وجع الحروف

التربية و«كفايات» أهل الميدان...!

1 يناير 1970 08:11 ص

كل وجهات النظر تحتمل الخطأ والصواب، وكل اجتهاد مصيره النجاح أو الفشل، ويبقى الأمر مرتبطا بحسن القياس والتقييم.
يقول وزير التربية والتعليم العالي د. حامد العازمي، إن منهج «كفايات» سيتم تقييمه من قبل أهل الميدان. وعليه قمنا كالمعتاد عند تناول أي قضية أن نرجع لأهل الاختصاص (الميدان) للخروج بنظرة شاملة للموضوع... وهنا نعرض رأي أهل الميدان في ما يخص منهج «الكفايات» كي لا تتأخر معالجة الوزارة له مع الأخذ بالاعتبار أننا وغيرنا الكثير قد تحدث عن الموضوع منذ أكثر من عام.
لقد خلص رأي أهل الميدان إلى الآتي:
منهج الكفايات يتميز بثلاثة محاور (يتمركز حول المتعلم? يرتكز في مفهومه وفلسفته على المخرجات? وأن المنهج يقوم على التمايز). وهذه الثلاثة تلتزم بـ:
1 ـ أن يكون المعلم ذا كفاءة عالية كشرط أساسي أول لنجاح المنهج الوطني وإطلاعه بشكل كامل على ماهية منهج الكفايات وكيفية تطبيقه في الميدان.
2 ـ مواءمة الامتحانات النهائية مع تطلعات المنهج الحديث وأهدافه.
والنتيجة كما يراها أهل الميدان: عند التطبيق على المرحلة الابتدائية أثبت أن هناك نتائج عالية وملموسة (وهذا نتفق معه ويعد منطقيا جدا لأن الفئة العمرية قابلة للتطبيق ولا يعتبر تغييراً فهم تقبلوه كمنهج يدرس لهم).
والتطبيق في المرحلة المتوسطة جاء مبتورا حيث كان من المفضل أن ننتظر عملية التطبيق في المرحلة المتوسطة لحين إنجاز المرحلة الابتدائية للمنهج الوطني واستكماله مباشرة في المرحلة المتوسطة للشريحة نفسها التي تم التطبيق المنهج عليها.
ويرى أهل الميدان ممن تمت استشارتهم? أن وزارة التربية وقعت في التالي (نذكر فقط أربعة لضيق المساحة):
1 ـ سوء التخطيط لعملية تدريب المعلمين في ما يخص المنهج حيث أقامت دورات سريعة لمحاضرين غير متمكنين من التدريب فجاءت سطحية في عرضها كما أثبتت عدم كفايتها.
2 - إغفال آلية تقييم الأداء? ومنها الامتحانات النهائية التقليدية التي تقيس أدنى مستويات التفكير? مما يعني عدم ملاءمتها لأهم أسس منهج الكفايات.
3 - وزارة التربية بحاجة إلى إيمان قيادييها بالقرارات وألا تتأثر برأي الشارع أكثر من التربويين المشهود لهم في الميدان.
4 ـ أسباب التراجع الكبير في المستوى التعليمي هو عدم الثقة في ما يتم التخطيط له داخل الوزارة من مشاريع تطويرية وعدم ثبات القيادات المشرفة عليها مما يؤدي إلى ضياع الوقت والجهد المبذول والرجوع إلى نقطة الصفر!
وأضف إلى رأي أهل الميدان، ما جاء في «الراي» عدد 9 يناير 2017 والذي حددت فيه المشاكل التي يواجهها منهج الكفايات بمشكلتين:
المشكلة الأولى: الموجه ذو السنوات الطويلة تعود على التدريس بنمط معين «التعليم التقليدي»، لذلك يقاوم البعض منهم طريقة تقييم الأداء المقترحة والمعتمدة كليا على مدى رضا المعلم عن مشاريع الطالب وأنشطتهم داخل المدرسة أو خارج الصف «الإنسان عدو ما يجهل»، لذلك تمت إضافة اختبارات فصلية من 20 درجة إلى بعض المواد الدراسية لتصور البعض إن 40 درجة كثيرة على تقييم الأداء مما خلق عدم استقرار في توزيع الدرجات لدى المعلمين وزعزعة ثقتهم بهذا المنهج الجديد «الكفايات»!
المشكلة الثانية: تدني مستوى التأهيل العلمي? الثقافي? والعملي لبعض المعلمين وهذه طامة كبرى.
الزبدة:
إذا كان هذا رأي أهل الميدان وما نشر في «الراي» قبل أكثر من عام، وهو دليل على فشل منهج «الكفايات» على المرحلتين المتوسطة والإبتدائية في آن واحد... وتسبب هذا في تدني نسبة النجاح في بعض المدارس المتوسطة الذي يعود سببه لعدم جهوزية المعلمين للمنهج في المرحلة المتوسطة التي تشهد تغيرا في شخصية الطالب (من الطفولة إلى المراهقة) وهو ما أدى إلى تعسف في تقييم بعض المعلمين، خاصة أولئك ممن يلاحظ عليهم ضعف في الشخصية أو الإمكانيات مما يصعب عليهم التعامل مع بعض المراهقين ممن لم يتعودوا على منهج «الكفايات» من قبل وهو واضح في طريقة توزيع الدرجات، ووكيل التعليم العام والوزير على علم بذلك بعد الفيديو الذي نشرناها على قناتنا في «اليوتيوب».
ونختم برفع تساؤلات تبحث عن إجابة عادلة وشفافة: ما ذنب طلبة رسبوا بسبب منهج «الكفايات» ومن يعوضهم؟ وما ذنب المعلم الكفؤ (المرحلة المتوسطة) الذي لم يتلق التدريب الكافي؟ وما ذنب أولياء الأمور الذين لا يتم الاتصال بهم إلا عند حدوث مشكلة تسبب فيها ابنهم المراهق في حين ما يخص المنهج والتحصيل العلمي للطالب لا وجود للعلاقة بين البيت والمدرسة!... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi