يبدأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان غداً زيارة لطهران، تكتسب دلالات خاصة نتيجة الدور الايراني في لبنان الناجم عن المكانة البارزة التي يحتلها «حزب الله»، على المستويين الداخلي والاقليمي، ولا سيما في ظل الحوار الوطني الذي يقوده سليمان حول مصير سلاح الحزب في اطار ما يعرف بالاستراتيجية الدفاعية.
ولم يحل انكباب سليمان على إعداد ملفات زيارته لطهران، دون التحضيرات السريعة لعقد جلسة لمجلس الوزراء في عطلة الاحد، لمناقشة الملابسات المرتبطة بعقود تشغيل شبكتيْ الهاتف الخليوي واستدراج العروض لهذه الغاية. واللافت ان هذا الملف حضر «على الواقف» في مداولات بين كبار المسؤولين خلال حفل الاستقبال الذي اقيم امس في القصر الجمهوري، في اطار الاحتفالات في الذكرى الـ 65 للاستقلال، في محاولة للتفاهم على مخرج قبل الذهاب الى طاولة مجلس الوزراء.
وكان لبنان امضى امس يوماً مميزاً مع الاحتفالات بالاستقلال التي توزعت على محطتين رئيسيتين: عرض عسكري «رمزي» في وسط بيروت بحضور سليمان يحوطه رئيسا البرلمان نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة، وحفل استقبال في القصر الجمهوري. تجدر الاشارة الى ان العرض العسكري في وسط العاصمة عاد هذا العام بعد غياب عامين، بسبب اغتيال الوزير والنائب بيار الجميل عشية الاستقلال عام 2006 وبسبب اعتصام المعارضة في وسط بيروت في العام 2007 . وتميز العرض العسكري، وهو الاول في عهد سليمان، بـ «حضور لبناني جامع»، وسط حضور ديبلوماسي حاشد، علماً ان قوى «14 مارس» شاركت للمرة الأولى في الاحتفالات منذ التمديد للرئيس السابق اميل لحود العام 2004.
وجاء العرض العسكري متميزاً بتنظيمه العالي، وشاركت فيه وحدات رمزية من الجيش من مختلف الألوية والأفواج في قوى البر والبحر والجو ووحدات مماثلة من قوى الامن الداخلي والامن العام وأمن الدولة والجمارك وفرق من الكشافة. وكان ابرز المشاركين فوج المغاوير، فرع المكافحة، فهود قوى الامن الداخلي، افواج التدخل الاول والثالث والرابع والخامس، الفوج المجوقل، فوج مغاوير البحر.
اما الوحدات المؤللة، فشملت لواء الدعم (فوج الاشارة والمضاد للدروع) لواء المشاة التاسع، فوج المغاوير، فوجي التدخل الاول والرابع، الشرطـــة العسكرية، فوجي المدفعيـة الاول والثاني، الدفاع المدني، فوج الاطفاء الصليب الاحمر اللبناني، موسيقى الجيش.
وكانت العلامة الفارقة في الاحتفال «عودة الحياة» الى سلاح الجو وتحديداً طائرات «الهوكر هنتر» التي حلقت اثنتان منها في افتتاح العرض العسكري، اضافة الى تشكيل من الطوافات العسكرية التي حملت الاعلام اللبنانية وعلم الجيش فوق مكان الاحتفال في «عرس جوي» عكس قراراً سياسياً محلياً، بدأ يلقى احتضاناً عربياً ودولياً تتسع دائرته تباعاً بوضع الجيش على «خريطة التسليح» الفعال، وهو الامر الذي كانت ملامحه أخذت تتبلور خلال «حرب المئة يوم» في نهر البارد بين الجيش وتنظيم «فتح الإسلام» الإرهابي (العام 2007 ) والتي أثبتت فيها المؤسسة العسكرية قدرات قتالية استثنائية أثنت عليها دول عدة، رغم ان العسكريين كانوا حينها يقاتلون «باللحم الحي» نظراً الى نقص التجهيزات.
وجاء «ظهور الهوكر هنتر»، للمرة الاولى منذ اكثر من 33 عاماً بعدما نجح فنيون في الجيش في إعادة تأهيل هذه الطائرات، التي وصلت الى لبنان العام 1959، وقاموا بتجهيزها بعدما بقيت في المستودعات منذ اندلاع الحرب العام 1975.
كما أُطلقت في سماء الاحتفال بالونات حملت الوان الأحمر والأبيض والأخضر ترمز الى الوان العلم اللبناني وعلم الجيش، واطلقت السفن في عرض البحر ايضا ابواقها.
وكان رئيس الجمهورية وضع في مستهل العرض اكليلا من الزهر على نصب الشهداء.
وبعد انتهاء العرض العسكري انتقل الرؤساء الثلاثة الى القصر الجمهوري في بعبدا حيث توافدت الشخصيات الرسمية والاجتماعية والوفود الديبلوماسية للتهنئة بعيد الاستقلال، فيما لفت في احتفالات «القصر» غياب الرئيس السابق اميل لحود، ورئيس الحكومة السابق عمر كرامي، اضافة الى عدم حضور وزير «حزب الله» محمد فنيش واي من نواب الحزب.
وكان سليمان خاطب اللبنانيين عشية الاستقلال بكلمة افتتح بها حواراً مع طلاب جامعيين مثّلوا كل الجامعات أتوا إلى القصر الجمهوري، وأطلق امامهم عدداً من المواقف المهمة.
ومساء امس، اعلن المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء، أنه تم إلغاء جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة عند السادسة من مساء اليوم «وذلك في ضوء الموقف الإيجابي لشركة «أم تي سي تاتش» الذي أبلغته إلى المسؤولين، باستمرارها في تشغيل شبكة الهاتف الخلوي التي تديرها، خلال الشهرين المقبلين، في انتظار الانتهاء من استدراج العروض المقرر».
واشار مكتب السنيورة إلى أن جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة اليوم كانت تمت الدعوة إليها نتيجة تواتر أنباء عن موقف سلبي للـ «أم تي سي تاتش»، وهذا ما نجحت الاتصالات في تجاوزه.
«المنار»: عوض غادر عين الحلوة ربما إلى العراق
بيروت - «الراي»
نقل تلفزيون «المنار» (تابع لـ «حزب الله») عن مصادر مطلعة على ملف مخيم عين الحلوة ان المطلوب «رقم واحد» للسلطات اللبنانية الأمير الجديد لتنظيم «فتح الاسلام» عبد الرحمن عوض نجح في مغادرة المخيم يوم الاثنين 17 الجاري حيث انتقل الى «حي الطوارئ» ومنه الى خارج لبنان وربما الى العراق.
واشارت المصادر الى ان عوض سيظهر قريبا في شريط تم تصويره في وقت سابق يعلن فيه اختياره الخروج من المخيم لعدم تكرار تجربة نهر البارد (قرب طرابلس) حيث دارت حرب استمرت مئة يوم بين «فتح الإسلام» والجيش اللبناني انتهت باستئصال التنظيم من المخيم وفرار أميره شاكر العبسي الى مخيم البداوي ومنه الى سورية.