بعد أن سلطنا الضوء على ما إذا كان الجنين يرى أحلاما وكوابيس، نسرد في التالي عددا من الأنشطة المدهشة الأخرى التي يزاولها الجنين في داخل الرَّحِم:
يتنصت... ويتأثر!
بمجرد أن تكتمل حاسة السمع لدى الجنين في أسبوعه الـ18 تقريبا، فإنه يبدأ في «التنصت» مرهفا سمعه إلى الأصوات التي تصل إليه، بما في ذلك الأصوات الداخلية المنشأ (كهدير سوائل جسم أمه، وصوت نبضات قلبها، وأصوات حركة أمعائها) والأصوات الواردة من خارج جسم أمه (كصوتها هي والأصوات المحيطة بها). ولوحظ أن الجنين يبدأ في الركل تعبيرا عن بهجته لدى سماع أصوات أشخاص معينين، ولا سيما صوت أمه وأبيه وأفراد الأسرة الآخرين الذين تتحاور معهم الأم يوميا. ولوحظ أيضا أن الجنين ينتفض مفزوعا لدى سماعه أي أصوات مفاجئة، بما في ذلك صوت عطس أو سعال الأم أو صوت انفجار أو ارتطام قوي نسبيا على مقربة منها.
يتعلم الكلام!
لاحظ باحثون أن مخ الجنين لا يبدأ نشاط التعلم اللغوي بعد الولادة، بل يبدأ في الثلث الاخير من فترة الحمل. فالجنين ينصت إلى نمط كلام أمه في محاولة مبكرة للتدرب على الكلام. ويؤكد الباحثون أنفسهم على أن «المناغاة» التي يمارسها معظم الأطفال الرُضَّع خلال السنة الأولى من أعمارهم هي محاولات لتقليد الكلام الذي استمعوا إليه من الأم عندما كانوا في الرَّحِم.
يبتسم ويعبس ويبكي
من خلال تقنيات رصد حديثة، اتضح بما لا يدع مجالا للشك أن الجنين يبتسم ويعبس وأيضا يبكي بصوت مسموع متأثرا بعوامل داخلية وخارجية. ولوحظ أن تلك الانفعالات تبدأ في الظهور على الجنين ابتداء من أسبوع الـ 25 في الرَّحِم.
يتنفس
خلال الأشهر الستة الأولى من فترة الحمل، يستمد الجنين أكسجينه من خلال المشيمة والحبل السري. لكن في الأشهر الثلاثة ألأخيرة يكون نمو رئتيه وجهاز التنفسي قد اكتمل، وعند ذلك يبدأ في التنفس جزئيا من خلالهما كنوع من التدريب كي يكون مستعدا للتنفس طبيعا فور خروجه إلى الدنيا.
يفتح ويغمض عينيه
يستطيع الجنين أن يفتح ويغمض عينيه مع منتصف شهره السابع في الرَّحِم، حيث يستطيع أن يستشعر اي بصيص ضوء، لكنه لا يستطيع أن يرى تفاصيل أي شيء بوضوح. ويتجاوب الجنين مع أثر الضوء (من خلال غشاء) بداية من أسبوعه الـ 15، وهو الأمر الذي رصده باحثون بأن سلطوا شعاع ضوء ساطع على بطون أمهات حوامل ولاحظوا أن عيون الأجنة تتحرك متتبعة حركة ذلك الشعاع، مع ميلهم إلى إغماض العينين ومحاولة تفادي مصدر الإضاءة عند اشتداده إلى درجة مزعجة.
يميز بين المذاقات
يستطيع الجنين أن يتذوق الأطعمة التى تأكلها أمه، وذلك لأن مذاقات تلك الأطعمة تصل في النهاية إلى السائل الأمنيوسي المحيط به. وخلال الشهرين السابع والثامن تحديدا من عمر الحمل، يصبح الجنين قادرا على التمييز بين معظم المذاقات، ويبدي تقضيلا لبعضها (خصوصا السكريات) بينما ينفر من بعضها الآخر.
يشم الروائح
ابتداء من الأسبوع الـ23، تنشأ حاسة الشم لدى الجنين ويستطيع أن يميز بها بين روائح العوالق التي تكون سابحة في السائل الأمنيوسي. ويعتقد باحثون أن الجنين يستشعر ويتأثر بالروائح التي تشمها أمه، سواء كانت زكية أو منفرة، بما في ذلك روائح العطور والطعام والسجائر.
يتبوّل
مع نهاية الشهر الثالث من فترة الحمل، يبدأ الجنين في التبول في السائل الأمنيوسي المحيط به. وصحيح أن الأمر يثير مشاعر التقزز، لكن خبراء يوضحون أن بول الجنين نظيف نسبيا وليس مُنفرا كبولنا، فضلا عن أن جسم الأم يقوم بالتخلص من شوائب البول بانتظام.
ينتابه التثاؤب والفواق
ابتداء من منتصف الشهر السابع، تنتاب الجنين نوبات تثاؤب تعقبها عادة فترة قصيرة من النوم. وتدريجيا، يقل عدد مرات تثاؤب الجنين كلما اقترب موعد الولادة. كما أن جميع الأجنة تقريبا تنتابهم نوبات الفواق (الحازوقة/الزغطة) ابتداء من الأسبوع الثاني عشر. ويسهل على الأم أن تشعر بشهقات فواق جنينها.
يلهو... ويمصمص
هواية اللهو واللعب لا تبدأ بعد أن يخرج الطفل إلى الدنيا، بل لوحظ أن بداياتها تعود إلى فترة الحياة في الرَّحِم. فالجنين يقضي معظم أوقات يقظته في ممارسة اللعب بأي شيء تصل اليه يداه أو قدماه بما في ذلك الحبل السري والمشيمة. ويميل جميع الأجنة تقريبا إلى مصمصة أصابع أيديهم خصوصا الإبهام، بل إن بعض الأجنة يمصمصون أصابع أقدامهم أو حتى أصابع توائمهم في حالات الحمل المتعدد.
يضرط!
يبتلع الجنين بعضا من السائل الأمنيوسي خلال الثلث الأخير من فترة الحمل، وهو الأمر الذي يستتبع ضرورة خروج ذلك السائل لاحقا من فتحة الشرج. وعند حدوث ذلك، تكون عملية الإخراج مصحوبة بكمية من الهواء، وهو الأمر الذي رصده باحثون على هيئة فقاعات تنطلق من مؤخرة الجنين في السائل الأمنيوسي. واستنادا إلى ذلك، يمكن القول إن الجنين يضرط (أي «يطقع» باللهجة الكويتية) بمعنى أنه يُخرج ريحاً.