أشاد بالدور الكبير الذي قام ويقوم به سموه إزاء لبنان وحرصه على منح القروض له ودعم مشاريعه الإنمائية

عون: مساهمات الأمير تجاوزت مفهوم «الإنسانية» وأدعو المجتمع الدولي إلى منحه «جائزة نوبل للسلام»

1 يناير 1970 11:00 ص

لا تناقض في أهداف البلدين ما أوجد أُلفة  ومواءمة طبيعية في العلاقات  

جدول الزيارة الأخيرة كان مفتوحاً وتطرق  إلى كل القضايا في المنطقة وآخر مستجداتها 

ثمة مجالات تعاون عديدة من شأنها أن تنهض بالعلاقات الثنائية في المجالات التعليمية والاقتصادية والإنمائية 

لدى اللبنانيين إدراك ووعي بضرورة استقرار واستتباب الأمن ودور مقدّر للجيش اللبناني  في تطهير لبنان من «داعش» 

لا شكّ أن هناك صراعاً سياسياً في الداخل اللبناني بين أطراف متصادمة في الشرق الأوسط 

الوضع الاقتصادي في لبنان مقلق ودقيق جداً لمرور البلاد بثلاث أزمات اقتصادية متتالية

كونا- أشاد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون بـ«الدور الكبير الذي قام ويقوم به سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد ازاء لبنان» مبينا ان «سمو أمير الكويت منفتح على لبنان والاستثمار فيه، اذ يحرص على منح القروض له ودعم المشاريع الانمائية فيه».
وأكد عون، في مقابلة مع تلفزيون الكويت و«كونا» بمناسبة زيارته الأخيرة الى البلاد، خصوصية العلاقات التي تجمع لبنان مع الكويت على المستويين الرسمي والشعبي، مشددا على استمرار تلك العلاقات وفق «نفس المواقف وذات النهج».
وقال ان العلاقات بين البلدين تمتاز بـ«عدم وجود اي تناقض في الاهداف» الامر الذي أوجد ألفة ومواءمة طبيعية في العلاقات بين الشعبين الشقيقين. واضاف ان العلاقات بين لبنان والكويت قائمة على اسس الاحترام المتبادل الامر الذي دفع بها الى آفاق أرحب، واصفا في الوقت ذاته تلك العلاقات بـ«الاخوية والممتازة والمتطورة». وعن سبل تعزيز العلاقات الثنائية، اوضح ان ثمة مجالات تعاون عديدة من البلدين من شأنها ان تنهض بالعلاقات الثنائية لاسيما في المجالات الثقافية والتعليمية والاقتصادية والانمائية. وقال ان هناك مؤسسات وشركات كويتية تستثمر في لبنان وتساهم في إنمائه ومنها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية الذي يساعد على اعداد البنية التحتية هناك، مؤكدا حرص لبنان على النهوض بالاقتصاد عبر الانتقال من الاقتصاد الريعي الى الانتاجي.
وعن اهم الموضوعات التي تم بحثها خلال زيارته الى الكويت ذكر ان جدول هذه الزيارة الودية كان مفتوحا، ولم يتضمن أي موضوع محدد، مضيفا انه تم التطرق الى كل القضايا في المنطقة واخر مستجداتها ولاسيما الارهاب. واشار في هذا السياق الى تطابق الرؤى والافكار حيال تلك الموضوعات معتبرا ان ذلك التطابق جاء لاعتماد البلدين «نفس المواقف وذات النهج».
وجدد الرئيس عون حرص بلاده على استمرار العلاقات الاخوية مع الكويت والمضي بها قدما، داعيا الجالية اللبنانية في الكويت الى مبادلة احتضانها لهم بالوفاء والاخلاص في العمل. وعن الجهود الذي تبذل في سبيل استقرار لبنان اشار الى وجود ادراك ووعي بضرورة استقرار واستتاب الامن هناك، مشيدا بالدور الكبير الذي قام به الجيش اللبناني في سبيل تطهير الارض اللبنانية مما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية «داعش». وقال ان الاجهزة الامنية اللبنانية تقوم بكشف العديد من الخلايا الارهابية، وتواجهها بعمليات استباقية تحول دون قيامها بأي عملية ارهابية ضد امن المجتمع اللبناني.
وعن جهود سمو أمير الكويت في توحيد الصف العربي وتعزيز العمل العربي المشترك اوضح ان «سمو الامير كان ولا يزال يبذل جهدا كبيرا لتنقية الاجواء في المنطقة» حيث قدم سموه العديد من المبادرات في هذا الشأن، بيد انه اعرب عن اسفه لـ«عدم قبول بعض الاطراف ايا من النصائح او الحلول المطروحة في هذه المبادرات»، مشددا على انه «لا يمكن لاحد التنكر لطيبة المجتمع الكويتي وسمو الامير الذي يريد السلام ويعزز التلاقي بين الناس وتحسين وضعهم المادي».
 وفي ما يتعلق بجهود سمو امير الكويت تجاه القضايا الانسانية في ضوء الظروف الاقليمية والدولية التي تمر بها المنطقة، قال عون ان مساهمات سموه في المجال الانساني تجاوزت المفهوم الحقيقي لمعنى «الانسانية». واضاف ان ذلك ترجم بمنح سموه من قبل الامم المتحدة لقب «قائد العمل الانساني» وتسمية دولة الكويت «مركزا للعمل الانساني» داعيا بهذا الصدد المجتمع الدولي والجهات والمؤسسات المعنية الى منح سموه «جائزة نوبل للسلام».
وعن العلاقة التاريخية التي تجمع لبنان بالكويت، افاد بأن الظروف جمعته مع سمو امير الكويت عندما كان سموه وزيرا للخارجية في اللجنة الثلاثية المعنية بالازمة اللبنانية والتي تألفت للعمل على ايجاد حل لها. وقال ان اجتماع اللجنة عقد في مقر جامعة الدول العربية بتونس في العام 1989، مشيرا الى وجود تقارب في ما طرحه آنذاك مع سمو الامير ازاء حل الازمة اللبنانية.
وعن دور الديبلوماسية الكويتية في خدمة قضايا لبنان على مستوى السياسي والاقتصادي والتنموي، اكد تأثير مواقف الكويت على المشهد اللبناني والاوضاع فيه، قائلا «لا احد ينكر مواقف الكويت او يتنكر لطيبة المجتمع الكويتي وسمو الامير الذي يريد دائما السلام ويعزز التلاقي بين الناس». وحول الاعباء والتحديات التي تواجه لبنان، اوضح ان هناك صراعا سياسيا بين اطراف متصادمة في الشرق الاوسط في الداخل اللبناني، مضيفا انه استطاع اثناء توليه رئاسة الجمهورية ان يجعل من هذه الصراع سياسيا فقط. وشدد على ضرورة اقامة شراكة حقيقية في سبيل بناء لبنان والنهوض به وازدهاره مضيفا ان الخلاف السياسي السائد خف تأثيرها على المجتمع.
 وعن أهم الاسس والمرتكزات التي ارساها منذ توليه رئاسة لبنان قال انه عمل على انجاز قانون انتخاب «متعثر» منذ سنوات حيث سيتم تطبيقه في شهر مايو المقبل ليتمكن اللبنانيون من اختيار مجلس نيابي جديد بعد انقطاع دام 13 عاما. وأوضح انه سعى الى تجاوز بعض المشكلات المتعلقة باستخراج لبنان للنفط اذ شهد توافقا حيال تلك المشكلات ما سيساعد لبنان اقتصاديا مضيفا انه واجه ما اسماه «ارتجاجا امنيا لبنانيا» اذ قام باعادة النظر في تشكيلات القوى العسكرية لتكون اشد متانة في وحدتها الوطنية مع الحرص على مستوى عسكري مرتفع في ادائها. وعن اولويات لبنان خلال المرحلة المقبلة ذكر ان لديه اولويات سياسية عدة منها اجراء انتخابات تشريعية في مايو المقبل وفق القانون الانتخابي الجديد اضافة الى اولويات امنية تقوم على استتباب الامن والاستقرار في لبنان. بيد انه استدرك قائلا «ان ما يقلقنا هو الوضع الاقتصادي في لبنان» واصفا اياه بانه «دقيق جدا» لمرور بلاده بثلاث ازمات اقتصادية متتالية. واوضح ان اولى تلك الازمات هي الازمة المالية العالمية 2008 التي نتج عنها ركود اقتصادي اصاب كل دول البحر الابيض المتوسط مضيفا ان ثاني تلك الازمات تتمثل في اغلاق جميع طرق المواصلات البرية بين لبنان والدول العربية «والتي هي امتداد حيوي للبنان» في اشارة الى الازمة التي تشهدها سورية منذ عام 2011. وكشف عن ان الازمة الاقتصادية الثالثة التي عانى منها لبنان هي النزوح السوري الكثيف الى اراضيه حيث نزح اليها نحو 50 في المئة من السوريين منذ اندلاع الازمة السورية مضيفا انه ترتب على ذلك عدم استقرار امني وزيادة عجز في الموازنة العامة للدولة.