مفارقة غريبة خرج بها سوق الانتقالات الشتوية الذي أُقفل أبوابه ليل الأربعاء - الخميس.
ليس اللافت تصدر الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم قائمة «الأكثر إنفاقاً» بـ 490 مليون يورو قياسية لـ «انتقالات الشتاء» مقارنة بالرقم القياسي السابق (256 مليون يورو)، متقدماً على الدوري الإسباني (271 مليون يورو).
وليس المفاجئ أن تحتل أندية دوري الدرجة الاولى في إيطاليا المركز الأخير بين الدوريات الخمس الكبرى لجهة الانفاق في الانتقالات الشتوية ذاتها (492 مليون يورو).
الغريب في الموضوع ان الصراع في إنكلترا بات شبه محسوم لصالح مانشستر سيتي المتصدر برصيد 68 نقطة متقدماً على وصيفه مانشستر يونايتد (53 نقطة) فيما يأتي ليفربول ثالثاً مع 50 نقطة امام تشلسي الرابع (50 نقطة) وتوتنهام هوتسبير الخامس (48 نقطة) وأرسنال السادس (42 نقطة)، وعلى الرغم من ذلك أنفقت الأندية القيمة الأكبر على صفقة ضم اللاعبين.
أما في ايطاليا، حيث الصراع على اللقب محتدم، فقد كان حجم الانفاق في أدناه مقارنة بالدوريات الاخرى.
ويحتل نابولي صدارة الترتيب برصيد 57 نقطة متقدماً على يوفنتوس الثاني (56 نقطة)، بعيداً نوعاً ما عن لاتسيو الثالث (46 نقطة) وانتر ميلان الرابع (44 نقطة) وروما الخامس (41 نقطة).
وتبدو الاجابة عن اي تساؤل يفرضه هذا الواقع، في المتناول، إذ ان الصراع بين الاندية لا ينحصر فقط في سباقها على لقب الدوري المحلي، بل انه يمتد ليشمل تعزيز حظوظها في دوري ابطال أوروبا إن كان يحق للوافد الجديد ان يمثلها في البطولة القارية في حال لم يسبق له ان ارتدى زي فريق آخر في المسابقة ذاتها خلال الموسم نفسه.
كما يمتد ليغطي سعي بعض الاندية لتعزيز حظوظها في حجز مقعد في إحدى البطولتين الاوروبيتين للموسم التالي، ويمكن أيضاً ان يأتي تعزيز الصفوف في منتصف الموسم بدافع تفادي الهبوط.
ونرى هنا بأن الصفقات التي تبرم في فترة الانتقالات الشتوية ولا تأتي من باب الاعارة، بل بموجب عقد بيع إنما تكون لأهداف بعيدة المدى وتغطي المواسم التالية وليس فقط ما تبقى من موسم.
وتدخل صفقة التشيلي اليكسيس سانشيز المنضم حديثاً الى مانشستر يونايتد قادماً من أرسنال في هذا الإطار، خصوصا ان الطريقة التي جرى فيها تقديم اللاعب في «أولد ترافورد» ومنحه الرقم 7 الشهير يعبّران بصراحة عن اعتماد «مستقبلي» على اللاعب ضمن «مشروع» المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، وليس عن خطوة آنية لتعزيز وضع الفريق في المسابقات التي ما زال حيّاً فيها.
إن من شأن سوق الانتقالات الشتوية التي ينادي البعض بإلغائها، أن تبدّل من طبيعة وحظوظ فرق ودوريات، ومتى ما علمنا بأن عمر الموسم لا يمتد الى أكثر من 9 أشهر، فإن المسألة تستوجب وضع سقف لإنفاق كل نادٍ.
يبقى القول بأن الدوري الإسباني الذي جاء ثانياً في «السوق الشتوية» بـ 271 مليون يورو إنما حقق هذا المركز بفضل صفقة واحدة هي تلك التي تعود الى البرازيلي فيليبي كوتينيو المنتقل من ليفربول الى برشلونة مقابل 160 مليوناً، فيما لم يقدم ريال مدريد على أي صفقة على الرغم من النتائج السيئة التي عاشها في الموسم الراهن.
قد يكون احتلال إسبانيا المركز الثاني دون مدلولات، فيما يعتبر احتلال الدوري الإيطالي المركز الخامس انعكاساً لمشاكل تعيشها أنديته منذ فترة، فيما يبقى المنطق متلازماً مع المركز الأول الذي تشغله أندية الدوري الممتاز متى ما علمنا بأن عوائد الفرق المشاركة في الـ «بريمير ليغ» هي الأعلى في العالم.
@SOUSPORTS