نسمات

America Fir?st Only

1 يناير 1970 01:32 ص

هذا الشعار الجميل الذي حمله ترامب خلال حملته الإنتخابية وكان السبب في فوزه برئاسة الولايات المتحدة الأميركية كان هو لب خطابه قبل يومين في مؤتمر دافوس في سويسرا، فعلى مدى ربع ساعة تكلم ترامب عن إنجازات الولايات المتحدة الاقتصادية وقيادتها للعالم في كثير من المجالات!
فقد خلقت أميركا آلاف الوظائف خلال السنة التي حكم فيها، وحسنت من المستوى الاقتصادي للبلد وعدلت نظام الضرائب ورفعت مستوى الدخل للمواطنين!
بل إن السنة الأولى لحكم ترامب - كما بين - قد شهدت طفرة كبيرة غير مسبوقة واستدل ترامب بشركة «أبل» العملاقة وكيف ساهمت في تطوير الصناعة وتعهدت بضخ 350 مليار دولار في عجلة الاقتصاد!
كما تكلم ترامب عن تعديل نظام الهجرة والسماح لـ 108 ملايين مهاجر غير شرعي بالاقامة الدائمة وبتحسين أوضاعهم المعيشية، وطالب بتمويله بمليارات الدولارات لإقامة جدار بين أميركا والمكسيك! وقبلها غيّر القوانين لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
وطالب ترامب من المستثمرين الأوروبيين بالاستثمار في الولايات المتحدة حيث الفرص السانحة للربح الوفير.
لا شك أننا نغبط الأميركان على ما حققوه من إنجاز ونتحسر على أوضاعنا التي لا تسرّ صديقاً ولا تبشّر بخير، فقد نشر تقرير فريدوم هاوس البريطاني الشهير قبل أيام عن أوضاع الديموقراطية في بلدان الشرق الأوسط وبيّن تراجع الحرية والديموقراطية في العالم وللسنة التاسعة على التوالي درجات كثيرة عن السابق في أكثر من 70 بلداً بينما ارتفعت في 43 بلداً آخر!
لكن من حقنا أن نتساءل عن أسباب تدهورنا المتصاعد بينما غيرنا يصعدون كل يوم ويرتقون في الصعود، ومن حقنا أن نسأل عن السبب في تدخل ذلك البلد الكبير في شؤوننا الداخلية وتحريض بعضنا على بعض!
ها نحن نرى تركيا قد تحدت الغرب وبنت حضارتها منفردة، بينما نرى الولايات المتحدة وأوروبا تسعى بكل ما أوتيت من قوة لوضع العصا في دواليبها، فقد رتبت للانقلاب عليها باسم المتخفي في أميركا (غولن) لولا لطف الله تعالى بها، ثم شاهدنا كيف دعمت القوات الكردية ومكنتها من السيطرة على شمال سورية في تهديد مباشر لتركيا لولا أن تحرك أردوغان لمقاومتها ضارباً بعرض الحائط جميع التهديدات التي حاولت تخويفه وصرفه عن التصدي لها!
أما القضية السورية، فقد تراجعت إلى الوراء بعدما تخلت الولايات المتحدة عن جميع وعودها وأعطت الروس الضوء الأخضر للتصرف كما يريدون وتناست تهديداتها ضد النظام السوري القاتل!
وهكذا نفذت أميركا سياسة الغدر والتنصل من الوعود في كل ما وعدت به.
وعندما استشعر ترامب بأننا أمة لا تفقه ولا تقرأ، نفذ حلم اليهود في فلسطين وأمر بنقل السفارة الأميركية إلى القدس ثم أكمل وعوده بقطع المساعدات عن المنظمات الإنسانية التي تتولى شؤون الفلسطينيين!
أحسن صفعة وجهها الرئيس الفلسطيني لترامب هي رفضه استقبال نائب الرئيس الأميركي الذي أراد زيارته في (رام الله)، ما فجر الغضب لدى ترامب وفجر شلال غضبه!
إنهم لا يملكون شيئاً ولا يملكون التصدي لذلك المغرور عدا بيان عدم حاجتهم له!
ولكن السؤال هو عن قياداتنا الأخرى: ماذا فعلت للتصدي لهذا المغرور وإلى متى يتم تركه ليعبث بمصير الشعوب العربية؟!
إن الشعار الأمثل لحملة ترامب هو
«America First and America Only»