير أن هناك بعض الملاحظات مثل الإشكالية في اللغة، إلى جانب عدم قدرة الممثلين على إيصال الصوت في ظل ارتفاع صوت الموسيقى، التي أخفت الحوار»، كما أبدى دهشته واستغرابه من أهمية ادخال بعض الكلمات التي لا تفيد العرض!
أما الدكتور جمال ياقوت فقال «إن العمل الكوميدي ليس سهلاً، ولقد عمل صنّاع المسرحية على النص بشكل جيد، وعلى الديكور أيضاً، الذي قام بدوره الوظيفي على أكمل وجه، فضلاً عن حركة الإضاءة التي بدت متناغمة مع العرض إلا في بعض المناطق».