عُرف عن الإنسان والحيوان أيضاً أن التجارب لها قيمتها، فكلما زادت التجارب زادت المعرفة وزادت معها الخبرة والاداء في العمل، حتى يصل الإنسان أوالحيوان إلى مرحلة الإتقان أو الاحتراف في العمل، ومع الاحتراف تقل الأخطاء وتزداد الإنتاجية.
فاللحام (القصاب) تزداد خبرته مع العمل ويصبح أكثر سرعة واحترافية بتقطيع اللحم، حتى أنه يصل إلى مرحلة يعلم بها أن هذه القطعة من اللحم تكفي لهذه الطبخة، ولكل مكان من اللحم طريقة تقطيع ويبدأ هذا اللحام بإعطاء نصائحه الثمينة للزبائن.
كذلك حال النجار، وحال الزراع وحتى الخدم في المنازل تزداد خبرتهم مع مرور الزمن، لذلك فإن السياسيين وأعضاء البرلمانات في العالم أجمع المفترض أن تزداد خبرتهم مع مرور الزمن، فليس من العدل مقارنة برلمانات ناشئة مع برلمانات لها من الخبرة الشيء الكثير، فالبرلمانات الناشئة التي لا تمتلك الخبرة يتم التغاضي عن أخطائها، وهي مثل السيارات التي يكتب فوقها «انتبه للتعليم»، لذلك يتغاضى الجميع عن أخطاء مَنْ يتعلم بهذه السيارات و يكون الجميع حذراً جداً عند مروره إلى جانبها.
إذاً، أن يتم التوقيع على كتاب طرح ثقة في أحد الوزراء قبل سماع ردود الوزير، فهذه حركة لا يمكن التغاضي عنها لبرلمان له من الخبرة الشيء الكثير...خبرة الجميع يتفاخر بها، و الجميع يدعي أن البرلمان عندنا من أقدم البرلمانات في المنطقة!
إن تصرفاً مثل هذا التصرف يجب أن يتوقف عنده الناخبون الذين أوصلوا مثل هؤلاء النواب.
إن البلد بحاجة إلى نهضة فكرية في الأداء والتصرفات، وفي النهاية نذكر الجميع بأن هناك العديد من قائدي المركبات المحترفين يضعون على سياراتهم رسالة تحذير بأن هناك أطفالاً معهم في السيارة.