«علاقتنا تعود لعقود... صافية أمينة فيها وفاء وخالية من الشوائب»

عون للبنانيين: الكويت حضنتكم وتعاملكم كمواطنين وتستحق منكم المحبة والوفاء كمحبتكم للبنان والوفاء له

1 يناير 1970 10:51 ص

لبنان مستقر ويعيش بحبوحة أمنية... لكنه لم يصل الى البحبوحة الاقتصادية 

ماهر خير:  تجسيد صورة اللبناني المبدع في الكويت  التي ما تأخرت يوما  عن دعم ومساندة لبنان في كل الشدائد 

عزالدين:  كل تواصل وحوار  في هذا الوقت مطلوب في وقت عز فيه اللقاء  بين الإخوة

وصف الرئيس اللبناني ميشال عون المباحثات التي أجراها مع صاحب سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، بأنها «كانت لقاء محبين للبنانيين، ولبنانيين محبين للكويتيين، وتميزت الزيارة بالاحترام والمحبة»، مضيفا «نحن متشابهون مع الكويت سياسيا، لذلك نصل لنهج من التفكير المتشابه، ولدينا نفس طريقة المعالجة»، مشدداً على أبناء الجالية اللبنانية، أن الكويت «حضنتكم وأعطتكم فرصة عمل والكويتيون يشعرون بأنكم مواطنون، والكويت تستحق المحبة والوفاء».
وقال عون في كلمته خلال حفل استقبال في السفارة اللبنانية الليلة قبل الماضية «بدأنا في لبنان نهجا جديدا بالحكم، وان التغيير دوما يخلق جوا من القلق للبعض، ومن جانب آخر ينظر له البعض نظرة ايجابية نحو تطوير المجتمع».
وفيما أوضح أن بلاده «غيرت النهج وأعادت بناء الدولة ومؤسساتها وبدأت بالأمن»، قال «لقد أعدنا تنظيم القوات العسكرية والأمنية وأعطيناهم نمطاً جديداً من التعامل، ونجحنا في تطهير أرضنا من داعش والإرهاب، وما زلنا حتى اليوم نلاحق الخلايا النائمة ونقوم بعمليات استباقية عليها، كما أعدنا الحصانة والحماية للقضاء وبات ذلك ملموساً في لبنان، وفي مراكز ومؤسسات المراقبة اجرينا اصلاحات تتعلق بمكافحة الفساد».
وأضاف «لقد تأخر الاصلاح كثيرا، لذلك بدا وكأننا حققنا انجازات وابرزها قانون الانتخابات، الذي يسمح بتمثيل كل الطوائف حسب حقوقها، ويسمح بالعدل بين الطوائف، ويعطي للأقلية تمثيلا في مجلس النواب لذلك مجلس النواب اللبناني يمثل المجتمع اللبناني».
وأكد عون ان «لبنان أصبح مستقرا امنيا جدا جدا ويعيش بحبوحة أمنية يشهد عليها زوار لبنان، خاصة السياح الأوروبيون، لكنه لم يصل بعد الى البحبوحة الاقتصادية».
وتابع «اقتصادنا لم يكن منتجا لمدة 30 سنة، لقد كان اقتصادا ريعيا لكننا سنغير النهج»، مشيرا إلى أن «مديونيتنا بلغت 80 مليار دولار، وهذا شيء كبير جدا بالنسبة للبنان، ولكن سنتبع خطة اقتصادية جديدة نوظف فيها القطاعات المنتجة».
وتوجه عون لأفراد الجالية اللبنانية بالقول «تحفظوا عن الاخبار التي تسمعونها وتقرأونها في وسائل الاعلام، مع احترامي للصحافة، وللصحافة حرية مطلقة في لبنان لحد الفوضى»، لافتا «لم نمنع اي وسيلة اعلام من الصدور أو صحافي من التعبير عن رأيه، فهناك حرية اعلامية...ولكن هناك رغبة من الناس في حب الاشاعات والفضائح».
وتابع «نقول لكم الليلة ان الكويت حضنتكم واعطتكم فرصة عمل وتعاملكم كمواطنين، ونحن كذلك نشعر ان الكويتيين اخوتنا وقد اعتادوا على زيارة لبنان منذ الخمسينات، وعلاقتنا تعود لعقود من الزمن دون ان تعتريها شوائب، وكانت صداقتنا صافية، لذلك فإن هذا الوطن يستحق منكم المحبة والوفاء كمحبتكم للبنان والوفاء له».
 من جهته، أشاد القائم بأعمال السفارة اللبنانية لدى الكويت السفير الشاعر ماهر خير بأبناء الجالية الذين «حضروا من كل صوب ليحيوا والدهم جميعا، مؤكدين وفاءهم وحبهم لتراب الوطن، معربين عن توقهم إلى لبنان الحر السيد المستقل»، لافتا إلى أنهم «لم ينسوا رسالته الحضارية الفريدة، فقدموا طاقاتهم ومواهبهم، مجسدين صورة اللبناني المبدع الخلاق، هنا في الكويت التي ما تأخرت يوما عن دعم ومساندة لبنان في كل الشدائد التي ألمت به حكومة وشعبا وقيادة، وعلى رأسها سموالأميرالشيخ صباح الأحمد».
وتابع ان «الجالية اليوم يشتد اصرارها واقدامها على العطاء، لوعيها بلبنان المتيقظ والمهتم بكل شؤون أبنائه في لبنان وخارجه».
بدورها، أعربت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية اللبنانية الدكتورة عناية عزالدين، عن سعادتها بزيارة الكويت. وقالت «تربطنا مع الكويت علاقات وطيده منذ زمن طويل، ونكن للشعب الكويتي كل الحب والاحترام وتربطنا علاقات أخوية»، معربة عن سعادتها بكل «الترحيب ولطف اللقاء الذي قابلهم به سمو الأمير».
وتابعت ان «لبنان الآن يعيد تأسيس البنى التحتية وتأسيس كثير من المؤسسات وبحاجه لدعم الاشقاء»، لافتة إلى أن «الحكومة الحالية بصدد وضع رؤى تنموية واقتصاديه جديدة».
وعن تقييمها لنتائج الزيارة قالت «كل تواصل في هذا الوقت الذي تمر به المنطقة مطلوب، وكل حوار مطلوب، في وقت عز فيه اللقاء بين الإخوة، وبالتالي مجرد حصول الزيارة واللقاء وعرض المشاريع والمشاكل المشتركة الخاصة بكل بلد، هو بحد ذاته إنجاز في هذا الوقت».

«لبناني
ورئيسي عون»

على أنغام أغنية «لبناني ورئيسي عون» والتلويح بأعلام لبنان، في قاعة الراية في السفارة اللبنانية، استقبل مئات من أبناء الجالية في الكويت الرئيس عون، الذي صافح جميع الحضور، بعد تلقيه درعاً تذكارية من الجالية.

تأملوا... وانتخبوا

اختتم الرئيس عون كلمته قائلا «سنعود غدا الى لبنان ونأمل ان تنتخبوا وسنؤمن الظروف المناسبة لتنتخبوا وتؤدوا واجبكم، وعلى الكل أن يحكم ضميره ويقف على الفترة الأخيرة من تاريخ لبنان ومشاكله، وعلى ضوء ذلك يتخذ قراره، فالشعوب من دون ذاكرة تكرر أخطاءها، والشعوب التي لا تحكم ضميرها تقع في أخطائها، تأملوا وانتخبوا، عــــشتم وعاش لبنان.

خير:
بحضوره يعترينا الحنين إلى الأرزة والسنديانة

كعادته وبأسلوبه الشعري المميز، ألقى السفير الشاعر ماهر خير كلمة ترحيب بالرئيس عون، حملت الكثير من المعاني في وصف الوطن ومسيرته وكفاحه، جاء في بدايتها «لقاؤنا الليلة مزيج وهاج من دفق الأحاسيس الوطنية الجليلة، فبحضوره حنين يعترينا إلى أرض الأصالة والأرزة والسنديانة، وذكريات تسكننا تفيض بمراحل سنين خلت، أزهقنا صبرا وانتظارا، جابهنا تحديات، ذرفنا دماء، قدمنا قوافل الشهداء لكي نبقى أحرارا، وهبت علينا رياح وافترشنا الأرض حتى أقاصي الدنيا، لكن العاصفة خابت وما اقتلعنا، ولا هزمتنا الأزمات والتحمنا وانصهرنا كلما الوطن نادانا وجئنا نلبي النداء».