قبل الجراحة

شبعهم طراقات ... فشبعوه فضايح

1 يناير 1970 08:28 م

هناك العديد من الأمور التي نتابعها ونتتبع تفاصيلها... والبعض يستمتع بتفاصيلها، والبعض الآخر ينقل أخبارها.
البعض يزيد بعض التفاصيل من عنده من أجل إضفاء رونق على الموضوع.
نُشر أخيراً كتاب يهاجم الرئيس الأميركي، واستمتع بقراءته الكثيرون، وتسابق البعض بنقل ما جاء فيه.
سواء كنت من أنصار الرئيس الأميركي أو معارضيه، فلنناقش الأمور من منظور آخر،
منظور لا يهتم بمحتوى هذا الكتاب، ولا يهتم برأيك في شخصية الرئيس الأميركي.
لننظر إلى المبدأ.
من نشر هذا الكتاب كان أحد العاملين في البيت الأبيض، وبسبب موقعه وعلاقاته مع من يعمل معه من العمال استطاع كتابة هذا الكتاب، أو قد يكون ألفّ رواياته وخدع الجميع، لأن ما يحتويه الكتاب ليس مبدأً للنقاش.
فالمبدأ واضح جداً. ليس من حق أي شخص يعمل عندك خصوصاً إن كان داخل بيتك. أكرر ليس من حق أي شخص اطلع على أسرار بيتك أو أسرار عملك أن يفضحك أو أن يخبر كائناً من كان عما يدور داخل بيتك.
لنتخيل الآن أن خادماً يعمل عندك في البيت وبعد أن ترك العمل قرر أن يؤلف كتاباً عن أسرار بيتك، فهل سترضى، وهل ستتركه يفلت بفعلته، وهل سيكتفي هذا الخادم بما رآه،  أم أنه سيزيد ويحاول أن يجعل لكتاباته قيمة حتى وإن ألفّ بعض الروايات؟
تخيل لو أن قيادياً في منصب حساس في الكويت قرر أحد الخدم في بيته كتابة أسراره، أو أن سكرتيره الخاص قرر كتابة أسراره بعدما ترك العمل عنده، أليس ذلك يعتبر كارثة على المبادئ والأخلاق، وقد يؤدي نشر هذه المعلومات إلى عداوات بين أفراد المجتمع؟
ولأننا في مجتمع يعشق أخبار الناس وأسرارهم... مجتمع يقرأ الأخبار ولا يتعب نفسه في البحث عن مصداقية الأخبار، لذلك قام هذا الشخص بحركة غير أخلاقية يسعى من خلالها لفضح الرئيس الأميركي أن يكتب في كتابه عبارات تؤثر على علاقة أميركا ببعض الدول وربما تهز كيانات بعض الدول، فهل هذه الجمل كُتبت بعفوية أم كانت مقصودة؟!