قدمت أمسية على مسرح عبدالحسين عبدالرضا

«فيينا لموسيقى الكونسيليوم» أحيت موروثاتها... من القرن 18

1 يناير 1970 10:56 ص

«من عاصمة الموسيقى فيينا جاءت... وفي وطن النهار حطت فنونها وثقافاتها»!
إنها الفرقة الموسيقية النمسوية «فيينا لموسيقى الكونسيليوم»، التي أحيت مساء أول من أمس، حفلاً كبيراً في مسرح الفنان عبدالحسين عبدالرضا، ضمن أنشطة مهرجان القرين الثقافي في دورته 24، الذي انطلقت فعالياته في العاشر من الشهر الجاري، ويستمر حتى التاسع والعشرين من الشهر ذاته، تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
شهد الحفل، حضور حشد جماهيري غفير، تقدمه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة، إلى جانب الأمين المساعد لقطاع الثقافة محمد العسعوسي، فضلاً عن حضور السفير النمسوي لدى الكويت زيغورد باخر، وباقة أخرى كبيرة من أبناء الجاليات الأوروبية ومحبي الموسيقى.
قدمت الفرقة النمسوية 8 مقطوعات موسيقية تاريخية، وبالتحديد منذ العام 1870 وحتى العام 1920، إذ ملأت أرجاء المسرح بالدفء والرومانسية، لاسيما أن هذه المقطوعات لقامات موسيقية عالمية مثل بتهوفن، شوبارت، هيدن، وغيرهم من عمالقة الموسيقى العالميين، عطفاً على أن هذه الفرقة تعد من النخب الموسيقية في فيينا، وتجلى ذلك عندما نثرت البهجة في أركان مسرح عبدالحسين عبدالرضا، كما رسمت لوحات الصمت والاستمتاع معاً، حيث اعتمدت على الآلات الوترية أكثر من البيانو والساكسوفون، فقد كانت المعزوفات الموسيقية أنيقة مثل عازفيها، خصوصاً بعد أن ركزت الفرقة على تقديم موسيقى كلاسيكية تراثية تضوع بعبق الماضي النمسوي الجميل.
ولعل تركيز هذه الفرقة على تقديم موسيقى من القرون الماضية يعود إلى اهتماماتها بالتنوع ورقي اختياراتها، إذ إن «فيينا لموسيقى الكونسيليوم» تم تأسيسها في العام 1982 على يد بول كريستوفر آنغيرير، بهدف عزف موسيقى القرن الثامن عشر، بالطريقة التي كانت تعزف بها وقتذاك، وتوسعت بعد إنشائها مع مرور الوقت بمجموعة من الحفلات الموسيقية في نطاق ومدى يصل من موسيقى الباروك إلى موسيقى الرقص الخاصة بالقرن التاسع عشر، فأعادت هذه الفرقة عزف مخطوطات نادرة من الأرشيف مجدداً، كما أعادت عزف مؤلفين مهملين وفي بعض الأحيان كانوا منسيين، وسلطت الضوء من جديد على الأعمال التي لم تكن ذات شهرة بتأليف فنانين كلاسيكيين عظماء، حيث تقوم الفرقة بالعزف على آلات الزمن الأصلية القيمة.
سبق ونجحت هذه الفرقة بالحفلات في غالبية بلدان العالم كونها قدمت عروضها في مدن كبيرة وصغيرة وكذلك في مهرجانات عالمية، كما قدمت في السنوات الأخيرة عروضاً موسيقية عددها 2300 حفل في أكثر من 500 مدينة في العالم وعزفت أكثر من 540 عملاً موسيقياً من 240 مؤلفاً مختلفة بما فيها 125 عملاً لجوزيف هيدن و50 ليوهان مايكل هيدن بالإضافة إلى 100 عمل موسيقي لموزارت، وقدمت حفلات موسيقية سابقة في الكويت خلال الأعوام 2007 و2008 و2014.